رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

فى بحر الحياة نلتقى، ببعض الناس، الذين يحفرون فى القلب مكانهم، وفى العقل يتركون بصماتهم، ولكن سرعان ما يجرفنا الموج، ويذهب كل منا فى اتجاه، فنرحل يرحلون، ولكن يبقى لهم فى القلب مكان لصدقهم، مكتوب عليه هنا أعز الناس.. منذ ساعات رحلت رائحة الوفد العطرة، ماتت مواهب هانم الشوربجى سيدة الوفد الأولى المحامية المعروفة، بعد صراع مع المرض، لفظت أنفاسها الطاهرة بعد ان دخلت مستشفى هليوبوليس بساعات فقط، ماتت القدوة العزيزة على قلبى، ماتت أم الوفديين آخر جيل العظماء وجواهر الوفد النادرة، التقيت بها منذ أكثر من خمسة وعشرون عاما، تعلمت منها العطاء والتفانى، كانت صديقة الروح فى كل لقاء أو اجتماع أو فعالية لبيت الأمة أجدها أكثر همة ونشاطا وعزيمة، تعلمت منها حب الكيان والإخلاص له، كثيرة التفكير بهموم الوفد وايضا كثيرة التفاؤل بصفوة المخلصين وأبناء بيت الأمة الأصلاء، ليس لها حسابات، فهى تعطى دون مقابل فى الوقت الذى يغرق سوق السياسة بأنواع التسعيرة، ولماذا لا فهى ترعرت منذ صباها وسط عظماء صنعوا أمة، وموروث من القيم والمبادئ وأخلاق الساسة للأسف فقدناه. 

كانت هادئة، لدرجة أنه يخيل للآخرين أنها لا تملك مبررًا للغضب، لكنها تثور فجأة عشقا فى الوفد دون سابق إنذار، وشديدة الملاحظة، تمزقها أبسط الأشياء التى تمس كيان الوفد، وكل ما يؤلمها تحوله إلى كتلة من التفاؤل، حتى بدا للعامة أنها راضية وسعيدة.

قلب حي ينبض حبا ونقاء، رحلة من العطاء دون انتظار المقابل أو عطايا السياسة، والله لم أجد من الكلمات لأعبر عن أصالة وطيبة ماما مواهب، صديقة حميمة للروح، وأخت للعقل، نادرة الوفاء. عند لقائها تعطيك موعدا لهروب الأحزان، منحة للعطاء من السيدات اللاتى تمنح روحهن التنفس فى مكان مغلق توفى فيه الكثيرون، بياض قلبها بنكهة السماء الشياكة والرقة عنوانها، وجهها المشرق دائما يمنحك التفاؤل، واحساس عميق بأن الدنيا لسة بخير، طيبة قلبها تشعرك بالأمان فى اى مكان تكون منورة فيه، فهى وفدية حتى النخاع تصنف من جواهر الوفد النادرة، علمتنا على مدى أكثر من عشرين عاما كيف يكون للسياسية مبدأ وقيمة بعيدا عن حساباتها العقيمة وصراع المصالح، نبع من العطاء المتواصل للحزب الذى ترعرعت فيه حين بدأت مشوارها فى ريعان شبابها، لأنها من أسرة وفديه عريقة تربت فى مدرسة الوفد الحقيقية العظماء أسياد السياسة.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلى وبرحمتك التى وسعت كل شيء أن تغفر لها ذنوبها وتعفو عنها، والله يرحمها ويغفر لها ويعفو عنها، فإن فى الحياة أشياء كثيرة لا تشترى بالمال، ولا تعوضها كل ثروات الأرض كالصحة والسعادة والصداقة المخلصة، والعشرة الجميلة والاطمئنان النفسى وراحة القلب والضمير، فاسرقوا من الحياة حياة قبـل أن يسـرق العـمر أجمـل سنوات حياتكم، اسـرقـوا مـن الفرح سعادة قـبل أن يـسرق منكم ابتـسامة وجـوهـكم، اسـرقوا مـن أعـماركم رفيـقًا قبـل أن تسـرق الحـياة منـكم نبـض شـبابكم، العمـر لحـظة تذكروا من صادقكم الحب والإخاء وعلمكم طعم النقاء وحب الحياة، وحافظوا على الشرفاء، ولو كانوا خصومكم، ولا تفرحوا بالسفهاء ولو وقفوا معكم، فالشريف لن تجده فى مواقف الكرامة إلا شهمًا.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية 

[email protected]