رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مخاوف ألمانية متجددة من مخاطر الاعتماد المفرط على بكين

المصانع الالمانية
المصانع الالمانية

استفادت ألمانيا بشكل كبير من العلاقات الاقتصادية مع الصين، إذ أصبحت بكين شريكاً تجارياً رئيسياً للألمان في عديد من القطاعات الأساسية. ومع أن هذه العلاقة قد جلبت فوائد اقتصادية عديدة، فإنها تثير أيضاً مخاوف بشأن التبعيات الاقتصادية المحتملة لهذا الاعتماد المفرط.

تتجلى خطورة هذا الاعتماد المفرط عندما يتعرض الاقتصاد الألماني لتقلبات في اقتصاد الصين، سواء بسبب عوامل داخلية مثل التغيرات السياسية أو الاقتصادية في بكين، وكذلك بسبب التحولات العالمية التي تؤثر على تدفقات التجارة.

 

بالإضافة إلى ذلك، تزيد المخاوف بشأن التبعيات الجيوسياسية، ومع النفوذ الصيني المتصاعد، ومخاوف توظيف بكين قوتها الاقتصادية والسياسية كوسيلة للضغط (على نهج روسيا فيما يخص صادرات الغاز على سبيل المثال).

 

ومن هنا تنظر عديد من الشركات الألمانية، إلى حقيقة أن خطورة الاعتماد المفرط على الصين كسوق ومورد رئيسي لا يمكن تجاهلها، وأنه يتعين على الأطراف المعنية اتخاذ خطوات حاسمة لتقليل هذه الاعتمادية وتعزيز المرونة في الاقتصاد الألماني والشركات الألمانية.

 

في هذا السياق، نقل تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عن المدير المالي لمجموعة سيمنز لتكنولوجيا البرمجيات، رالف توماس، حديثه عن المأزق الذي يواجه الشركات الغربية (لا سيما الألمانية) واعتمادها على بكين كسوق وكذلك كمورد.

 

سوف يستغرق الأمر "عقوداً" حتى تتمكن الشركات المصنعة الألمانية من تقليل اعتمادها على الصين، لقد تطورت سلاسل القيمة العالمية على مدار الخمسين عاماً الماضية.. لا يمكن الاعتقاد بأنه يمكن تغيير ذلك الأمر في غضون ستة أو 12 شهراً.. المسألة تحتاج إلى عقود.

تأتي تلك التعليقات في أعقاب تقرير صادر عن المعهد الاقتصادي الألماني، وجد أن الشركات في البلاد لم تحرز سوى تقدم ضئيل في "التخلص من المخاطر" في تعرضها للصين وتقليل اعتمادها على الواردات الحرجة منذ العام 2022.

 

وتعد الصين أكبر شريك تجاري منفرد لألمانيا، حيث بلغ إجمالي حجم تداول السلع بين البلدين 254 مليار يورو بين البلدين في العام 2023، وفقاً لوكالة الإحصاء الألمانية.

 

العلاقة، التي تمتد بين أكبر المجموعات الألمانية بما في ذلك فولكس فاغن وباسف إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في البلاد، كان يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها ركيزة للقوة الاقتصادية للبلاد ونموذج للعولمة.

 

العلاقات الألمانية الصينية

يشير الكاتب المتخصص في الشؤون الصينية، حسين إسماعيل، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن الاقتصاد الألماني متأثر حالياً بشكل كبير بكل التوترات الجيوساسية؛ سواء كانت الحرب في أوكرانيا وكذلك الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وقد ظهر هذا التأثر على مستوى الطاقة وسلاسل التوريد.

 

ويضيف: هناك تفاهم ألماني صيني مميز، وهذا ما نتج عنه تعزيز ألمانيا من تعاونها مع بكين خلال الفترات الماضية، وذلك لعدة أسباب:

 

واستطرد قائلا: إن "ألمانيا تتمتع بعلاقة مميزة مع الصين وتضع خلافات الولايات المتحدة مع الصين جانباً في هذه العلاقة.. وهذا ما أظهره استطلاع للرأي أجري منذ شهرين أظهر أن الشركات الألمانية العاملة في الصين أظهرت رغبتها في زيادة استثماراتها هناك بشكل كبير".