رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وكالات تحلل سيناريو الانتقام الإيراني من إسرائيل

الضربة الإيرانية
الضربة الإيرانية الانتقامية

أثار إعلان إيران عن إخطار جيرانها قبل 72 ساعة من الهجمات على إسرائيل وإبلاغ واشنطن بأنها ستكون "محدودة" - ومن ثم إبلاغ إسرائيل-، تساؤلات بشأن قواعد الاشتباك العسكري في أوقات النزاعات الدولية، ومدى الالتزام بها من طرفي الصراع.

وسبق أن اعتبر موقع المونيتور الأميركي، أن الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق وأودت بحياة عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، أشارت إلى رغبة القيادة العليا الإسرائيلية في إعادة كتابة قواعد الاشتباك في حربها السرية المستمرة منذ سنوات لإبقاء إيران ووكلائها في مأزق.

ويرى محللون عسكريون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن قواعد الاشتباك العسكري هو مفهوم مُتداول في العلوم العسكرية، ويعني القواعد التي ينبغي أن تلتزم به القوات المسلحة في أي دولة حين نشوب نزاع مُسلّح، خاصة أن لها أبعاد سياسية واستراتيجية وقانونية، في الوقت الذي يمكن أن تتم إما عبر الطرق الاستخباراتية أو الوسطاء أو عبر وسائل إعلام كما جرى في حالة إيران.

ماذا تعني قواعد الاشتباك العسكري؟

في العلوم العسكرية، تعد قواعد الاشتباك بمثابة التوجيهات العسكرية التي تهدف إلى وصف الظروف التي ستدخل القوات البرية والبحرية والجوية في ظلها، وتواصل القتال مع القوات المتحاربة.

ومن الناحية الرسمية، تشير قواعد الاشتباك إلى الأوامر الصادرة عن سلطة عسكرية مختصة والتي تحدد متى وأين وكيف وضد مَن يمكن استخدام القوة العسكرية، ولها آثار على الإجراءات التي قد يتخذها الجنود على سلطتهم الخاصة والتوجيهات التي قد يصدرها قائد.

وتعد قواعد الاشتباك جزءًا من اعتراف عام بأن الإجراءات والمعايير الأساسية لسير الحرب وفعاليتها، في حين يجب أن تكون قواعد الاشتباك متسقة مع مراعاة مجموعة متنوعة من السيناريوهات المحتملة والجوانب السياسية والعسكرية لحالة معينة.

ويمكن أن تصف الإجراءات المناسبة فيما يتعلق بالحشود غير المسلحة، وممتلكات المدنيين المحليين، واستخدام القوة في الدفاع عن النفس، ورد النيران المعادية، وأخذ الأسرى، ومستوى العداء (أي ما إذا كان البلد في حالة حرب)، فضلا عن عدد من المسائل الأخرى.

في الولايات المتحدة، هناك قاعدتان معترف بهما بشكل عام للاشتباك هما "ROE (SROE)"، والتي تشير إلى المواقف التي لا تكون فيها الولايات المتحدة في حالة حرب فعلية وبالتالي تسعى إلى تقييد العمل العسكري، و"ROE (WROE)" في زمن الحرب، والتي لا تقصر الردود العسكرية على الأعمال الهجومية.

من الناحية التاريخية، كانت فكرة تنظيم الحرب مدعومة بقائمة طويلة من المعاهدات والاتفاقات الدولية، أهمها اتفاقيات جنيف، التي تنظم معاملة أسرى الحرب والمدنيين، ومع ذلك، فإن قواعد الاشتباك هي مفهوم حديث تستلزمه إمكانية الحرب النووية، والتقدم في الاتصالات السلكية واللاسلكية، وزيادة استخدام القوات العسكرية في أدوار حفظ السلام.

وتلعب قواعد الاشتباك دورا مهما في التحكم في العملية العسكرية وأهدافها وأبعادها كذلك، وتسعى لتقليص عدد الضحايا في العسكريين والمدنيين.

حددت الأمم المتحدة مستويين للقوة في قواعد الاشتباك، الأولى "مميتة" وهي التي تتسبب بوفاة عند استعمالها أو إصابة خطيرة، ويبرر استعمالها فقط عند الدفاع عن النفس عند الشعور بتهديد حقيقي، والثاني "غير مميتة"، وتستعمل في الحالات التي لا تشكل خطرا حقيقيا وتقتصر على الدفاع دون الإضرار الخطير بالمعتدي.

قواعد الضربة الإيرانية

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران أبلغت واشنطن أن هجمات إيران ضد إسرائيل ستكون "محدودة وللدفاع عن النفس"، كما أخطرت جيرانها قبل 72 ساعة من الهجمات.

 

أوضح الوزير الإيراني أن العمليات العسكرية استهدفت مواقع انطلاق طائرات إف 35، معتبرًا أن هجوم إسرائيلي على القنصلية بدمشق مخالف للقوانين والمواثيق الدولية، مضيفًا: "تحلينا بضبط النفس، لكن يبدو أن إسرائيل فهمت ذلك خطأ، وكنا دقيقين جدًا في الرد على إسرائيل".

 

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إيران أطلقت، خلال هجومها الذي استمر 5 ساعات متواصلة، 185 طائرة بدون طيار "مسيرة"، و36 صاروخ كروز، و110 صواريخ أرض أرض.

 

وبحسب التصريحات الإسرائيلية، تم اعتراض 99% منها من منظومات الاعتراض الصاروخية.

 

وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضربة بأنها "أول هجوم تشن فيه طهران هجوما عسكريا مباشرا على إسرائيل رغم عقود من العداء" بينهما.

من يضع قواعد الاشتباك؟

من جانبه، قال المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي، مارك كيميت، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، "يتم وضع قواعد الاشتباك بين مخططي العمليات، وهم الذين يضعون خططًا بناءً على ما يجب القيام به، والمتخصصين في إدارة العمليات الذين يحددون ما يُسمح به من عمليات للبقاء ضمن القوانين الوطنية والدولية، وحتى يتم تفادي السخط والعقوبات الدولية".

وأوضح "كيميت" أن من بين تلك القواعد جزء سري لا يتم تداوله بشكل رسمي أو ينشر في وسائل الإعلام.

واتفق مع ذلك، محاضر الاستراتيجيات العسكرية بجامعة بورتسموث البريطانية، فرانك ليدويدج، حيث قال في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مفهوم قواعد الاشتباك العسكري كبير للغاية ويتم دراسته في الكثير من الأكاديميات العسكرية.

وأوضح "ليدويدج" أنه يتم الاتفاق على قواعد الاشتباك بين طرفي الصراع إما من خلال "القنوات الرسمية"، أي الدبلوماسيين أو الدول الوسيطة، أو حتى من خلال وسائل الإعلام حينما تنشر تصريحات رسمية بشأن أهداف الضربات والموعد المتوقع لها، كما جرى في حالة هجمات إيران مؤخرًا.