رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا يحدث إذا قامت إسرائيل بهدم المسجد الأقصى؟ سؤال لم يكن تائهًا فى دروب الخيال وحواريه وأزقته فعثرنا عليه ثم طرحناه للبحث عن إجابة، إنه سؤال كاشف عن حقيقة واقع نعيشه، وحدود الإجابة عنه هى حدود قدرتنا للدفاع عن مقدساتنا، ومؤشر قياس درجة استعدادنا للتصدى والرد على مثل هذا الفعل الإجرامى الذى بات وشيكًا.
ففى اللحظة التى تقف فيها مصدومًا مذهولًا من طرح السؤال، مشفقًا فى الوقت ذاته على ذاتك بالإجابة عنه، تجرى الآن استعدادات جدية لذبح بقرة حمراء يوم العيد، بقرة تم صنعها فى ولاية تكساس الأمريكية، ثم شحنها وإحضارها إلى فلسطين فى شهر أكتوبر 2022، حتى أصبحت جاهزة الآن لعملية تطهير الشعب اليهودى حسب العقيدة التوراتية، إيذانًا باقتحام الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه!
وقبل أن تُعييك الإجابة عن السؤال المطروح، هل تعلم أن تلك البقرة الحمراء التى لم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل، والتى تظهر كل 2000 سنة مرة واحدة! لم تكن الأولى، فمنذ أكثر من ربع قرن تم العثور على بقرة حمراء لتنفيذ مخطط بناء الهيكل الثالث، ولم يردع جماعة «مخلصى المعبد» من ذبحها وتنفيذ مخططهم أعداد المسلمين فى العالم، بل منعهم ثلاث شعيرات بيضاء وجدوها فى ذيل تلك البقرة المسكينة أفقدتها طهارتها حسب تصورهم التوراتى، ولم تفلح الطقوس وحفلات البخور من إزالة تلك الشعيرات البيضاء، فكان عليهم الانتظار والبحث من جديد!
وقبل أن تقف أيضًا حائرًا باحثًا عن الإجابة، هل تعلم أنه ومنذ أكثر من ربع قرن كانت وما زالت الاستعدادات حثيثة للوصول إلى هيكلهم المزعوم، فقام عدد من الحاخامات بتخزين مبدئى لمحتويات الهيكل، وأعدوا المباخر والمذابح لتقديم القرابين، وتم تفصيل ملابس الكاهن الأعظم، وتجهيز تاج ذهبى وصولجان مرصع بالمجوهرات عليه أسماء قبائل بنى اسرائيل، هل تعلم أن الأوانى الذهبية والفضية جاهزة لجمع دم القرابين منذ أكثر من ربع قرن، كما تم صنع طاحونة حجرية لاستخدامها فى طحن بقايا رماد البقرة الحمراء لعملية التطهير، وأنهم يحتفظون بحجر يبلغ وزنه أربعة أطنان بالقرب من الأقصى ليكون حجر أساس الهيكل المزعوم!.. كل هذا يحدث ونحن نستعد لترتيب أوراقنا وأفكارنا للبحث عن إجابة: ماذا لو؟!
سيقول البعض إنه لا داعى للسؤال، لأن الإجابة معلومة مسبقًا وستأتيك سريعًا بأن الروح فداءً للأقصى واستحالة السماح لحدوث مثل هذا الفعل الإجرامى، نقول لهم: مع تلك الإجابة ربما يأتى رد العالم الآخر سريعًا أيضًا بأن المقدسات الإسلامية محل تقدير واحترام وإجلال وتعظيم، وأنه يجب الحفاظ على الأقصى وقبة الصخرة ومعهما مشاعر المسلمين فى كل مكان، ممزوجًا بمقترح يسعى إلى ترويج التعايش السلمى بين الشعوب، مقترنًا بخيار نقل المساجد والمعابد الإسلامية من فلسطين لتكون بجوار بيت الله الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم!، أما الهيكل فسيكون مركزًا روحيًا للعالم بأكمله.. وهنا يأتى دور «لعيبة» الديانة الإبراهيمية والبقية أنتم أعلم بها منى.
قد يكون المقترح السابق استفزك قليلًا ولم ينل إعجابك، لتكون عبارة «الاحتلال يشعل نار الحرب!» مدخل آخر لإجابة البعض، فهل يعتقد من يستخدم هذا النموذج من الإجابة أن إسرائيل تريد سلامًا!، وهل يرى أن ما يحدث فى غزة الآن بردًا وسلامًا على أهلها؟!، وماذا يطلق على قتل أكثر من 33 ألف شخص وعشرات الآلاف من الجرحى وهدم البيوت ومجازر الأطفال؟، ماذا تسمون المجاعة والإبادة إذن؟ وماذا تنتظرون لتعرفوا أننا فى صراع دائم بدوام مخطط بناء الهيكل على أنقاض الأقصى وعلى أنقاض ودماء كل من يقف عقبة فى طريق حلمهم المشئوم!
سيقول آخرون: إن إسرائيل إذا قامت بتلك الفعلة الشنعاء، وهدمت الأقصى ستكون نهاية العالم، ستكون حربًا لن تبقى ولن تذر، ولن يسمح العالم بأن تشتعل تلك المأساة، وهنا سيأتىهم الرد بسيطًا بنفس بساطة قولهم: إن إسرائيل ومن يعاونها ويدعم تطرفها يدفعان العالم عن عمد إلى حافة الهاوية، ويخططان منذ زمن بعيد لإشعال تلك الحرب الكبرى «هرمجدون» انتظارًا لظهور المسيح، وتلك البقرة الحمراء هى الإيذان ببناء الهيكل الثالث ومن ثم انتظار المسيح المخلص!
فى النهاية.. قد يكون كل ما سبق لا يروق لك ولا يرضيك، ليبقى السؤال مطروحًا أمامك لتفكر فى الإجابة عنه على مهل وبعد فوات الأوان، ماذا لو قامت إسرائيل بهدم الأقصى؟!
[email protected]