عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأمم المتحدة ناصرت القضية الفلسطينية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلى.. ومعظم قراراتها مجرد حبر على ورق! وما بين اصدار القرارات الداعمة للحق العربى مرورا بقرار منح فلسطين حق اقامة دولتها على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وصولا لإنشاء منظمة إنسانية تقوم بدور الراعى للشعب المحتل من كافة وجوه الحد الأدنى للحياة وحق التعليم والصحة والطعام حتى ناهضت إسرائيل المنظمة وشوهت صورتها، مما دفع معظم الدول المانحة لرفع ما كانت تمنحه للاونروا، وادعت انها توظف أعضاء حماس وتدعمهم وتخفيهم بالأنفاق، لتضييق الخناق على الشعب الأعزل ليتلوى من الجوع وينتهى اذا نجا من القنابل العنقودية والصواريخ والطائرات المسيرة.

وعصر الإثنين الماضى أصدرت الأمم المتحدة قرارا امتنعت أمريكا عن التصويت عليه، بوقف الحرب فورا، وتنفسنا جميعا الصعداء وتخيلنا أن النار ستتوقف والخراب سينتهى ونزيف دم الأطفال والنساء والشيوخ سيكون له نهاية لاسيما أننا كنا نأمل وقف الحرب فى شهر رمضان المعظم وها نحن الآن فى الثلث الأخير منه، وما زالت إسرائيل تتحدى العالم كما سبق وتحدت جميع القرارات التاريخية التى نحفظها عن ظهر قلب، وما زال الشهداء يتساقطون بالبطون الخاوية وأبدان الأحياء لحما على عظم، 

صحيح أن أمريكا الداعمة قلبا وقالبا للعدو الصهيونى امتنعت عن التصويت على قرار وقف الحرب، ولكنى لا أصدق -المخاصمة- التى يرددها بعضنا بأن خلافا نشب بين بايدن ونتنياهو! فلو كانت أمريكا تريد وقف الحرب لأوقفتها فورا وقلصت دعمها بالسلاح والطائرات والمدرعات. 

وحتى لا ننسى فأمريكا نفسها لو أرادت تنفيذ قرار الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لفعلت! ولكنها تنطق بلسان إسرائيل وتدعمها وتقدم كل ما تطلبه وتتمناه لتقضى على الشعب الفلسطينى، ثم تلتفت لنا بمعسول الكلام.. أمريكا تدعم إسرائيل لأنها بنت قلبها فى الشرق الأوسط، وتداعبنا وتثبط عزيمتنا لتقنعنا بصداقتها وأنها حليفة وقد امتنعت عن التصويت على القرار الأخير. 

يا سادة.. آليات تنفيذ القرار معدومة لأنه لا يندرج تحت الفصل السابع الذى يجعل العالم ينفذ القرار بإرادة دولية وفرض عقوبات.. القرار الأخير مفيد طبعا ولكنه لا يغنى ولا يسمن من جوع! نحن العرب عندنا إرادة إجبار العالم على تنفيذ القرار، بوحدة كلمتنا وقوة موقفنا الذى لا لبس فيه! 

أخشى أن تواصل إسرائيل مخططها فى رفح بحجة القضاء على حماس! لتضيف لسجل الشهداء أرقاما جديدة ومهولة.

والخلاصة: إذا لم ندرك أهمية الوقفة الواحدة لإقامة دولة فلسطين الحرة، وفى هذا التوقيت بالذات، فلن يكون هناك أعظم من هذه الفرصة، على الأقل نستغل عملية الطوفان وما أسفر عنها من خراب وقتل وتدمير ورغبة العالم الحر لحل الدولتين، يحدث هذا إذا توجه العرب صوب هذا الهدف وفورا، حتى تعيش المنطقة فى سلام يسعى له العالم، ويساعدنا فيه، بسبب المشكلات الاقتصادية الطاحنة، حتى لا نبكى على اللبن المسكوب والطوفان الذى قهر إسرائيل، ويا مسهل.