رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

قالت صحيفة هآرتس وهى واحدة من أشهر الصحف الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات عبئا على إسرائيل، وعليه الاستقالة بعدما عرضها لأخطار استراتيجية، وهدد تحالفها العميق مع الولايات المتحدة، التى اختارت لأول مرة منذ بدء الحرب عدم معارضة مشروع قرار لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة.
الهجوم الذى شنته الصحيفة على رئيس الوزراء الإسرائيلى جاء فى مقال افتتاحى بعنوان «رجل الخراب بات عبئا على إسرائيل»، وهذا يعنى أن الأمر ليس مجرد رأى لأحد كتابها ولا تقريرا إخباريا لأحد محلليها، وإنما هو رأى الصحيفة الذى يعبر عن موقفها السياسى.
قالت هآرتس ان نتنياهو يستطيع أن يضيف إلى سجل فشله الناصع أزمة أخرى مع أوثق حليف فعل كل شيء لمساندة إسرائيل منذ بداية الحرب.
واستمرت الصحيفة فى هجومها العنيف قائلة: بدلا من إقدام رئيس الوزراء على الاستقالة بسبب سياسته المتهورة، والإقرار بفشله وتغيير سلوكه مع الحليف الأمريكى والاعتذار للإسرائيليين عن «التسونامى السياسى» الذى ألحق بإسرائيل كارثة فى 7 أكتوبر اختار المضى قدما فى تحدى وإهانة الولايات المتحدة.
وأشارت هآرتس إلى أن نتنياهو لم يكتفِ فقط بإلغاء زيارة وفد إسرائيلى رفيع إلى واشنطن، بل اتهم البيت الأبيض بالتراجع عن دعم إسرائيل، والإضرار بالجهد الحربى، وجهود إنقاذ الأسرى الإسرائيليين، بل كاد يرميها بتهمة دعم الإرهاب.
وسلّط مقال هآرتس الافتتاحى الضوء على الخلافات التى تتعمق داخل حكومة نتنياهو بسبب الموقف من العلاقة مع واشنطن، وأشار إلى تأييد بينى غانتس سفر الوفد الإسرائيلى إلى واشنطن.
وحسب هآرتس، فإن نتنياهو جنى على نفسه، إذ أوضحت واشنطن مرارا أن صبرها ينفد، خاصة مع تصاعد التوتر بسبب الاستعداد لعملية كبيرة فى رفح، وهو ما حذر منه مسئولون كبار بينهم نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتونى بلينكن.
ويبدو أن وراء هجوم هآرتس الذى حمل عبارات تهديد غير مسبوقة لنتنياهو أيدى أمريكية قوية تسعى إلى توصيل رسالة شديدة اللهجة مفادها ضرورة الرضوخ للضغوط الأمريكية، وأرى أن هذا الهجوم يأتى فى إطار استراتيجية جديدة للبيت الأبيض فى التعامل مع نتنياهو والتى بدأت بترتيب زيارة للسفاح الإسرائيلى غانتس إلى واشنطن دون أى ترتيب مع مكتب رئيس الوزراء مرورا بأول استقاله من الحكومة وتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل فى مجلس الأمن وصولا إلى هجوم هآرتس الأخير.
ورغم كل هذه التطورات المتلاحقة فإن علينا ألا ننخدع بما تفعله الولايات المتحدة سواء من جانب نتنياهو والبيت الأبيض أو بلينكن والخارجيه الأمريكية أو قيادات البنتاجون.. فإن هذه الإستيراتيجيه التى تحمل رسائل ردع للسفاح نتنياهو فإن الأمر لا يعدو كونه محاولة لتجميل صورة بايدن أمام الناخب الأمريكى خاصة مع اشتعال المعركة مع خصمه اللدود ترامب ووجود مخاوف من تأثير الحرب على غزة على سير معركة الرئاسة.. لكن الهدف واحد وهو القضاء على المقاومة وتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطينى بعد قتل الآلاف من أبنائه.. والتاريخ خير شاهد على أن أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة.