رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِى الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا، إنا مَكَّنَّا لَهُ فِى الْأَرْضِ وءَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) {الكهف: 83-84}، لقد جسد قصص القرآن الكريم التجارب الناجحة فى البناء والتأسيس والحركة والنمو لتكون رافدًا للحركات والشعوب الإسلامية المتطلعة للنهوض من كبوتها، والسير فى ركاب الحضارة الإنسانية، ومن بين أهم قصص القرآن الكريم الملهمة للأمة قصة «ذو القرنين» الملك المسلم العادل، التى وردت فى نهاية سورة الكهف كإحدى نماذج الحاكم المسلم الذى أنشأ إحدى أكبر إمبراطوريات الإسلام فى العالم، وإذا سلَّمنا أن أغلب قصص القرآن الكريم تَرِدُ فى إطار تاريخ جغرافية العالم القديم -آسيا وأوروبا وأفريقيا- وبالأخص جزيرة العرب وما حولها، الشام ومصر والعراق وفارس والحبشة، كونها مهبط الرسالات ومحضن الديانات السماوية، فإن ملامح حركة «ذو القرنين» تأتى فى هذه الحدود، ويُذكر أن ذا القرنين كان ملكًا عظيمًا، مكنه الله فى الأرض وآتاه أسبابًا، ففتح البلاد ونشر العدل والخير بين الناس، ويُذكر أن ذا القرنين كان ملكًا عظيمًا، مكنه الله فى الأرض وآتاه أسبابًا، ففتح البلاد ونشر العدل والخير بين الناس، ويذكر القرآن من هو ذو القرنين الذى سافر إلى الغرب حتى وصل إلى مكان تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه، وكان أهل هذه المنطقة كفارًا، فخيَّرهم الله بين أن يعذِّبهم وبين أن يتركهم، فاختار ذو القرنين أن يعاقب المعتدين الظالمين فى الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، ثم سافر ذو القرنين إلى الشرق حتى وصل إلى قرية يحيط بها يأجوج ومأجوج، وهم قوم وحشيون يخرجون من مكانهم كل فترة ويخربون البلاد، فطلب أهل القرية من ذو القرنين أن يحميهم من يأجوج ومأجوج، فبنى لهم ردمًا ضخمًا من الحديد والنحاس، منع يأجوج ومأجوج من الخروج والتسبب فى الضرر، وهكذا كان ذو القرنين ملكًا عادلًا وعبدًا صالحًا، نشر العدل والخير بين الناس، ودافع عن المظلومين، وبنى ردمًا ضخمًا ليحمى الناس من أعدائهم، وتدل هذه القصة أيضاً: ذكرها نموذجًا للحاكم العادل الرشيد، الحاكم الذى يذكر ربه دائمًا، ولا ينسب أفعاله إلى نفسه، بل ينسبها إلى الله عز وجل كما فعل ذو القرنين عند بناء السد، فكان حاكمًا صالحًا عمل على إصلاح مجتمعه وحمايته من فساد المفسدين، وللحديث بقية أن شاء الله.

دكتور جامعى وكاتب مصرى
[email protected]