رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

يتميز شهر رمضان المبارك بروحانياته العالية وفرحة قدومه التى ينتظرها الجميع قبل قدومه وطوال أيامه التى تمر بسرعة البرق ويظل اثرها الطيب فى النفوس بعد انتهاء الشهر الكريم طوال العام، الأمر الذى يشعر به كل أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين. وفى سابقة تحدث كل فترة عبر الزمن يأتى الصوم الكبير فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا العام مع بداية صوم شهر رمضان المبارك، وذلك يوم الاثنين الموافق 11 مارس، فيما تحتفل الكنيسة بعيد القيامة بعد احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك، لأن الصوم الكبير لأخوتنا الأقباط يستمر 55 يوماً. ويحدث ذلك فى أحيان كثيرة على فترات زمنية متباعدة يتزامن صوم شهر رمضان مع الصوم الكبير فى الكنيسة القبطية المصرية، فتكون صورة جميلة وشكلا جميلا جدا أن نكون جميعا كوطن واحد ونسيج واحد نصوم جميعا كل حسب طقوسه الخاصة بدينه فى الصوم، ولكن إحساس أن البلد بأكمله فى حالة صوم يجعلنا نتقرب أكثر وأكثر إلى الله عز وجل، فقد أعجبنى رأيا لجيراننا الاقباط عندما كنا نعلق زينة رمضان وهم اناس غاية فى الثقافة فقالوا إن طقوس رمضان موجودة عند الأقباط أيضا يا جارتنا، فسألتهم وكيف ذلك. فقالوا شارحين أن لديكم سنة صيام لثلاثة أيام فى شهر شعبان، ويقع قبل صوم شهر رمضان بخمسة عشر يوماً، وهو من أفضل أيام السنة لدى إخواننا المسلمين، ومدة صوم رمضان ٣٠ يوماً ويعقبه عيد الفطر. وبعدها يصوم الأقباط ثلاثة أيام هى صوم يونان نينوى أو صوم النبى يونس، ويقال إنه تذكار لتوبة أهل نينوى.وهذا الصوم مشهور جداً، ويقع قبل الصوم الكبير بأسبوعين، وهو من أقدس أيام السنة لدى الأقباط، ومدته ٥٥ يوماً ويعقبه عيد القيامة. نعم لقد تزامن هذا العام بداية شهر رمضان وبداية الصوم الكبير جاء بالتزامن مع رمضان وسط فرحة اخوية وطنية اعتبرها كثيرون انها منحة ربانية لابناء الوطن، وصام نسيج الوطن فى وقت واحد بفرحة وكانت بطعم الوحدة الوطنية، فالصيام واحد من أكثر العبادات التى اشتركت فيها الديانات بشتى عقائدها، لكن أشكاله اختلفت من دين لآخر، لكن جوهر ومفهوم الصوم اتفقت عليه الديانات بمختلف طبائعها وهو التحكم فى الغريزة بكل معانيها. والصوم هو الفضيلة التى اتفقت عليها معظم الديانات باعتباره دعوة للتجدد الروحى والبدنى وضبط النفس والإقبال على أعمال البر والتقوى، التى هى طريق إلى الصفاء النفسى والجسدى، وبالتالى فهو أقرب الطرق للشعور بالقرب من الله سبحانه وتعالى.
وقد فضّله الله تعالى على باقى أشهر السنة لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، وقد أكد الجميع على  تعانق الصومين رمضان والصوم الكبير للمصريين، هذا العام جاء بمثابة رسالة محبة إلهية لتجسيد الوحدة الوطنية بين المسلمين والاقباط، وأنه من المرات النادرة جداً أن تتزامن الروحانيات الاسلامية والمسيحية سوياً فى مصر. وتعيش الوحدة الوطنية فى مصر وتحيا مصر وكل عام والنسيج الوطنى المصرى بخير وسلامة..