عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

فى عام ١٩٨١ أصدر الشاعر فاروق جويدة مسرحيته الشعرية الأولى (دماء على أستار الكعبة) بعد نجاح دواوينه الخمسة: (أوراق من حديقة أكتوبر ١٩٧٤ وحبيبتى لا ترحلى ١٩٧٥ ويبقى الحب ١٩٧٧ وللأشواق عودة ١٩٧٨ وفى عينيك عنوانى ١٩٧٩).
كان لصدور المسرحية أكبر الاصداء؛ لأن المسرح الشعرى ظل سنوات طويلة مهجورًا لا أحد من المبدعين يقترب منه فبعد رحيل الشاعر أحمد شوقى الذى أسس المسرح الشعرى فى مصر كتب الشاعر عزيز أباظة ثمانى مسرحيات شعرية أولاها عام ١٩٤٣ (قيس ولبنى) وآخرها مسرحية (قيصر) عام ١٩٦٣. تميز مسرح أباظة باستلهام التاريخ العربى والتزامه بشكل وقانون القصيدة الكلاسيكية؛ وبعد عام واحد أصدر الشاعر صلاح عبدالصبور مسرحيته الشعرية الأولى (مأساة الحلاج) عام ١٩٦٤ وكانت آخر أعماله عام ١٩٧٣ (بعد أن يموت الملك) وينتمى مسرحه إلى الشكل الحديث فى الشعر وفى المضمون أيضا حيث اتسمت مسرحياته بالتمرد السياسى حتى فى تلك المسرحيات التاريخية.
مسرح فاروق جويدة يستلهم التاريخ ويسقطه على الواقع؛ فكانت مسرحيته الثانية (دماء على ستار الكعبة) عام ١٩٨٧. ثم (الخديوى) عام ١٩٩٤ وبعد ثلاثين عاما من التوقف عن كتابة المسرح يعود لنا جويدة بمسرحية (هولاكو) صدرت عن دار الشروق وهذه المسرحية تتناول سقوط بغداد فى عهد الدولة العباسية..
مسرح جويدة ينفى مظاهر النظام العربى القديم الذى أدى إلى أن وصل بنا إلى نفى الأنظمة الحديثة بالنظام الواجب أو الاستبداد بالحرية، هو الذى حدد بدوره نفى الأمة العربية بكل سلبياتها بالامة الواجبة، فقد كانت الأمة القديمة هى النموذج المفتعل والتركيبة الاجتماعية والاقتصادية الضيقة، أى لم تكن سوى نموذج واقعى للتراجع الحضارى، وهى النتيجة التى أخذت تتعمق فى آراء الكواكبى منذ بواكير نشاطه الفكرى والسياسى، أى كل ما أدى فى مجرى تطوره إلى بلورة وصياغة مبادئ وعى الذات العربى.
عودة فاروق جويدة إلى المسرح الشعرى بعد غياب ثلاثين عاما تجعلنا نطالبه بمزيد من الإبداع والابتكار فى هذا المجال الثرى الموحى والداعى
للتنوير، والتفاعل مع الحاضر والمستقبل فى مواجهة الماضى بكل أخطائه ومثالبه.
[email protected]