عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

دراما الواقع تفوق الحكايات المؤلفة، تلك البطولات التى اقترنت بحياة أحد الشهداء، وشكَلت حزنا دفينا داخل طفلة لم «تشم» رئحة أبيها ولم يدو صوته فى مدارها، إلا أنها تركت فخرًا يؤنس أيامها بأب استشهد أثناء الدفاع عن وطنه إبان حرب الاستنزاف ليكون أحد الممهدين بأرواحهم لنصر أكتوبر 73 ليؤرّخ يوم وفاته ليوم هام فى تاريخ العسكرية المصرية.
نستكمل قصة الشهيد البطل الرائد حسين صالح السيد العجمى، تقول داليا حسين العجمى - نجلة الشهيد البطل- أن والدها كان مثالاً للأخلاق الحميدة والانضباط والقدوة الحسنة، وأن والدها تفوق فى دراسته بالكلية الحربية وكان من أوائل خريجى دفعة 28 إبريل عام 1959.
وأضافت أن والدها الشهيد البطل من أبناء محافظة الغربية، ولد بمدينة طنطا فى 14 أكتوبر عام 1937، من أسرة متدينة وتربى على الخلق الكريم، وظل متمسكاً بالقيم الأصيلة والوطنية حتى آخر لحظة من حياته.
وتابعت نجلة الشهيد حسين العجمى أن والدها كان ينهل من العلوم، وحينما أشرقت شمس الثورة فى 23 يوليو 1952 كان وقتها بالمدرسة الثانوية العامة بطنطا وكله أمل ووطنية، وقلبه معلقًا بحب الحياة العسكرية ولذلك أصر على الالتحاق بالكلية الحربية عقب حصوله على الثانوية العامة بتفوق فى عام 1955
وأوضحت نجلة الشهيد «العجمى» أن والدها خلال فترة تواجده بالكلية العسكرية حصل على العديد من الفرق الحتمية التى تتناسب مع رتبته، كما حصل على فرق قيادة وتوجيه فى عدد من كتائب النيران، لافتة أنه تم تعيينه فى عام 1966 قائد سرية، وقبل استشهاده تم تعيينه رئيسا لعمليات الكتيبة فى عام 1968.
وأشارت نجلة «العجمى» أن والدها تزوج من والدتها وهو برتبة نقيب، وانتقل للإقامة فى الإسكندرية ورزق منها بشقيقها أمجد، وعقب استشهاده قررت والدتها التفرغ لرعاية الأبناء, واعتبرت ذلك رسالة مقدسة فى حياتها، مشيرة إلى أن شقيقها أمجد حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق من الجامعة الأمريكية، وحصل على دراسات متخصصة فى عدد من بلدان العالم وترقى فى مجال العمل الفندقى حتى وصل إلى أعلى المناصب فيها، كما حصلت هى على بكالوريوس تربية رياضية، وكلاهما متزوج، وأطلقا اسم الشهيد على أحد أنجالهما.
على ضوء المتغيرات السياسية التى حدثت نتيجة لوصول معدات صواريخ جديدة وتمركزها حول الأهداف الحيوية بالعمق، وتمركز أسراب الطائرات فى قواعد محددة والتى أدت إلى توقف إسرائيل تماما عن غارات العمق.
وفى أحد الأيام قام العدو بتنفيذ هجمة جوية مكثفة ضد كتائب النيران المتقدمة على أجناب التشكيل مستخدمًا أسلحة الهجوم الجوى مع تكرار الهجمات الجوية بصفة مستمرة ونجحت كتيبة الشهيد البطل حسين صالح السيد العجمى فى الاشتباك مع طائرات العدو وتدمير إحداها، ولكن العدو وجه مجموعة من الطائرات لمهاجمة الكتيبة فى نفس الوقت وعمل على إحداث أكبر خسائر بها ونجح العدو فى ذلك، وحدثت خسائر فى المعدات والأفراد واستشهد البطل حسين العجمى بعد أن أبلى بلاءً حسنا فى شجاعة وبطولة نادرة ليروى بدمائه الطاهرة أرض مصر الغالية ويكتب اسمه بأحرف من نور وليسكن أعلى الجنان مع الشهداء والنبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.
وتبقى الأجيال المتلاحقة ثابتة على عقيدتها وهى حماية الدولة والشعب، أقسموا منذ نعومة أظفارهم على أن يضحوا بأرواحهم فى سبيل رفعة هذا الوطن وحمايته، وقدمت القوات المسلحة خيرة شبابها على أرض سيناء فى سبيل مصر، وامتزجت دماء الآباء بالأبناء على أرض الفيروز لتطهرها من دنس الاحتلال والإرهاب.
وتبقى تضحياتهم وبطولاتهم وقصص استشهادهم ودماؤهم التى ارتوت منها الأرض الطيبة لتطهرها من دنس العدو الصهيونى الغاصب فخرا للجميع، وتظل ذكراهم خالدة فى الوجدان لأنهم ضربوا أروع المثل فى الوطنية والفداء، وما زال مسلسل التضحية مستمرا ولن ينتهى.
حفظ الله مصر وأهلها.

[email protected]