عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من كان ينتظر ضيفًا كريمًا أو عزيزًا أعد العدة لاستقباله، وهيأ نفسه وأهله لحضور ذلك الضيف، والضيف الذى نستعد جميعًا لاستقباله هو ضيف جد كريم، هو شهر رمضان المبارك، حيث يمن الله (عز وجل) على عباده فيه بالعطاء العميم، فمن صامه إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , كما أن من قامه إيمانا واحتسابا غفر لها ما تقدم من ذنبه، يقول (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، من فطر فيه صائمًا فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئًا، ومن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، ولله فى كل ليلة منه عتقاء من النار، وهو شهر القرآن، والصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة.

على أن الضيف الكريم لا يحب البخل ولا البخلاء، فأخص صفات شهر رمضان أنه شهر الجود والكرم والسخاء والتكافل، ولنا فى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة، يقول سيدنا عبدالله بن عباس (رضى الله عنهما): «كانَ رَسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ فى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقَاهُ فى كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».

وقد حثنا رب العزة (سبحانه وتعالى) أن يكرم بعضنا بعضًا حتى نكون أهلا لكرمه ومزيد فضله، يقول سبحانه: «‌مَثَلُ ‌الَّذِينَ ‌يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»، ويقول سبحانه: «‌لَيْسَ ‌الْبِرَّ ‌أَنْ ‌تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ».

ويقـول نبينـا (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَـادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا».

وإذا كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) قد حثنا على إطعام الطعام فى كل حال فقال (صلى الله عليه وسلم): «يأَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا بالليل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ»، ويقول الحق سبحانه: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا»، فإن إطعام الطعام فى هذا الشهر ألزم وأعلى أجرًا، فمن فطر صائمًا غنيًّا أو فقيرًا قريبًا أو صديقًا أو غير قريب ولا صديق فله مثل أجره، وهذه دعوتنا لأهل الفضل «يا باغى الخير أقبل»، حتى لا يكون بيننا فى رمضان جائع ولا مسكين ولا محتاج إلا قضينا متكاتفين حوائجهم وأغنيناهم عن ذل السؤال فى هذا الشهر الكريم.

وزير الأوقاف