عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

يوم السبت القادم، سيكمل حزب الوفد ١٠٥ أعوام بالتمام والكمال! نعم.. عندك فى بلدك يوجد حزب عريق وضارب فى الجذور، ضمن أعضاء نادى المائة لأحزاب النضال الديمقراطى، فمن حقك أن تفخر بوجود هذا الحزب، ومن حقك أن تردد عبارة نحن دولة عريقة وكبيرة، ويوجد عندنا مؤسسات سياسية، وأندية رياضية، تجاوز عمرها المائة عام، ومن حقك، الآن، أن تقول «عندنا حزب عمره ١٠٥ سنوات وإسمه حزب الوفد»!
ثورة ١٩ التى خرج من رحمها حزب الوفد، هى الثورة الأهم فى تاريخ مصر الحديث، لأنها الثورة الوحيدة، التى حققت أهدافها، فأفرزت المرحلة الليبرالية الوحيدة فى سطور المؤرخين.
من أهم ما حققته هذه الثورة العظيمة:
١-فكرة الوطنية المصرية الجامعة: الفكرة التى ولدت مع ظهور إرهاصات الوفد يوم ١٣ نوفمبر عام ١٩١٨، ولا يمكن لها أن تتكرر، لأنها كانت صعبة للغاية، وظروفها التاريخية نادرة، ولذلك سيبقى فى التاريخ حزب واحد له مميزات فكرة الوطنية المصرية الجامعة، هذا الحزب اسمه حزب الوفد الذى أسسه سعد زغلول، وحرص الوفديون عليه، لأكثر من مائة عام.
٢-فكرة غير قابلة للتكرار: نعم.. فالوفد فكرة غير قابلة للتكرار، وهذا ليس مصادرة على التاريخ، ولكنه رأى مرتبط بالواقع، الذى يقول إن المصريين لديهم حزب واحد يشعرون تجاهه بعاطفة موروثة، مثل عاطفة الانحياز نحو العائلة، هو حزب الوفد.. ولذلك فشلت محاولات تأسيس حزب سياسى جديد، يحمل أفكار حزب الوفد فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، بل إن هذه المحاولات كانت تجرى لتأسيس حزب بنفس التركيبة، التى اعتمد عليها الزعيم سعد زغلول فى عام ١٩١٩.. كانت محاولات استنساخ للفكرة والتركيبة البشرية، التى تعتمد على تنوع العائلات، والديانات، والنوع، والطبقات، لكن الناس بشكل طبيعى، عرفوا أن هناك أصلًا وفرعًا.
٣-تصحيح أخطاء الثورات السابقة: من أهم مميزات ثورة ١٩١٩ التى انطلقت إرهاصاتها يوم ١٣ نوفمبر ١٩١٨، أنها صححت الأخطاء التى وقعت بها الحركات والثورات والانتفاضات الشعبية المصرية السابقة، والتى قادها زعماء مصريون ضد المستعمر الأجنبى فقد طالبت ثورة ١٩ بشكل صريح منذ اللحظة الأولى لقيام الثورة بإجلاء المستعمر من الأرض المصرية.. وهى الثورة التى تكاتف فيها المسلم والمسيحى معًا لأول مرة، فتحول الدفاع عن حرية الوطن، من فريضة دينية فقط، إلى فريضة وطنية أيضاً، لا فرق فيها بين صاحب دين، ورفيقه من الدين الآخر.
٤- ظهور قوة المرأة فى المجتمع: وفى ثورة ١٩ ظهرت المشاركة الإيجابية النسائية فى صورة لم يعتدها المجتمع، بخروجهن لأول مرة فى المظاهرات الحاشدة والمنظمة إلى الشوارع، وكانت أول شهيدتين فى هذه الثورة السيدتين حميدة خليل وشفيقة محمد.. وقد تحقق إنجاز كبير فى عام ١٩٢٠، عندما تم تشكيل لجنة الوفد المركزية للسيدات، نسبة لحزب الوفد، وانتخبت السيدة هدى شعراوى رئيسًا لها، وكان هذا إنجازًا تاريخيًا كبيرًا، يستحق الرصد والمتابعة والتقدير.
٥- ميلاد القوى الناعمة المصرية: كانت ثورة ١٩١٩ تنظر للأمام.. تريد الحفاظ على نفسها.. وقد فعلتها.. فصنعت مرحلة ليبرالية أفرزت أبرز رواد الفكر والأدب والفن والاقتصاد والسياسة.. مرحلة شهدت نبوغ الفنان المثال مختار و«أم كلثوم» و«عبدالوهاب» ونجيب الريحانى.. وعرفت طه حسين والعقاد.. وشهدت اقتصادًا وطنيًا فكان من رموز هذا الاقتصاد طلعت حرب وعبود باشا.. فكان الوطن قائمًا وقادرًا رغم الاحتلال وتمكن من التقدم للأمام علميًا بجامعة أهلية شارك فى فكرة تأسيسها سعد زغلول مع الإمام محمد عبده.. كان سعد زغلول يعرف أن العلم هو الشعلة التى تنير الطريق للوطن وأن أبناءه المتعلمين هم ثروته الحقيقية!!
الوفد ليس مجرد حزب، هو تراث وطنى يستحق الحفاظ عليه، ويستحق أن يدفع أبناؤه كل الأثمان حتى يظل واحة واسعة لــ«الليبرالية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية والتحرر الوطنى».
تحيا مصر.. ويحيا الوفد.. وكل عام وكل المصريين بخير!