عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيديو| الأيدي الناعمة تغزل من الجريد أقفاص.. ظريفة تتمرد على قسوة الحياة بـ"المحشة"

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم ما يبدو في ملامح وجهها من الطيبة واللين، إلا أنها تحكم قبضة "المحشة"  بسهولة كما الرجال، وهي أداة تشبه في هيئتها الساطور، لكنها أثقل في الوزن، تمسك ظريفة، ذات الستة عقود "المحشة" وتبدأ في بتر الأجزاء الزائدة من جريد النخيل، والذي جهزته مسبقًا إلى أجزاء صغيرة؛ لاستخدامه في صناعة الأقفاص.

تقلم ظريفة وحدات الجريد، واحدة تلو الأخرى في همة ونشاط، دون كلل أو ملل.

كفطرة الأم تحنو على أولادها؛ فقد أجبرتها متاعب الحياة على تحمل مشاق لاتناسب طبيعة تكوينها؛ فمنذ وفاة زوجها قبل حوالي خمسة وعشرين عامًا، تاركًا لها أربعة أطفال في سن صغيرة، اضطرت ظريفة لمزاولة حرفة صناعة الأقفاص التي تعلمتها من والدها.

"العيال لما بيكبروا بيكبر همهم".. كانت هذه الجملة الحافز الذي دفع ظريفة على مواصلة عملها ليل نهار منذ ربع قرن؛ حتى لايذيق صغارها طعم الحاجة.

عكفت ظريفة على صناعة الأقفاص وبيعها حتى كبر صغارها، وأكملوا تعليمهم، وتزوجوا؛ إلا أن الأم الستينية لم يتوقف عطاؤها عند زواجهم؛ فهي تواصل دورها كعائل الأسرة للأبناء والأحفاد أيضا.

 

فإلى جانب صناعة الأقفاص، تخرج للعمل بالأجر اليومي: " بطلع شغل باليومية، في تجميع محاصيل؛ ماهو العيشة صعبة، والأولاد بيشتغلوا بالأجر، ومعاهم أطفال، هنعمل ايه؟"
 

وتأبى الستينية ذات الوجه البشوش ترك حرفة صناعة الأقفاص حتى وإن توفرت لها فرصة عمل ترحمها من هذه المشاق التي تكبدها خسائر صحية خاصة في الشتاء: " لو بطلت أيدي تتعوج"؛ أنا خمس وعشرون سنة أيدي بتمسك المحشة، لو تركتها هيحصل ارتخاء لأعصاب يداي".
 

وتناشد الأم الستينية المسؤولين وأصحاب الجمعيات في الأقصر؛ لمساعدتها في بناء منزل؛ لكونها تعيش وسط حوائط متهالكة وقد سقفت بجريد النخيل، نظرا لما تعانيه من البرد القارص الذي يهددها في منامها كل يوم.