تلال القمامة تحاصر مقابر "البراشية" وانقطاع التيار الكهربائي من عامين في دمياط
وصلت مقابر الموتى بمحافظة دمياط، وتحديدًا قرية "البراشية"، التابعة لمركز فارسكور إلى حالة يُرثى لها، بعد أن أهملها مجلس مدينة ومركز فارسكور وأصبحت تعاني انتشار القمامة والحشرات والزواحف والفئران وكذلك التعديات.
ولم يعد بالمقابر حرمة للموتى، حيث أصبح كل شيء مباحًا من انتشار متعاطي المخدرات والأعمال المنافية للآداب في غياب تمام للأجهزة المعنية والرقابة، حيث يقول محمود المزاحي موظف، إن مقابر المسلمين بقرية البراشية تشكو الإهمال، لافتً إلى أن من أبسط حقوق الموتى، أن ينعموا فى مثواهم الأخير بمكان نظيف آمن بعيدًا عن تعديات البناء والعشوائية وعدم التنظيم. وطالب رئيس مركز ومدينة فارسكور بتشكيل مجلس إدارة للمقابر من المهتمين ورموز العمل العام، مع إنشاء صندوق لتطوير المقابر، تكون حصيلته من التبرعات وعمل رفع مساحى، وإنشاء أسوار على المساحة الحقيقية للمقابر لمنع أى تعديات على الأرض، بالإضافة إلى تدعيم الإنارة التي فقدناها منذ أكثرمن عامين، وأضاف بالفعل وصلت المقابر الي حالة يرثى لها، وأصبحت جدران الحجرة آيلة للسقوط وتلاحظ تواجد فئران كبرى، وتعرضت جثمان الموتي للتآكل يوميًا نظرًا لترك الجثمان المجهول لأيام حتي يظهر له أقاربه، بالأضافة إلى نقص الإنارة التي فقدناها منذ عامين ودائمًا ما نقوم بدفن موتنا في الظلام الدامس، وأضاف سالم محمود أحد أبناء القرية بالفعل سادت حالة من الغضب بين أهالي القرية عقب العثور على عدد من مقابر القرية، محطمة، في ظل غياب رقابة الوحدة المحلية للقرية، وسط مطالبات بتكثيف التواجد الشرطي والتحقيق مع مسئولي إدارة الجبانات ومجلس محلي المدينة.
أما إسماعيل عويضة أحد ابناء القرية فيؤكد عل حقيقة الأوضاع، قائلاً مقابر البراشية شاهدة على فساد وإهمال الإدارة المحلية بفارسكور. نعم بتوصل له الشكوى وبيعمل حملات شكلية تؤدي المنوط بها في محيط المقابر فيما يبقى الداخل مكتظ بالجيفة واصطبلات الحمير، فضلاً عن متعاطي المخدرات وممارسي الرذيلة، وأصبحت تعانى العديد من المشاكل ومنها انعدام الإنارة، مما يجعلها وكرًا للصوص والخارجين على القانون، وأيضًا تكررت سرقات بعض القطع الحديدية بالمقابر التى تباع لتجار الخردة بالكيلو من قبل بعض العاطلين والمنحرفين.
لتظل المقابر مفتوحة وعرضة للكلاب الضالة والقطط التى تعبث بجثث الموتى، ولأن الموتى لا يتكلمون، لكنهم بالتأكيد يشعرون بما يدور حولهم من إهمال وعدم احترام الأحياء لحرماتهم التى انتهكها اللصوص.
وأعرب فتحي عمار أحد أبناء القرية بمجرد دخولك تلك المنطقة ضمن الطقوس الأسبوعية بقيام الأهالي بزيارة المقابر لقراءة الفاتحة على الأموات، ترى السيدات والرجال والأطفال والشباب أيضًا، ولكن ضمن هؤلاء تجد بعض الخارجين على القانون والبلطجية يترددون على المكان، خاصة إن مقابر القرية حالها لا يسر أحد وخاصة انعدام الأنوار ليلًا داخل المقابر، ففى حالة حدوث حالة وفاة ليلًا يضطر أهل الموتى استخدام الكشافات والتليفونات حتى تتم عملية الدفن، وفى هذا الأمر معاناة كبيرة للمواطنين، وهذا ما حدث أمس مع إحدى سيدات القرية، ويطالب أحمد عبد الله، مدرس، بضرورة توفير حماية أمنية خارج المقابر وداخلها لمنع اللصوص من سرقة أبواب المقابر الحديدية أو استعمال المقابر في أي أعمال خارجة على القانون وان تكون هناك دوريات متحركة حول المقابر وأعرب عن حزنه، بسبب الإصرار على إفشال كل شيء جميل، لافتًا بقوله سنحاول إعادة إنارة المقابر مرة ثانية وأخيرة، على حد تعبيره بالجود الذاتية. وأشارت عطيات سليمان ربة منزل، إلى أن مشكلة انتشار القمامة حول المقابر وداخل المقابر وخاصة فى أيام المواسم ويوم الخميس من كل أسبوع، حيث يقوم الأهالى بزيارة موتاهم وتزدحم المقابر بالمواطنين ويسيطر الباعة الجائلون امام المقابر سيطرة كاملة وتنقلب المقابر إلى سوق لبيع الخوص والجريد، ويندس بينهم بلطجية ولصوص وحدثت أكثر من حالة سرقة نتيجة الزحام وتؤكد على ضرورة الاهتمام بالمقابر من الداخل والنظافة الدائمة وزراعة أشجار فى الطرقات ورصف الطرق الترابية لسهولة الوصول إلى المقابر، ووضع علامات تسهل على الزائرين الوصول إلى مقابر موتاهم، وخاصة أن المقابر مساحتها كبيرة والإقبال عليها كبير من جانب المواطنين.
ويناشد أهالي القرية الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، بزيارة المقابر وسرعة إنارتها والحفاظ على المال العام.
