عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة

خبران مختلفان توقفت أمامهما، الأول حادث محاولة طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، تخلص من حياته، بالقفز من شرفة منزله بالتجمع الخامس فى القاهرة، وكشفت التحقيقات أن سبب الإقدام على ذلك هو خلاف مع أسرته لمنعهم له ممارسة لعبة كرة القدم، والثانى خبر ينقل لنا تفاصيل مقطع مصور وثقته الإعلامية مريم أبو دقة، لا يتخطى بضع ثوان، يظهر فيه طفل فلسطينى يدعى (نور الدين)، وهو جالس فى أحد شوارع غزة، ويعرض ألعابه للبيع بعد تهجيره من منزله، ويقول إن سبب البيع أنه لا يجد مكانا يلعب فيه، بسبب الدمار الذى خلفته الحرب الصهيونية على قطاع غزة.

الخبران يكشفان عن أمور كثيرة بين الطفولة هنا والطفولة هناك، ويطلقان دعوة لاعادة التفكير والتدبر، فى التربية والنشأة منذ الصغر، وفقا لآراء كثير من أساتذة النفس والسلوك وعلم الاجتماع، يرون أن طفل الخبر الأول يحتاج إلى نوع من تعديل السلوك، وأن سبب ما اقدم عليه الطفل ودفعه للتخلى عن حياته مقابل لعبة، هو عدم تعزيز قيمة الاشياء عنده منذ الصغر والافراط فى التدليل، وهذا خطأ يسقط فية الكثير من الآباء والأمهات، والمسؤولون عن تربية أطفالنا من جهات رسمية وغير رسمية.

وفى الخبر الثاني، نجد أن الطفل (نور الدين)، ورغم المأساة التى يمر بها وطنه، مازالت البراءة تتملكه، وكان متمسكاً بلعبه حتى آخر وقت، ولكنه أيقن متأخرا أنه وبعد مرور أكثر من 100 يوم، يجب ان يتخلى عن ألعابه لانه لا يوجد مكان للهو بهم هو ورفاقه، هذا الطفل صنعت مشاعره وشخصيته، الشدائد والمصاعب التى يمر بها القطاع، وسيكبر ويكون شابًا يعرف معنى المواجهة جيدا، وقيمة الاشياء وما يمكن التخلى عنه وما هو المستحيل التفريط فيه.

الفرق كبير بين أطفالنا وأطفالهم، وأقصد هنا من لهم وطن وعائلة، ومن فقدهما، فلا يستوى الطفلان، ولكل منهما الظروف التى كونت شخصيتهما، وأدراكهما، ولكن وجب التنويه، والإشارة إلى المفارقة بين موقف كل من الطفلين قبل فوات الأوان.

رسالتى إلى الطفل (نور الدين): هون الله عليك أنت ورفاقك، وسيعوضكم الله بوطن وتحرير لوطنكم، وتعود البسمة إلى وجوهكم والعابكم إلى احضانكم.

ورسالتى الثانية إلى الأسر التى لا تعرف غير تدليل أطفالهم: علموا أبناءكم قيمة كل شيء، وازرعوا فيهم حب الحياة، دون التفريط فى القيم والعادات والتقاليد، وأن لكل مقام مقال وأنهم رجال الغد، وأن هناك أطفالا لا يعرفون للرفاهية طريقا، بينما أطفال اخرون ينامون على قارعة الطريق دون مأوى، ولا يسمعون غير أصوات القصائف والقنابل.