رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

ولدت أم كلثوم فى 31 ديسمبر عام 1898 على الأغلب، وكان أجرها سنة 1917 ثلاثة جنيهات، ولما هلّ عام 1920 بلغأجرها فى الليلة الواحدة عشرين جنيهًا وهو رقم ضخم جدًا بأسعار ذلك الزمان. هذا ما ذكرته الدكتورة نعمات أحمد فؤاد فى كتابها (أم كلثوم وعصر من الفن).

للعلم، فإن رصيد أم كلثوم فى بنك الغناء قد تجاوز 340 أغنية، أما أول أغنية سجلتها على إسطوانة فهى (شرط المحبة تصون هوايا) وذلك عام 1924، وهى من ألحان داود حسنى. أما أغنية (إن كنت أسامح وأنسى الأسية) لرامى والقصبجى، والتى سجلتها عام 1928، فتعد الأغنية التى توجت أم كلثوم على عرش الغناء الأنثوى، وقد بيع منها مليون ونصف مليون أسطوانة، علمًا بأن عدد المصريين فى ذلك العام بلغ 14 مليون نسمة فقط.

طوال 35 عامًا حافظت صاحبة أنصع سمعة فى تاريخ الغناء العربى على أن تقيم حفلة فى الخميس الأول من كل شهر، حتى جاء يوم الرابع من يناير 1973، ليكون آخر حفل لأم كلثوم، وقد غنت فى الوصلة الأولى (ليلة حب) لأحمد شفيق كامل وعبدالوهاب، وفى الوصلة الثانية غنت (القلب يعشق كل جميل) لبيرم والسنباطى، وقد بكت وهى تغنى تلك الأغنية من فرط الإحساس، فبكى معها الجمهور، ثم ألهمها الله فكرة رائعة، فبدلت العبارة الأخيرة فى الأغنية، والتى تقول: (ياريت حبايبنا ينولوا... ينولوا ما نلنا يارب... يا رب واقبلنا) إلى (يارب وانصرنا يا رب) فضجت القاعة بالتصفيق الحاد المختلط بالبكاء والنشيج.

وفى 22 يناير 1975، عرف الناس من الصحف للمرة الأولى أن أم كلثوم مريضة جدًا، وسرعان ما نقلوها إلى مستشفى المعادى، ولأول مرة راحت صحيفة الأهرام تنشر يوميًا التقرير الطبى كاملا عن الحالة الصحية لأم كلثوم، وهو ما لم يحدث مع أى شخصية مشهورة أخرى لا من قبل ولا من بعد، وراح الرئيس السادات والرؤساء والملوك العرب يتصلون يوميًا بالمستشفى كى يطمئنوا على كوكب الشرق.

وفى مساء 3 فبراير 1975 ماتت أم كلثوم، فقطعت الإذاعات فى مصر ثم فى العالم أجمع برامجها لتعلن النبأ الحزين. واضطرت الحكومة المصرية إلى تأجيل مراسم الدفن يومين حتى تصل الوفود العربية والأجنبية من العالم كله ليشاركوا فى الجنازة.

وجاء يوم الوداع الأخير. جسد أم كلثوم مسجى فى ثلاجة مستشفى المعادى، وبدأت إجراءات الغسل بماء النيل وماء زمزم، ثم عطرت ببخور الحجاز الذى أرسله خصيصًا بالطائرة الأمير عبدالله الفيصل، وبات الجسد ليلتين فى مسجد الحسين، وقد لفوا جسدها بأحد عشر ثوبًا آخرها من الملس الأخضر الفلاحى رمزا للأرض الخضراء التى نبتت فيها صاحبة الصوت الذهبى.

يذكر أن وزير الأوقاف آنذاك هو الذى أمّ الصلاة على روح فقيدة الوطن فى جامع عمر مكرم بميدان التحرير، وقد سار خلف نعشها نحو ثلاثة ملايين إنسان، حيث استقر جسدها الطيب فى مقبرتها الخاصة بمنطقة البساتين.