رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

بداية أنا مواطن مصرى عربى لا يملك من حطام الدنيا الفانية إلا العقل والقلم وقد عاش حياته أسيراً لحلم أن يرى أمته العربية مستقلة القرار كاملة السيادة على أرضها ينعم مواطنوها بالأمن والسلام ككل شعوب الأرض، لكن مضى العمر وما زالت تتكالب على هذه الأمة كل أشكال الاستعمار والهيمنة لتفقدها الثقة فى النفس وليشعر أهلها دوماً بالعجز وعدم القدرة وليظلوا متفرقين مشتتين متحاربين عاجزين عن التوحد والتنعم بثرواتهم واستغلال إمكاناتهم الهائلة مادية كانت أو معنوية لصنع الرخاء والتقدم لأنفسهم!!

وما يحزننى حقاً أن كُتابنا ومفكرينا قاموا على مر السنين الماضية وإلى الآن بدورهم فى التنوير والتحذير من كل ألاعيب الأعداء وكشف مخططاتهم وقدموا الحلول تلو الحلول والمشاريع تلو المشاريع لوحدة ونهضة أمتنا العربية بل والإسلامية وبيان كيفية التغلب على هذا الهوان والتشتت الذى نعانيه والتبعية التى استسلمنا لها! ولا أحد يقرأ أو يستجيب لما يقال أو حتى يناقشه بجدية ورغبة فى الاستفادة والتنفيذ!! وللأسف فهذا لا يزال هو حالنا! أصحاب الفكر وصُناع الرأى والكلمة فى واد وأصحاب القرار والتنفيذيون فى واد آخر!!

وكم يحزننى ويحزن كل عربى شريف بل وكل إنسان حر الآن أننا وصلنا إلى حد أننا نرى أهلنا فى فلسطين يبادون وتنتهك حرماتهم وحرماتنا الدينية فى القدس والمسجد الأقصى ونقف متفرجين عاجزين عن التدخل، عاجزين حتى عن مساندة الدولة الوحيدة التى تركناها فى مواجهة كل التحديات وكل مؤامرات هؤلاء الأعداء وهى تعانى أزمة اقتصادية طاحنة بفعل عوامل كثيرة منها الداخلى التى تتحمل مسئوليته بلا شك الحكومة وسياساتها الخاطئة، وأكثرها خارجى بفعل الأزمات الدولية المتتالية من أزمة كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.. الخ!! 

إن الدولة التى تتحمل كل هذه الأزمات والتحديات هى مصر التى سميناه جميعاً وعرفناها جميعاً بأنها قلب العروبة النابض، إنها الدولة التى حمت العروبة والإسلام على مدار التاريخ الطويل وتكسرت على أبوابها وبفضل جيوشها وقادتها - أياً كنت جنسيتهم الأصلية وفى كل المراحل التاريخية السابقة - كل طموحات وأطماع المستعمرين والغزاة! 

لكم يحزننى ويحز فى نفس كل عربى واع حر أن يرى مصر تواجه كل هذه المؤامرات من كل النواحى الاقتصادية والأمنية والسياسية وخاصة من إسرائيل وحليفاتها الغربيات وعلى رأسهم الطاغوت الأمريكى، وكذلك من المؤسسات الاقتصادية الرأسمالية الغربية – التى لم توجد إلا لحصار وتجويع وتركيع الدول التى وصموها بالتخلف لمجرد أنها الدول الأفقر - على الرغم من أنهم هم من أفقروها بالاستيلاء على ثرواتها المادية أثناء فترة الاستعمار البغيضة بل ولا يزالون يفعلون ذلك بربطها بعجلة اقتصادهم الأعرج الذى لولا هذا الربط الالزامى لسقط معنا فى دوامة الجوع والتخلف!!

والسؤال الآن هو: هل سيظل الحكام والأثرياء العرب يقفون متفرجين والاقتصاد المصرى والعملة المصرية تتهاوى فى ظل ما تواجهه مصر من تحديات على حدودها الأربعة وما تتحمله من أعباء ومسئوليات تجاه أكثر من عشرة ملايين عربى أصبحوا يعيشون على أرضها وهى تعاملهم كمواطنين كاملى الحقوق ودون أن تصفهم باللاجئين؟! إلى متى تتحمل مصر مسئولية حماية أمنها وأراضيها ومسئولية الحفاظ على الأمن القومى العربى ككل، دون أن يتشارك كل العرب بصدق وجدية فى حمل الأمانة؟! إلى متى ذلك وهم يشاهدون تعمد الكيان الإسرائيلى بقياداته الكارهة لكل ما هو مصرى وعربى إيذاء مصر وتأليب الغرب ومؤسساته الاقتصادية عليها؟! إلى متى تظل الأموال العربية تذهب للدول الغربية للاستثمار فى بنوكها وشركاتها بل وشراء عقاراتها ونواديها ولاعبيها؟!

 ومع مَن تتعامل وتنافس الدول العربية بثرواتها واستثماراتها هناك، هل يتصورون أن أصحاب تلك البلاد ملائكة بأجنحة سيحافظون على تلك الأموال لأصحابها دون أن يفكروا يوماً فى الاستيلاء عليها ومصادرتها اذا قرروا ذلك؟! إلى متى يتصور المستثمرون والحكام والأثرياء العرب أن مصلحتهم مع أمريكا والغرب متناسين التاريخ الأسود للغرب وحروبه وصراعه الذى لا يتوقف مع مصر والعرب؟! إلى متى سيظل العرب مخدوعين بالحديث الغربى المعسول عن السلام والحوار والتسامح، بينما هم فى واقع الحال يزيدون كل يوم من عوامل قوتهم الفتاكة والتهديد المستمر لكل دولة أخرى تريد أن تنمى ذاتها وتخرج عن عباءة الهيمنة والسيطرة الغربية المقيتة وتستقل بمواردها وتسعى لرخاء شعبها وإسعاد مواطنيها؟! 

كم مرة قلنا ونقول إن أمن العرب لن يدافع عنه فى النهاية إلا العرب ولن يحميه إلا أصحابه! وينبغى ألا ننسى أو نتناسى أن كل ما نعانيه من مصائب وأزمات وحروب هو صنيعة الغرب الأوروبى وأمريكا فى الأصل!! فكيف تتصورون أن من سرقنا وصنع كل أزماتنا يمكن أن يكون هو حليفنا أو حامينا؟؟

أفيقوا يا عرب!! فنحن أمام تحدى وجود ولن ننجو منه إلا باتحادنا ووقوفنا مع مصر ومعا، وليس بالكلام والمؤتمرات إنما بالأفعال والمساندة الحقيقية!