عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

هؤلاء هم أحفاد مانديلا.. يكتبون التاريخ بوقفتهم الشجاعة أمام محكمة العدل الدولية يفضحون جرائم العدو الصهيونى.. تقدم أحفاد مانديلا لمقاضاة  العدو الصهيونى أمام المحكمة، بتهمة  الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى غزة وهم يعلمون أن هذا يعنى تعرضهم  للنيران من كل مكان؛ إسرائيل وحلفائها فى الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها.

من حق أحفاد مانديلا الذين صالوا وجالوا أمام المحكمة دفاعا عن الحق أن يلتقطوا صورة تذكارية أمام مقر المحكمة بعد نهاية جلسات اليوم الأول.. من حقهم أن يسجلوا هذه الساعات فى سجل التاريخ.. من حقهم أن يفخروا بما فعلوا وما سيفعلون.

من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا بما فعلوا ولما لا.. فهم الذين أجبروا مجرم الحرب نتنياهو على التراجع والتخلى عن حديث العنجهية وأخذ يولول ويقول: «صراخ جنوب أفريقيا يصل إلى عنان السماء.. رأينا اليوم عالما مقلوبا رأسا على عقب».. هذا حدث مع الساعات الأولى لبدء المحاكمة.. ليس هذا فحسب بل تراجع عن تصريحاته السابقة بإبادة غزة وتهجير شعبها وإعادة احتلالها وتولى مقاليد السلطة فيها فقد قال نصا: «أريد أن أوضح بعض النقاط بشكل واضح: ليس لدى إسرائيل أى نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين».

صحيح أنه يراوغ ويكذب كما يتنفس.. إلا أننا أمام لهجة جديدة لم نتعود عليها من هذا المجرم وأعضاء حكومته.. لهجة فرضها عليه أحفاد مانديلا بقوة وعزم وثبات.

من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا لكونها المرة الأولى التى تجرى فيها محاكمة الدولة اليهودية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، والتى تم وضعها بعد الحرب العالمية الثانية فى ضوء الوقائع التى ارتكبت ضد الشعب اليهودى خلال «الهولوكست».

من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا بعد أن نالوا من أمريكا وكشفوا القناع عن الدبلوماسية الأمريكية التى كانت تحاول أن تعالج الحرب بعبارات مطاطة.. فقد أجبرت المحاكمة وزير الخارجية الأمريكى بلينكن على التخلى عن الدبلوماسية والحديث عن عدم وجود أساس للدعوى.. انكشف بلينكن أمام العالم فلا أحد يعلم عن أى أساس يبحث.. ألا يكفيه المجاز والمذابح والإبادة الجماعية والقتل والخراب والدمار وتهجير الشعب وتحويل غزة إلى مقبرة لما يقرب من 30 ألف طفل وامرأة؟ عن أى أساس يبحث بلينكن.. ألا يكفيه ضرب المستشفيات ودفن المرضى أحياء ومنع الماء والغذاء ومواد الطاقة عن أكثر من 2 مليون من أبناء غزة؟ ألا يكفيه صور الخراب والدمار والقتل وسفك الدماء التى نراها على الهواء مباشرة وقت حدوثها؟

ألم تحرك هذه الجرائم وعمليات الإبادة لشعب أعزل ضمير بلينكن كإنسان.. ألا يرى بلينكن أن كل عمليات الإبادة التى دخلت يومها المائة لا تستحق أن تكون أساسا لرفع الدعوى ضد الكيان الصهيونى؟

إنه يوم الفخر يا أحفاد مانديلا.. وكنا نتمنى أن تكون الجامعة العربية معكم.. لكن كما قال أمينها العام بأنه غير مسموح لها بذلك.. لكن قلوبنا معكم.. نشد على أيديكم.. نفخر بكم.. سيروا قاماتكم مرفوعة.. هاماتكم عالية.. تكتبون التاريخ.. ولما لا فأنتم خير خلف لخير سلف.