رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

ما هذا الذى يجرى فى الجسد الثقافى المصرى والعربى؟ ما حالة الموات التى دهمته ومازالت منذ اندلعت عملية طوفان الأقصي؟. الشارع كله يغلى ويئن ويسير على جمر النار، والمبدعون والمثقفون فى واد بعيد، وكأن على رءوسهم الطير؟ تحتفل إدارة جائزة ساويرس بتسليم جوائزها للفائزين بها، وفى ظل حالة غليان كهذه لا يصدر بيان عن لجنة الجائزة دعمًا للشعب الفلسطينى! الفائز بالجائزة هذا العام واحد من أكبر مبدعينا، الروائى فتحى امبابى (عن روايته رقص الإبل) فلم يفكروا فى منحه وقتًا للحديث عن أطفال غزة ولا عن دمارها ولا عن الإبادة العرقية الجارية هناك؟ الأدب لا ينفصل عن السياسة، وحتى رواية رقص الإبل نفسها أدب مضفر بالسياسة، وهى فى صلب قضية هوية أهل وادى النيل. 

ملتقى ثقافى واحد- وربما اثنان فقط- هما من اهتما بأحداث غزة، برؤى متباينة، أما البقية من «الصالونات» فسارت على وتيرتها الوئيدة الغريبة، حيث أقامت أمسيات لشعراء متوسطين أو دون ذلك، وزعت على روادها شهادات تقدير- وربما دكتوراه فخرية!- ولم يشعروا بأحد أو يشعر بهم أحد!

أدونيس.. الشاعر والمبدع الكبير يتحاور ببيانات متبادلة مع اقطاب الثقافة والفكر فى العالم العربى - وبينهم قلة من المثقفين المصريين- أما الباقون فلم يدفعوا بكتاب للمطابع، ولم يدبجوا سوى مقال أو بضع مقالات كما هى حال أغلبنا، لكن عمل جماعي لم يحدث! آفة مصر هى غياب العمل الجماعى.

طالبت فى عدة مقالات سابقة بأن تتحول تظاهرتنا الثقافية السنوية المعروفة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، إلى تظاهرة تحيى أدب المقاومة وتعيد إليه رونقه المفقود، ولكنّ أحدًا لم يهتم!

من هنا تأتى قيمة ما تقوم به لجنة الحريات بنقابة اتحاد كتاب مصر، التى نظمت سلسلة من الندوات المهمة، تفاعلًا مع ما يجرى فى غزة، بل وأكثر من هذا تستعد لإصدار كتاب يضم رؤى المبدعين لدعم أهلنا فى غزة، ربما يعوض هذا الصمت المريب الذى يجتاح أروقة أجهزة وزارة الثقافة. ومن هنا وجب تحية اللجنة برئاسة الشاعر مصباح المهدى. 

وبعيدًا عن حالة الموات الثقافى الحالية، نحن مدعوون للتفكير والاجتهاد بحثًا عن حلول مختلفة للخروج بالقضية من النفق المظلم. بداية وحدة الفلسطينيين خير من انقسامهم.. الانشطار القائم يهدد القضية بالفناء وبطول أمد الصراع. الديمقراطية والانتخابات وكافة أشكال ووسائل العمل العام، لا تجدى إلا فى حالة وجود الدولة. وحدة القرار الفلسطينى أكثر جدوى من الديمقراطية. صوت الرفض الفلسطينى للتهجير إلى أى مكان وجب انطلاقه عاليًا.. مهما كانت الإغراءات التهجير نكبة فلسطينية جديدة. التطبيع بلا مقابل مع العدو الصهيونى لا يجب أن يحدث إلا مع الحل النهائى. المقاومة بالوعى والثقافة، والدول العربية تسهم فى إشعال جذوة الوعى الشامل بالقضية، ومثلما حذفت من المناهج الدراسية كل المواد المحرضة على العدو، يجب أن تدرس كل المواد التى تؤكد أحقية الفلسطينيين فى دولتهم. الحوار الفكرى الفلسطينى العربى مهم. وزارات التعليم العربية وجب عليها تدريس تاريخ فلسطين لطلابها، وتتيح لهم دراسة الماجستير ونيل الدكتوراه فى مجالات تتعلق بالقضية الفلسطينية. الإعلام الفلسطينى فقد قوته السابقة وعليه استعادتها. وعلينا إعادة تقليد الاحتفال العربى بذكرى يوم الأرض، ليكون يومًا عربيًا لفلسطين.