عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

لقد قامت دولة جنوب أفريقيا بواجبها الإنسانى على خير وجه، حينما تقدمت إلى محكمة العدل الدولية بشكوى عاجلة شديدة الدقة والإحكام القانونى تتهم فيها إسرائيل باعتبارها دولة محتلة بتهمة تعمد «الإبادة الجماعية» للفلسطينيين، وجاءت الشكوى فى حوالى ثمانين صفحة مشفوعة بكل الأدلة التى تؤكد ارتكاب إسرائيل لكل جرائم الحرب المحرمة دوليا فضلاً عن ارتكابها تلك المجازر البشرية التى لم يعرف لها التاريخ الإنسانى مثيلاً من قبل، كما توثق بالأدلة القاطعة أن حكومة إسرائيل الحالية ووزرائها مجموعة من العنصريين الذين يعتزمون التطهير العرقى والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى. وقد طالبت جنوب أفريقيا – فيما طالبت - فى شكواها للمحكمة بكل احترام أن تقوم على سبيل الاستعجال الشديد، ريثما تبت المحكمة فى هذه القضية من حيث أسسها الموضوعية، أن تضمن قيام إسرائيل بما يلى:

ضرورة أن تعلق دولة إسرائيل فوراً عملياتها العسكرية فى غزة وضدها وعليها. 

تضمن دولة إسرائيل أن أى وحدات عسكرية أو مسلحة غير نظامية قد تكون موجهة أو مدعومة من قبلها، وكذلك أى منظمات وأشخاص قد يخضعون لسيطرتها أو توجيهها أو نفوذها، لن تتخذ أى خطوات لتعزيز العمليات العسكرية المشار إليها.

تتخذ كل من جمهورية جنوب أفريقيا ودولة إسرائيل، وفقا لالتزاماتهما بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فيما يتعلق بالشعب الفلسطينى، جميع التدابير المعقولة فى حدود سلطتهما لمنع تلك الابادة الجماعية.

تقوم دولة إسرائيل، وفقاً لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية والمعاقبة عليها، بالكف عن اتخاذ جميع التدابير التى فى وسعها، بما فى ذلك إلغاء الأوامر ذات الصلة، والقيود والحظر لمنع الطرد والتهجير القسرى للفلسطينيين من ديارهم والحرمان من الحصول على الغذاء والماء الكافيين والحصول على المساعدات الإنسانية، بما فى ذلك الحصول على ما يكفى من الوقود والمأوى والملبس والنظافة والصرف الصحى والإمدادات والمساعدات الطبية. 

تتخذ دولة إسرائيل تدابير فعالة لمنع التدمير وضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة بادعاءات ارتكاب أعمال تدخل فى نطاق المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وتحقيقاً لهذه الغاية، لن تعمل دولة إسرائيل على منع أو تقييد وصول بعثات تقصى الحقائق والتعويضات الدولية وغيرها من الهيئات إلى غزة للمساعدة فى ضمان الحفاظ على الأدلة المذكورة والاحتفاظ بها. 

تقدم دولة إسرائيل تقريراً إلى المحكمة عن جميع التدابير المتخذة لتنفيذ هذا الأمر فى غضون أسبوع واحد، اعتباراً من تاريخ هذا الأمر، وبعد ذلك على فترات منتظمة تأمر بها المحكمة، حتى تصدر المحكمة قراراً نهائياً فى القضية.

وأياً كان القرار الذى ستتخذه المحكمة الدولية فى هذه القضية فإن إسرائيل كدولة وككيان محتل قد أدينت أولاً بأنها لا تزال الدولة التى تمارس وتصر على احتلال الأراضى الفلسطينية بالقوة، وثانياً بأنها لا تزال دولة مارقة وتخالف القانون الدولى ولا تسلم بالمواثيق والقرارات الدولية، وثالثاً أنها تمارس أبشع صور التمييز العنصرى ضد شعب احتلت أرضه ونهبت ثرواته! 

وبالطبع فإننا وكل أحرار العالم بشيوخه وشبابه بل وأطفاله يؤيدون ويقفون خلف دولة جنوب أفريقيا ويغبطونها على هذا الموقف الرائع الذى لن ينساه التاريخ وخاصة تاريخ العرب وفلسطين. والسؤال الآن هو: أين العرب من كل ذلك؟! هل لا يزالون يجهلون ويتجاهلون الطبيعة العنصرية والعدوانية لهذا الكيان المزروع عنوة على الأرض العربية؟! أين الموقف العربى الموحد الداعم للقضية الفلسطينية والتى من المعروف سلفاً أنها تمثل جوهر الصراع العربى الإسرائيلى؟! وربما يكون السؤال الأهم: أين حمرة الخجل العربى لدى تلك الدول التى شرعت ولا تزال فى إقامة علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان الإسرائيلى المحتل وترحب بالتعاون معه وجذب استثماراته والرقص معه على جدار المحبة والسلام والتعايش المشترك؟! 

لعل المأساة الإنسانية التى لم يعرف لها التاريخ مثيلاً التى تعيشها فلسطين وشعبها حالياً قد كشفت لجميع هؤلاء المطبّعين أن صراعنا العربى مع العدو الصهيونى هو «صراع وجود» وأن هؤلاء الصهاينة لا يعرفون معنى للسلام ولا للإنسانية وأنهم أينما حلوا واستقروا حل معهم الخراب والدمار!! ولتحيا فلسطين وشعبها الصامد البطل.