عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

كلما قرأت سورة الكهف أتوقف كثيرًا عند رحلة سيدنا موسى مع العبدالذى وصفه الله سبحانه وتعالى قائلًا: (فَوَجَدَا عَبدا مِّن  عِبَادِنَا ءَاتَينهُ رَحمَة مِّن  عِندِنَا وَعَلَّمنهُ مِن لَّدُنَّا عِلما). تلك الرحلة التى شهدت حوادث ثلاثا عن السفينة التى خرقها الخضر، والغلام الذى قتله، والجدار الذى يريد أن ينقض فأقامه. ورغم تحذير الرجل لسيدنا موسى بأن يصبر ولا يسأل إلا أنه سأل ولم يصبر فكان الفراق بينهما.

وبما أننا فى الجنة اللهم اجعلنا جميعًا من أهلها بإذن الله، سيكون متاحا لنا أن نطلب ما نشاء، فسأطلب أن أرى بالصوت والصورة تفاصيل القصص الثلاث. أريد أن ارى هؤلاء المساكين الذين كانوا يعملون فى البحر وكيف كان انزعاجهم من قيام الخضر بخرق السفينة قبل أن يتحول ذلك الإنزعاج إلى فرحة شديدة بالتأكيد، عندما يعرفون أن ذلك الخرق هو الذى أنجاهم من بطش ذلك الملك قاطع الطريق الذى كان يأخذ كل سفينة غصبًا. فضولى يدفعنى لأعرف كم كانت الأجور التى يتقاضاها هؤلاء المساكين وهل كانت تكفيهم أم لا، كما اريد أن أرى وجه ذلك الملك عندما يعرف أن السفينة التى كان يستعد للانقضاض عليها على وشك الغرق.

أريد رؤية مشاهد من حياة الأبوين المؤمنين والدى الغلام القتيل، وكيف كان ذلك الإيمان سببًا فى أن يقوم الخضر بقتل ابنيهما خوفًا من أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا. ترى ما كان رد فعلهما عندما عرفا بقتل ولدهما، وما علامات الطغيان والكفر التى كان يمكن أن ترهقهما من ذلك الولد؟ وما تفاصيل سلوكيات الابن الجديد التى تندرج تحت قوله سبحانه {فَأَرَدنَا أَن يُبدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِّنهُ زَكَوة وَأَقرَبَ رُحما}. ترى ماذا كانت أسماء هؤلاء الناس وكيف كانت حياتهم. ما مواصفات ذلك الرجل الصالح والد الغلامين اليتيمين فى المدينة والذى حفظ الله لهما، عن طريق الخضر، كنزهما المدفون تحت الجدار. ما علامات الصلاح التى خلدته فى القرآن الكريم وماذا كان اسمه أيضًا، وما السيناريو الذى حدث بعد أن بلغ الغلامان أشدهما واستخرجا الكنز من تحت الجدار، وما رد فعلهما عندما وجدا الكنز وكيف عرفا أن الكنز لهما رغم أن القرآن لم يحدد ذلك، كما أريد أن أعرف لماذا رفض أهل هذه القرية أن يضّيفوا موسى والخضر، رغم أن الكرم وحسن استقبال الغرباء كانا من سمات الناس فى تلك الأيام.

أما الأهم من ذلك كله أريد أن أعرف ما الحوادث الأخرى التى مر بها الخضر بعد أن افترق عن سيدنا موسى الذى لم يصبر، وما يؤكد أن هناك قصصًا أخرى قد حدثت هو قول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كلما قرأ تلك الآيات أو استمع إليها: يَرْحَمُ اللَّهُ أخى مُوسَى، لَوَدِدْنَا لو صَبَرَ حتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِن أمْرِهِمَا.

نعم فمن المؤكد أن الخضر استمر فى رحلته بعد أن فارق سيدنا موسى، ومن المؤكد أن فى بقية الرحلة حوادث أخرى قد حدثت وجعلت سيدنا محمد يتمنى لو صبر موسى حتى نسمع المزيد منها، لذا أتمنى وأتضرع داعيًا الله لكاتب هذه السطور ولحضراتكم جميعًا أن نكون ممن يحشرون مع سيد الخلق فى الفردوس الأعلى من الجنة، حتى نشاهد معه تلك الحوادث ونرى رد الفعل على وجهه الكريم، فتزداد المتعة أضعافًا مضاعفة، قولوا آمين.

[email protected]