رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علي جمعة: لا يجوز الحكم على الناس بالفراسة

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الله عز وجل لم يُطلع عباده على ما في قلوب بعضهم البعض،‏ فليس من سنته أن تنكشف القلوب للناس،‏ وحتى ما أطلعه الله من الأنبياء على قلوب العباد لم يأمرهم أن يعمل بذلك‏، بل أمره بالعمل بالظاهر، ولذلك رفض سيدنا محمد ﷺ أن يقتل من علم أن في قلبه نفاقًا، وقال: إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس.

 


وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أن حضرة النبي ﷺ وجه أصحابه رضي الله عنهم إلى معاملة الغير بما يظهر من حاله، وعدم العمل بالظن والقرائن غير الجازمة الدالة على باطن مخالف للظاهر.

واستشهدا فضيلته بالحديث الشريف،عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قال : " بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - فِى سَرِيَّةٍ ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلاً فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِى نَفْسِى مِنْ ذَلِكَ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِىِّ - ﷺ - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - : « أَقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ. قَالَ : « أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لاَ ».
 

قاعدة الحكم بالظاهر 


وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن الله أوجب على  المسلم العمل بالظاهر والتثبت من الحقيقة، فلا يكون حكم المسلمين مبني على ظنون وأوهام أو دعاوى لا يملكون عليها دلائل، وهذا من رحمة الله وتيسيره على عباده، ومن باب تكليفهم بما يطيقون ويستطيعون.

ووضح الدكتور علي جمعة إن عكس الظاهر هو الظن وقد قال تعالى: "وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا", ومحاولة الكشف عن الباطن ضرب من التجسس, وقد قال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا".

وبذلك علمنا الله ورسوله الكريم أن قاعدة الحكم بالظاهر قاعدة عظيمة ؛ لو أدركها المسلمون وعملوا في جميع الميادين في الحكم بين الناس وفي الحكم عليهم وفي تقويم إعمالهم ، لأثر ذلك أكبر الأثر في استقامة المجتمع بإزالة البغضاء ونشر الأخلاق الفاضلة، والكثير من الناس من يحسبون أنهم أذكياء ومن ذوي البصائر النافذة التي تخترق القلوب فتستخرج ما فيها، وتقرأ الغيب في ملامح الوجوه.


الفراسة والحكم بالباطن 

وأشار جمعة أننا لا نعترض بأن الفراسة والتوسم حق; لأننا نقول إن الفراسة أهلها من الذين نور الله قلوبهم بالعلم والإيمان، وهي مع ذلك لا يجوز الحكم بها; لأن صاحب الفراسة مهما علا شأنه فلن يبلغ رتبة النبي ﷺ الذي كان يقضي ويحكم بالظاهر.

كما قال الإمام النووي : "القاعِدةُ المعروفةُ في الفِقهِ والأصولِ: أنَّ الأحكامَ يُعمَلُ فيها بالظَّاهِرِ، واللهُ يتولَّى السَّرائِرَ"، وقال ابن حجر العسقلاني: “وكلهم أجمعوا على أن أحكام الدنيا على الظاهر والله يتولى السرائر".