همسة طائرة
أعتقد يا سادة أن الطيران المدنى المصرى هو حالة خاصة جدا نظرًا لكم التحديات التى يشهدها طوال الوقت وذلك لأنه يتعلق بصناعة ثقيلة وخطيرة وحساسة جدًا وهى صناعة النقل الجوى التى تتعلق بمنظمات دولية واتفاقيات عالمية ومواثيق ومعاهدات لا يمكن تخطيها فى أى حدث من الأحداث.. وتعد صناعة النقل الجوى من الأنشطة ذات العائد الضعيف التى يتراوح هامش الربح فيها بين (1-2%) طبقًا للتقديرات العالمية الصادرة عن الأياتا لعام 2023.
وتدعم صناعة الطيران الاقتصاد العالمى بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك من خلال الوظائف المباشرة وغير المباشرة وذلك بنسبة إجمالية تصل إلى 4.1%.. وتؤثر صناعة الطيران المدنى على الاقتصاد المصرى، حيث تسهم صناعة النقل الجوى بحوالى 7 مليارات دولار من إجمالى الناتج المحلى بواقع 2.1% من إجمالى الناتج القومى من صناعة النقل الجوى.. وبفضل جهود قيادات وزارة الطيران المدنى المصرى والعاملين بها شهدت الشركة الوطنية مصر لطيران نموًا ملحوظًا فى أعداد الركاب عقب عودة حركة الطيران بعد جائحة كورونا، حيث بلغت الزيادة فى أعداد الركاب فى عام 2021 نسبة 52% مقارنة بعام 2020، وحققت أعلى معدلاتها فى عام 2022، حيث بلغ متوسط حركة الركاب 85% عن 2021، وفى عام 2023 ارتفعت حركة الركاب بزيادة قدرها 8% عن عام 2022...كما تمت زيادة فى حجم الأسطول بـ(28) طائرة جديدة...(18) طائرة من طراز بوينج B737-8 MAX والتى وصل إجمالى طلبات الشراء على هذا الطراز إلى 5.902 طلبية (113) عميلًا فى مختلف أنحاء العالم. من بينها 2380 منذ منتصف عام 2019 وحتى تاريخه وتم تسليم 686 طائرة عام 2023.. بالإضافةإلى (10) طائرات إيرباص 350 وجارى تجديد المقاعد المتقادمة فى 19 طائرة كمرحلة أولى، وإحلال معدات الخدمات الأرضية ورفع كفاء الخدمة من خلال دورات تدريبية للعنصر البشرى وتجديد استراحات درجة رجال الأعمال بمطار القاهرة الدولى.. وجارى التعاقد على تطوير الموقع الإلكترونى وتطبيق الهاتف.
<< يا سادة.. بجهود العاملين بالشركة الوطنية مصر للطيران برئاسة المهندس يحيى زكريا رئيس القابضة بلغت مؤشرات الأداء المالى تحسنا خلال الربع الأول من العام المالى 2024/2023 (يوليو – سبتمبر) مقارنة بنفس الفترة من العام المالى السابق.. ونمو فى أسطول الشركة من 71 طائرة إلى 81 طائرة بزيادة قدرها 12 % وشهدت زيادة فى عدد الوجهات التى تصل إليها من (66) إلى (73) وجهة بنسبة زيادة 10%.. بالإضافة لزيادة فى أعدد الرحلات الجوية من أكثر 9500 ألف رحلة جوية إلى أكثر من عشرة آلاف رحلة جوية بزيادة 6%.. وزيادة فى عدد ساعات التشغيل من 58 ألف ساعة إلى 66 ألف ساعة بنسبة 15% وزيادة فى أعداد السعة المقعدية المتاحة على متن الطائرات من 3.4 مليون مقعد عام 2023/2022 إلى 3.7 مليون مقعد بنسبة 8%... ارتفاع فى عدد الركاب الذين تم نقلهم من 2.6 مليون راكب إلى 2.8 مليون راكب بنسبة 6%.
<< يا سادة.. وتعد مصر للطيران عضو بارز فى تحالف ستار العالمى وفى درجة متقدمة.. وهو Star Alliance أكبر تحالف لشركات الطيران فى العالم وتأسس عام 1977 ويضم العديد من شركات الطيران الرائدة.. ويهدف لتوفير تجربة سفر متكاملة ومريحة للمسافرين من خلال توفير خدمات متنوعة وربط شبكات الرحلات الجوية.. ويضم 26 شركة طيران حول العالم وتتمتع مصر للطيران بعضويته منذ عام 2008م.. وللانضمام للتحالف معايير سنوية لابد استيفاؤها وهى 52 مطلبًا تتمركز فى السلامة والاستجابة فى حالات الطوارئ. وشبكة الدولية والتكنولوجيا.. برنامج الولاء والعلامة التجارية الرائدة.. خدمة العملاء المشتركة وتجربة سفر سلسة.. التعاون التجارى وحقائب الركاب وفاز تحالف ستار العالمى Star Alliance مرة أخرى بلقب أفضل تحالف طيران فى العالم لعام 2023 م، وذلك فى حفل جوائز skytrax world airline awards، حيث يمثل التحالف 26 شركة طيران حول العالم والذى تتمتع مصر للطيران بعضويته منذ عام 2008.. وهو ما يعتبر شهادة فى حق شركات التحالف ومن بينها مصر للطيران.
<< يا سادة.. أما المطارات المصرية فقد حققت نموًا ملحوظًا فى أعداد الركاب والرحلات الجوية خلال عام ٢٠٢٣، وبلغ إجمالى أعداد الركاب ما يقرب من ٤٧ مليون راكب بزيادة ٢٨% مقارنة بعام ٢٠٢٢، فى حين سجلت معدلات الحركة الجوية بالمطارات المصرية لأكثر من ٣٦٥ ألف رحلة جوية بزيادة ٢٣% عن العام الماضى.. واستقبل مطار القاهرة أكثر من ٢٣ مليون راكب على متن ١٩٨ ألف رحلة جوية، بينما استقبل مطار الغردقة الدولى ٨ ملايين و٧٠٠ ألف راكب على متن ٦٠ ألف رحلة جوية، ومطار شرم الشيخ الدولى ٥ مليون و٩٠٠ ألف راكب لأكثر من ٤٣ ألف رحلة جوية، فى حين شهد مطار برج العرب الدولى استقبال أكثر من ٢ مليون راكب على متن ١٧ ألفًا و٧٠٠ رحلة جوية خلال عام ٢٠٢٣.
<< يا سادة.. علينا نحن المحبين لهذا الوطن وهذا القطاع أن ندعم ونفتخر بالقائمين على امر الطيران المدنى الآن.. بدءًا من الفريق محمد عباس وزير الطيران ووصولًا إلى كل رجال وزارته.. رؤساء شركاته ومسئولى قطاعاته والعاملين جميعا.. ندعمهم لحجم التحديات التى تواجه تلك المجموعة منذ توليها المسئولية منذ اللحظات الأولى لعملها.. من بداية لتعافى القطاع من جائحة كورونا والالتزامات المطلوب سدادها والتى تشمل فاتورة الخسائر المتعاقبة منذ يناير ٢٠١١ وصولًا لحادث سقوط طائرة روسيا وما تبعه من تأثيرات سلبية على القطاع ومحاولة الجميع وخاصة فى قطاع السياحة غسل يديه من فشل التسويق للبرامج السياحية أو استقدام وفتح أسواق سياحية جديدة بعيدًا عن تلك الدول التى تمارس ضغوطًا سياسية علينا وتلقى العبء على الطيران.. وصولًا إلى حاث طائرة قبرص وطائرة باريس وجائحة كورورنا وما سببته من دمار لاقتصاديات وصحة معظم دول العالم والمنظمات وشركات الطيران والمطارات لتجد أمامنا الحرب الروسية الأوكرانية التى لم نكد نكيف أنفسنا مع تبعاتها حتى فؤجئنا بالاجتياح الإسرائيلى لقطاع غزة.. والأوضاع على الحدود مع الشقيقة السودان والحرب الدائرة هناك وكلها تحديات تؤثر بشكل كبير ومباشر على حركة السفر والسياحة وتسبب خسائر غير متوقعة لم تكن فى حسبان أى استراتيجيات مستقبلية.
<< يا سادة.. ولا بد أن نفتخر بقوة وصلابة وعناد الفريق محمد عباس وزير الطيران ورجاله المخلصين الذين حطموا كل التوقعات فى الصبر والجلد وتحمل التربص للقطاع كالتربص للحبيبة مصر والاصطياد فى الماء العكر من جانب الخلايا النائمة للإخوان وغيرهم التى لا ترغب لنهضة هذه الأمة وهذا القطاع الحيوى الإستراتيجى والهجوم بين الوقت والآخر من قبل اللجان الإلكترونية.. وأشكر لهذا القائد ورجاله استيعابه لكل التحديات والمرور بالقطاع والخروج إلى العالم بشكل اقوى فى مواجهة التحديات.. يشهد على ذلك صفقة شراء الطائرات بمعرض دبى للطيران ٢٠٢٣ لتعزيز اسطول شركة مصر للطيران رغم الخسائر التى تعانيها الشركة الوطنية ورغم توقع الجميع والطامعين والمتربصين وقوع الشركة للانقضاض عليها ولكن خرجت أقوى وأقوى تحدث أسطولها أما شركاتها التابعة فتجاوز حجم الأرباح بها المتوقع، وذلك للثقة التى أولاها الفريق عباس والمهندس يحيى زكريا لرؤساء الشركات للانطلاق نحو تحقيق المستحيل وعبور التحديات.
<< أما «المطارات المصرية» فظن الجاحدون والمتربصون أنها ستعانى ولن تخرج سليمة من تلك الحرب الشرسة والضروس التى تشن ضدها وضد أمنها وسلامتها فإذا بإصرار غريب فى تأمين المطارات باحدث الأجهزة لينفق 43 مليون دولار على أحدث الأجهزة من أجل سلامة الراكب وامنه.. بالإضافة إلى تطوير أنظمة الملاحة الجوية والاتصالات بما يحقق السيطرة الكاملة على المجال الجوى المصرى من خلال التغطية الردارية الكاملة بخطة تطوير تهدف إلى تأمين المجال الجوى المصرى وزيادة معدلات سلامة الحركة الجوية واستخدام أحدث التقنيات فى مجال الملاحة الجوية خاصة.. كما تم تشغيل (5) أنظمة إدارة حركة جوية و6 أنظمة اتصالات بمطارات برج العرب والأقصر وأسوان والقطامية وشرم الشيخ وتركيب (22) محطة رادارية لإدارة الحركة الجوية وتركيب أنظمة الإنذار الآلى والإطفاء التلقائى للحريق لمحطات الأقمار الصناعية والاتصالات بكل من مطارات أسيوط وأسوان ومرسى مطروح والغردقة وطاباوتمتلك ١٩ جهازًا ملاحيًا موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية، وتساعد تلك الأجهزة على تحديد مواقع الطائرات وتسهيل الحركة الجوية من خلال منظومة الهبوط الآلى والتى تتميز بدقتها فى تحديد مواقع الهبوط والإقلاع.
<< همسة طائرة.. تحية لجميع العاملين بالطيران المدنى كبيرًا وصغيرًا الذين عشقوا قطاعهم رغم التحديات ليخرجوا إلى آفاق أرحب وتحية للفريق محمد عباس الذى يواصل الليل بالنهار من أجل الخروج بالقطاع إلى مكانة التى تليق بمصر أم الدنيا.. ويبقى الطيران المدنى رافدًا من روافد الاقتصاد وأيقونة تحدٍ.