عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحيق مختوم

اتخذ الوثنيون 25 ديسمبر عيدًا للاحتفال «بسول انفكتوس» إله الشمس عند الرومان، لكن بعد إشراق شمس المسيح التى أنارت ظلمات الكفر وبشرت بميلاد العالم الجديد قرر آباء الكنيسة الأوائل بمجمع نيقية 325 استبدال الباطل بالحق، فقد ذكر إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول أن الحدث العظيم تم فى منتصف الليل لكن ثمة اختلافًا بين التقويم اليوليانى والتقويم الجريجورى فالكريسماس الشرقى يوافق نهار 7 يناير.
بالطبع تعتز الكنيسة الأرثوذكسية بتقاليدها الراسخة فهى أول كنيسة فى تاريخ البشرية حيث كرازة  القديس مرقص بالإسكندرية ليدخل المصريون فى الدين الجديد أفواجًا حتى غزو أصحاب المذهب الأريوسى البيزنطيين مصر ونكلوا بأهلها أشد تنكيل بسبب جهل الاختلافات المذهبية فكان بمثابة عصر الشهداء المصرى لدرجة قتل أولئك الهمج أحد اخوة البابا بنيامين الأول أمام عينيه مما اضطره للفرار بدينه فى الصحراء المقحلة وقد ذكر المؤرخان عبدالرحمن بن الحكم وساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين نص الكتاب الصادر من  الفاتح عمرو بن العاص إلى البابا المضهد «بأن ملك الروم فى مصر قد انقرض وأن لن تقوم لهم قائمة بعد الآن وأن الموضع الذى فيه بنيامين، بطريرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه» فلما سمع القديس بنيامين بمحبة الدعوة التاريخية عاد شامخًا إلى الإسكندرية بفرح شعبى عظيم بمجيئه، بعد غيبة ثلاث عشرة سنة.
فطن عمرو بذكائه المعروف عنه قيمة ومكانة البابا المجاهد لدى شعبه فأظهر له الاحترام اللائق ووضع له بساط السماحة فروح اللقاء الأخوى كانت بلا شك ركيزة قوية لبداية سليمة بين المؤمنين من الجانبين تنطلق من مبدأ المساواة وحرية العبادة على قاعدة لكم دينكم ولى دين، لكن أتت أزمنة تصدر فيها حكام وجماعات متشددة عكرت صفو العلاقة الأبدية من خلال فتاوى التحريم المتعصبة بتهنئة إخوتنا بأعيادهم وهم لا يدركون جوهر سماحة دعوة من قال له ربه «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ  وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» هم يرهبون العوام بحق يراد به باطل عن نقاء التوحيد وهم لا يعلمون أن هذه العلاقة بين الأقباط والمسلمين مسألة قدرية إلهية والدليل أن الرسول الكريم تزوج وأنجب من مارية المصرية واستوصى صحابته خيرًا بأهل مصر ومن قبل أمر الرب يوسف النجار بالفرار إلى مصر.
«وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِى حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ»» (مت 13:2) هنالك سؤال محورى لماذا مصر تحديدًا دونما كل بقاع الأرض الواسعة لا أستطيع تخيل مصر من غير المسيحية ولا أستطيع تخيل المسيحية من غير مصر؟  فنحن معشر المصريين منذ قديم الأزل نحب أن نحتفل بميلاد سيدنا بل وكل موالد القديسين الراقدين بسلام فى أكناف الكنانة ونجعل لكل عيد مذاقًا ونكهة مصرية خالصة عامرة بكل ما لذا وطاب من ألوان الطعام الشهى، لذا سلامٌ عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًا كل سنة وأحبابنا الأقباط طيبين وآمنين رغم أنف المتنطعين.