رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

الطيران المدنى قطاع تختلف طبيعته عن أى قطاع آخر لا لشىء سوى ارتباطه المباشر بالأمن القومى لمصرنا الحبيبة، وكلمة طيران مدنى تجعلك تتخيل أنك تتعامل مع قطاع عادى من السهل التعامل مع مفرداته.. ولكن الحقيقة الوحيدة الباقية أنه قطاع حساس جدًا ودقيق من حيث استراتيجياته وأمنه وأمانه واقتصاديات العمل فيه فهو يتعلق بصناعة من أدق وأخطر الصناعات، وهى صناعة النقل الجوى، ومن حيث الاستثمارات الهائلة بالمليارات لبناء وتحديث المطارات الدولية والمحلية، وشراء الطائرات والمعدات فإن ثمن شراء طائرة واحدة يفوق الاستثمارات المطلوبة لعدة مصانع وهنا تكمن صعوبة قيادة هذا القطاع الحيوى والوطنى لأن العائد المباشر على رأس المال المستثمر يكون عادة منخفضًا بالنسبة لأى مجال آخر، ولكن العائد غير المباشر على باقى قطاعات الدولة كبير جدًا وفى كل المجالات.. فصناعة النقل الجوى لا تحقق الأرباح الكبيرة أو تكلفة رأس المال، حيث تحقق 2% على الأكثر، فى مقابل صناعات أخرى تحقق نحو 8% عائدًا للاستثمار فى مصر.. ومطاراتنا الدولية هى عبارة عن حدود لمصر يجب حمايتها تمامًا ومراعاة اليقظة الدائمة لتأمينها، وأن أكثر من 80% من حركة المسافرين الدولية تتم عن طريق هذه المطارات، ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه ليست هناك أخطاء أو ثغرات فلا توجد نسبة 100% فى أى نظام أمنى فى العالم، ولكننا نؤكد أن لدينا منظومة أمنية متكاملة بها عناصر بشرية مدربة وأجهزة على أعلى كفاءة، تلك المنظومة تتطابق مع المعايير والتشريعات والقوانين الدولية الصادرة من منظمة الطيران الدولية «الايكاو».

<< يا سادة.. تلك التحديات تواجه كل مسئول يتولى أمر القطاع فما يتحقق من أرباح مهما بلغ من مليارات لا يساوى بناء مطار واحد ولا يغطى تكلفة تغيير وتطوير أنظمة اتصال ورادارات ومراقبة جوية تغطى سماء الوطن.. كما أن تلك المليارات مطلوب ضعفها عشرات المرات حتى تستطيع الوفاء بمتطلبات المنظومة من عمالة تحتاج التدريب والتطوير المستمر وتحسين المعيشة.. بخلاف أسطول طائرات يحتاج التحديث والتطوير لكى يستطيع أن يستمر فى سوق المنافسة.. وهو ما يحتاج أيضا عشرات المليارات التى لا تتحقق على الأرض ولكن تصبح قروضًا وديونًا تطوق رقبة المسئول عن هذا الملف.. مع منظومات أمنية تحتاج التطوير والتحديث طول الوقت، خاصة إذا ما تعلق الأمر بمؤامرات تحاك ضد الوطن وأصاب الطيران جزء منها.. ومنظمات طيران عربية ودولية وأجنبية تتشابك مصالحها وتسعى أن تأخذ منك لا أن تعطى لك.. ومنافسة شرسة داخليًا وخارجيًا من شركات طيران، خاصة تعمل على أرض الوطن وشركات طيران أجنبية وعربية عينها على الراكب المصرى، فمصر سوق يعنى لشركات الطيران 110 ملايين راكب تتجه الأنظار إليهم لخطفهم.. وما بين الوقت والآخر تسعى مصالح تلك الدول والمنظمات والشركات تطالب «بالسموات المفتوحة» وتستخدم كل ما لديها من كروت ضغط وعملاء لها داخل الوطن يعملون لصالحهم لا لصالح الوطن.. ومؤامرات داخلية وخارجية على القطاع تستهدف استنزافه..

<< يا سادة.. أما شركتنا الوطنية التى هى جزء من تاريخ مصر ٩١ عامًا من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل الأنحاء، وعبر ٨٧ وجهة تتوجه إليها.. ٩١ عامًا مرت من عمرها، فاستطاعت خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها حتى وصلت إلى العالمية بعد أن أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى، كما استطاعت أن تخدم أهدافًا قومية ووطنية ولم تخذل يومًا قيادتها السياسية فى أى مهمة وطنية كلفت بها مهما كان حجم المخاطر.. وعبر السنوات الـ٩١ استطاعت أن تحقق للدولة أهدافًا لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر، فعلى المستوى الاجتماعى استطاعت أن توفر فرص عمل لأكثر من ٢٩ ألف موظف، حجم العمالة بها الآن، ولم تتخل قط عن ابن واحد من أبنائها حتى فى أحلك الظروف وأسوأ الأيام ووسط طوفان من الخسائر ينهش فى جسدها الهزيل تلك الشركة ليست إلا نموذجًا لنماذج كثيرة فى مؤسسات مصر طالها الإهمال والتردى والاختراق منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وتولى الإخوان الخونة حتى بلغت خسائرها ٢٢ مليار جنيه.. وفقا لتصريحات الفريق محمد عباس وزير الطيران مع الإعلامى عمرو أديب حيث استطاعت الشركة بجهود القيادة الحالية لها بقيادة الفريق عباس ورئاسة مهندس يحيى زكريا رئيس القابضة لمصر للطيران وجهود مخلصة ودؤوبة من جميع العاملين المخلصين للقطاع تخفيض الخسائر من ٣٠ مليار جنيه مصرى إلى ٢٢ مليار مع خطة استراتيجية مستقبلية بتحديث الأسطول والتعاقد على صفقات جديدة للطائرات من طرازات مختلفة تتعاقد عليها كبريات شركات الطيران فى العالم وتطير وتحلق فى سماء العالم.. بعد تجاوز العالم «لجائحة كورونا» التى كانت أسوأ كارثة أصابت الطيـران العالمى وليس المصرى فقط.. ولكن فقط وفقط مصر صمدت وحافظت على قوتها البشرية بدعم قوى من القيادة السياسية والحكومة.. من أجل سمعة مصر وسمعة ناقلها الوطنى هذا الناقل الذى لا يرحمه أحد فنحن شعب يعشق جلد الذات والفضائح..  «نبرز السيئ ولا نفخر بالايجابى» بل إن أى إنجاز يتم هو مشكوك فى أمره من جانب الخبثاء الذين لا يريدون لهذا الوطن أن ينهض وهذا القطاع أن يتقدم والدليل هو هذا السيناريو المعتاد فى هذا التوقيت.. توقيت أى نجاح أو إنجاز تحققه الشركة الوطنية أو القطاع بوجهه عام فنجد اللجان الإلكترونية والصفحات المشبوهة التى تدعمها جماعة تحارب الوطن بأكمله وليس قطاع بعينه أو شركة بذاتها.. تتصيد الأخطاء وتصطاد فى الماء العكر أى شىء وكل شىء كبر حجمه أو صغر ويبدأ التهويل والتهليل والنبش فى سمعة القطاع وشركاته كالنبش فى القبور..

<< يا سادة.. أقول هذا القول بمناسبة الهجوم الأخير على مصر للطيران من أناس المفترض أن يكونوا هم أول من يدافعون عن الشركة التى تحمل اسم مصر وعلمها.. والدليل أن كل ما يتحدثون عنه مردود عليه فمالنا نحن وتصنيف «سكاى تراكس» الذى يصنف وفقا لمن يشترك ويدفع.. ونحن تشهد لنا كل المنظمات الدولية والإقليمية والإفريقية على نجاح منظومة الطيران المدنى عندنا بل إن الإشادة الدائمة من «الإيكاو» أكبر منظمة دولية للطيران المدنى بالإنجازات فى ملف الطيران المصرى محط أنظار العالم أجمع.. ومدون فى سجلات المنظمة.

<< يا سادة.. وعلى سبيل المثال وليس الحصر نذكر التقرير الذى قدمه وفد إدارة أمن النقل الأمريكية «TSA» لعمليات التفتيش ومراجعة الإجراءات الأمنية المطبقة بمطار القاهرة الدولى ورحلات الركاب والبضائع لمصر للطيران والذى أوضحت نتائجه التزام الجانب المصرى بكافة المعايير والإجراءات التأمينية المتبعة دوليًا دون أى ملاحظات أو توصيات، بالإضافة إلى دقة الإجراءات الأمنية والتزامها بأعلى المعايير المعتمدة دوليًا مما يحقق أقصى درجات الأمن والسلامة.. هذا بخلاف نجاح شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية فى اجتياز تفتيش الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران «EASA» للعام الثامن عشر على التوالى وتم تجديد الاعتماد الذى يضعها فى مصاف شركات صيانة الطائرات رفيعة المستوى ويؤكد جودة عناصرها الفنية..

<< يا سادة.. إن تلك الاعتمادات لهى شهادات فى حق الإدارة المصرية لهذا الوطن.. شهادة بالأمن والأمان الذى أصبحت تنعم به مصر فى كافة قطاعاتها وفيما يخصنا بالطيران المدنى فمطار القاهرة الدولى هو بوابتها للشرق الأوسط وأفريقيا.. ودرة شركات الطيران العالمية عضو تحالف ستار العالمى مصر للطيران.. فتلك الشهادات بدقة الإجراءات وجودة الخدمات شهادات لمنظمات دولية أمريكية أوروبية ونحن جميعا نعى مدى التصيد لنا من تلك الجهات ورغم ذلك أشادت وهللت لنا وليس شركة تهدف للربح وتشيد بمن يدفع أكثر..

<< يا سادة.. أما ما أثير عن صفقة الطائرات الجديدة التى تعاقدت عليها مصر للطيران على هامش فاعليات معرض دبى الدولى الأخير خاصة صفقة الـ 18طائرة البوينج ٧٣٧/٨٠٠ ماكس.. والتى جاء اختيارها بعد دراسات عديدة لكبار المهندسين والفنيين المهرة والتى أكدت أن هذا أفضل اختيار فى الوقت الراهن وخاصة أن هناك العديد من الشركات على مستوى العالم قد تسلمت طائراتها من هذا الطراز بعد أن تمكنت بوينج من حل المشكلة فى جميع الطائرات وضمنت التعديل فى كتاب الصانع ومرورها بكافة مراحل التفتيش من قبل سلطات سلامة الطيران الأمريكية حتى سمح لها بالتحليق من جديد.. وبدأت شركات الطيران التى ضمنت هذا الطراز فى أسطولها بتشغيلها بعد تعديلها وفقا لما قرره الصانع..

<< يا سادة.. كلما جاء وزير جديد للطيران المدنى استقبله أصحاب المصالح الخاصة بتصدير مشهد خسائر مصر للطيران وكأنه هو المسئول عن تلك الخسائر وضرورة إعادة الهيكلة وبالطبع بيع أسهم منها فى البورصة ليتلقفها أصحاب الفشل السياحى ورجالهم أصحاب المصالح داخل الطيران المدنى الذين دائمًا ما يلقون أسباب فشلهم على ارتفاع أسعار التذاكر فى الوقت الذى يكنزون هم فيه المليارات فى بنوك الخارج من وراء ما يتربحونه من تجارة العملة وفروق الأسعار قبل القرار الحكيم للإدارة المصرية الحالية بتحرير سعر العملة للقضاء على السوق السوداء التى كان يتربح هؤلاء من ورائها.. هذا بخلاف المطالب الخاصة التى يطلبها أصحاب المصالح من عينة طلب تعيينات للأقارب والمحاسيب والتذاكر المجانية والرحلات المخفضة على جسد شركة تنزف بسبب الخسائر بسبب أوضاع وظروف عانى منها وطن بأكمله..

<< يا سادة.. مصر للطيران واحدة من تلك الأسماء التى تدفع فى كل وقت فاتورة أصحاب المصالح والمنتفعين فما بين الحين والآخر نجد هجمات شرسة تنال من الشركة الوطنية ومن المسئولين عنها.. ليبقى السؤال حائرًا: أليست هناك جهات رقابية تراقب أداء كل المسئولين السابقين والحاليين؟! والإجابة بالتأكيد نعم.. ويبقى سؤال آخر فى ظل تلك الرقابة التى لا ترحم أحدًا وسقط على يدها رموز كثيرة وكبيرة مسئولة نذكر منها على سبيل المثال وزير الزراعة الأسبق: هل كانت سترحم أحدًا أو تتستر على أحد؟! الإجابة أيضا بالطبع لا.. إذن يبقى وراء تلك الخسائر تراكم لتلك الخسائر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ والتى كانت قبلها الشركة الوطنية من أهم مصادر التمويل للعملة الصعبة للحكومة المصرية، ويبقى أن الكل اجتهد وسط ظروف سوق طاحنة وشركة وطنية تسعى وترجو أن تعيش.. تارة بمحاولة تطوير اسطولها وتارة أخرى بنجاح الشركات التابعة للشركة الأم القابضة وتحقيق أرباح..

<< همسة طائرة.. 

رسالة إلى «الخبثاء والمرتزقة» فى كل مرحلة وعصر الذين يركبون كل موجة من أجل مصالحهم الخاصة.. إلى الأقلام واللجان الإلكترونية المأجورة من الخونة.. ارحموا مصر شعبها وجيشها وشرطتها وشبابها.. ارحموا الطيران المدنى والشركة الوطنية يرحمكم الله..