قصة الدعاء المُعجزة لسيدنا موسى.. زوجة صالحة وبيت ورزق وفير

تحدث الدكتور عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف عن وجود دعاء مُعجزة لكل من يطلب زوجة صالحة وبيت ورزق وفير، وأشار عبد الرازق خلال فيديو عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، أن هذا الدعاء جاء من قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما خرج خائفًا يترقب من مصر إلى أرض مدين وقابل بنات سيدنا شعيب عليه السلام، فغمرهم حياء وقوة وأمانة نبي الله موسى.
 

قصة سيدنا موسى من سورة القصص

ماء مدين

كان موسى -عليه السلام- خرج من مصر بعد أن أمر فرعون جنوده بالبحث عنه وقتله، وعندما وصل إلى أرض مدين ( وهى المدينة التي أهلك الله فيها أصحاب الأيكة وهم قوم شعيب عليه السلام) وجد الناس يسقون أغنامهم الماء من نبع يوضع عليه حجر ثقيل يحمله فقط عصبة (جماعة) من الرجال بعد الإفراغ من السقاية، فوجد الرعاة مزدحمون باستثناء فتاتين وهما ابنتا شعيب عليه السلام، حيث قال الله تعالى في سورة القصص: “وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ…"، فسألهما موسى عن سبب ذلك فأخبرتاه بأنّهما تنتظران انتهاء رعاة الأنغام من سقاية مواشيهما حتى لا يختلطوا ويزدحموا بالرجال، لأن والدهم رجل كبير السن لا يقوى على هذا العمل، فساعدهم وسقى لهما وحمل الحجر على نبع الماء بمفرده، فقال تعالى:" قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ* فَسَقَى لَهُمَا".
 

الدعاء المعجزة 

لما فرغ سيدنا موسى من مساعدة الفتاتين انصرف في الحال وجلس تحت ظل أحدى الأشجار يتضرع إلى الله ويدعوا بدعاء كان المعجزة، إذ قال سبحانه وتعالى “فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"، ويقال في الأثر أنه قال: “ربي دبر امري فأني لا أحسن تدبير ربي أني لما انزلت الي من خيرًا فقير"، فنزل عليه عطاء الله في الحال حيث جاءته أحدى الفتاتين وتخبره بأنّ أباها يودّ لقاءه لشكره وإعطائه أجر سقاية الغنم حيث قال الله تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا). 
 

إجابة الدعاء 

ويذكر الدكتور رمضان عبدالرازق مدى حياء وعبودية موسى عليه السلام عندما ذهب مع الفتاة رفض أن يمشى وراها وتقدمها وقال سأمشي أمامك وإن أخطأت في الطريق ألقى بعصاه في الاتجاه الصحيح، وهنا نذكر آيات الله العزيز: “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِى الْأَمِينُ" فكان موسى عليه السلام مثالًا للقوة والأمانة.

ولما وصل موسى عليه السلام إلى والد الفتاتين قص عليه ما حدث له في مصر على يد فرعون وظلمه فبشرة بالنجاة فقال تعالى:" فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، وعرض عليه هدية الله له وهى أن يزوجه إحدى ابنتيه على أن يكون مهرها العمل في رعي الأغنام لمدة 8 سنوات قابله للزيادة إن أراد، إذ قال تعالى: “قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّالِحِينَ".

وهكذا جاء فرج الله ورحمة عقب عمله الصالح ومناجاة الله “ربي دبر أمري فأني لا أحسن تدبير ربي أني لما انزلت إلى من خير فقير" فرزقه الله الزواج من ابنته نبي وبيت صالح وعمل ورزق وفير.