رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن صناعة الوعى أصبحت ضرورة حتمية فى ظل بعض التحديات التى يواجهها المجتمع المصرى، وخاصة بعد أن انتشرت بعض الظواهر السلبية التى من شأنها تدمير كثير من الثوابت الأخلاقية والقيمية وتشويه هويتنا المصرية الأصيلة.

وأصبح البحث عن منابر الوعى الحقيقية لمواجهة هذه الظواهر، ضرورة حتمية للقيام بحركة تنويرية وتوعوية، وقد رأيت أن الصالونات الثقافية أصبحت واحدة من أهم هذه المنابر التى أصبح لها دور كبير فى لقاء أصحاب الاهتمامات المشتركة، ليناقشوا قضايا ذات اهتمام واحد، تتصل بالشأن العام أو الأحداث الطارئة.

وهنا أخص بالذكر صالون 03 الثقافى، هذا الصالون الذى ولد عملاقًا فى مدينة الإسكندرية، تلك المدينة الساحرة، مدينة الحضارة والثقافة والإبداع والتراث، بفكرة تولدت من ثلاثة من رواد العمل الاجتماعى والثقافى فى الإسكندرية الأستاذ محمد عقل والأستاذ خالد مصطفى والأستاذ حازم الجمال، وفى خلال شهور قليلة أصبح لصالون 03 الثقافى دور كبير فى نشر الفكر التنويرى، كما أصبح واحدًا من أهم مصادر الإشعاع الفكرى لصناعة الوعى الثقافى بالمجتمع المصري

وقد تشرفت بالمشاركة فى صالون 03 الثقافى فى نسخته الثالثة، والذى تحدث فيه الموسيقار الكبير راجح داوود وبحضور العديد من رجال الدولة والمفكرين والأدباء والفنانين وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور يسرى الجمل وزير التعليم الأسبق والفنان الكبير على الحجار والفنان التشكيلى الكبير عبدالسلام عيد والدكتور حسن وصفى نقيب الفنانين التشكليين والإعلامية المتألقة أمل صبحى، كما حضر الصالون مجموعة رائعة من أساتذة الجامعات وعمداء الكليات ومنهم الأستاذ الدكتور السيد الصيفى عميد كلية الأعمال والأستاذ الدكتور محمد بلال عميد كلية التربية الرياضية والأستاذ الدكتور إبراهيم العزازى مدير معهد السياحة والفنادق بالسيوف والأستاذ الدكتور أشرف فراج عميد كلية الآداب الأسبق، كما حضر الصالون نخبة من سيدات ورجال المجتمع السكندرى ومنهم الخبيرة السياحية امانى الغنيمى وعالم الآثار الكبير حسين عبدالبصير وخبيرة التأمين الأستاذة نرمين قاسم والعديد من قامات المجتمع السكندرى.

تناول الصالون الثالث موضوع «الموسيقى عبر الأزمنة» تحدث خلاله الموسيقار راجح داوود عن دور الموسيقى فى تعزيز الإرادة الإنسانيّة وتطرق إلى تطور الموسيقى عبر العصور الوسطى، وعصر النهضة، وعصر الباروك، والفترة الكلاسيكية، حتى القرن العشرين، كما تحدث عن العديد من الموسيقيين الذين أثروا فى التطور الموسيقى على مر التاريخ ومنهم الموسيقار الألمانى لودفيج فإن بيتهوفن الذى برع فى العديد من الأعمال المتناغمة كسوناتا بيانو، وموسيقى الحجرة، وكونشرتو، وشكلت أعماله ومؤلفاته إبداعًا استثنائيًا وباتت منعطفًًا تاريخيًّا فى فن التأليف، كما تحدث عن موزارت، وجوزيف هايدن وغيرهم.

ولأن الثقافة هى أحد أهم المنتجات الحضارية والسياحية الذى تسعى لها جميع الدول حتى الدول المتقدمة اقتصاديًا، فإن أهمية تجربة الصالونات الثقافية أصبحت ضرورية لما لها من أدوات تثرى الإبداع والفكر الإنسانى، كما أن لها عظيم الأثر على النفس لتعزيز الشعور بالتجاوب الإنسانى بين الناس مثلها مثل الندوات والملتقيات الفكرية والأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية والغنائية والعروض المسرحية وغيرها من وسائل التثقيف.

ومن هذا المنطلق أرى أن الاستمرار فى تقديم موضوعات ثقافية وتوعوية من خلال فعاليات الصالونات الثقافية أصبح ضرورة حتمية لبناء الوعى والمعرفة والإدراك فى المجتمع للإحاطة بكافة التحديات المعاصرة.

نقيب الصحفيين بالإسكندرية