رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

مع إنفلونزا الطيور فى الأعوام الماضية أُعدمتْ كميات كبيرة من الطيور بالقرى فضاعت أو كادت أن تختفى طيور مصرية عريقة مثل «العتاقي» (جمْع عِتقية وهى الفروجة البلدى الأصيلة) و«صدر العريان» (فروج بلدى لا ينبت الريش على رقبته وحوصلته) لتحل محلها الفروجة «البيضة البيَّاضة اللى بتلعب رياضة» على رأى بائعها فى ميكرفونه المُقلق الذى تخفف كلماتُه المسجوعة وَقْعَ صوته؛ شتان بين مذاق الديوك البلدى والفروجة البيضاء، كنتَ ترى السمن الطبيعى فى مرقة الدجاج بدون مكسبات مذاق أو لون، كل شيء كان طبيعيا، كان الفروج يأكل الحبوب غير المرشوشة كيميائيا ويجرى فى البيوت والحقول الواسعة لذا كان المذاق مختلفا، فى سوبر ماركت بميونيخ لحظتُ ثمَنيْن مختلفيْن للبيْض المتشابه شكلا وحجما فسألتُ البائعة عن السبب فأجابتني: البيض الأغلى من دجاج يُنقَل فى شاحنات متسعة أقفاصها مساحةً بحيث يتحرك الفروج فى أقفاصه ويتمطَّى، أما الأرخص فهو الذى يُحشَر فى أقفاص ضيقة، ونحن نود أن نشجع التجار الذين يتركون مساحة حركة للفرّوج فنعطيهم ثمنا أغلى لكن المذاق واحد للبيضتيْن.. وتذكرتُ كيف كان الدجاج فى القرية يقوده ديك أحمر ويمشى سرب الدجاج ويلعب وينمو براحته وليس فى أربعين يوما... هل هذا حنين إلى الماضي، ربما، لكن بنظرة عقلانية كان المذاق جميلا، وكان المنظر خلابا، فهل نعيد سلالات فروجنا القديمة للقرى ونشجعهم على تربيتها لكى نرى من جديد الفروج البلدى والحَمَام البلدى والبط والإوز و«المليط» (الرومي) حتى نخفف من غلاء اللحوم وتعود القرية المنتجة؟ متى نجد اهتماما بسلالات طيورنا القديمة التى وهبها الله لمصر حتى لا تنقرض ونلعب رياضة مع البيضة البيَّاضة؟

مختتم الكلام

قلتُ للماء هذى جراحى نبتة السالكين

فاقبضى جمرة الحب، هل سوف تبقى الجهات ويبقى الحنين

وامنحى الليل أوجاعه

واذكرينى بعد حين.. آه لو تتذكرين

سوف نفنى، والليالى ذاكرات الوجد مُذْ كنتُ رُفاتا بعد طين

فاذكرينى بعد حين

[email protected]