رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

لست من الكُتاب البارعين المهرة الذين يستطيعون تنحية أحزانهم الشخصية عندما يحين موعد كتابة مقالاتهم. والحقيقة أننى كنت قد نويت بالفعل كتابة مقال عن الحزن العام الذى ينتاب كل صاحب ضمير حى مما يحدث للأشقاء فى غزة. لكن قبيل لحظات من الشروع فى الكتابة فجعت وجميع أفراد العائلة بالبياضية والأقصر بخبر رحيل العروس الجميلة الابنة الغالية جهاد ابنة أخى الحبيب ممدوح عفيفى. جهاد كانت تستعد لزفافها بعد عيد الفطر المبارك لكن تم زفافها إلى السماء. حُكْم الله ولا معقب لحكمه. رحلت العروس عن دنيانا فى لحظة، بدون أية مقدمات، ومن قال إن الموت يحتاج إلى مقدمات؟ من قال إن الموت عليه أن يرسل مرسالًا ينبئنا بقرب قدومه؟ ألم تخبرنا التجارب بأنه أقرب إلينا مما نتصور، ألا نودع كل يوم إنسانا مات فجأة، كبيرًا كان أو صغيرًا، أو حتى طفلًا لم يخط عليه القلم؟

المشكلة أننا ننسى أو نتناسى، وعندما نتحدث عن الموت نعتبره مسألة تخص الآخرين بعيدًا عن أهالينا وأحبابنا عن أشخاص لا نعرفهم ولا يعرفوننا، حتى نستيقظ على رحيل جديد وغياب مفاجئ لمن كانت أحلامه عرض السموات والأرض، من منا لا يحفظ بعض أبيات الإمام الشافعى الشهيرة:-

وكم من عروس زينوها لزوجها << وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم << وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر

وكم من صحيح مات من غير علة << وكم من سقيم عاش حينًا من الدهر

كم من فتى أمسى وأصبح ضاحكًا << وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

وكم ساكن عند الصباح بقصره << وعند المساء قد كان من ساكن القبر

ولأننا شهود الله فى الأرض فقد شهد كل من عرفها أن جهاد العروس الجميلة كانت نموذجًا للأخلاق الحميدة. نحسبها على خير ولا نزكيها على الله سبحانه وتعالى. وأحسبك بإذن الله أنت يا أخى ممدوح وزوجتك الفاضلة من سكان بيت الحمد الذين يسأل الله ملائكته بعد قبض فلذات أكبادهم فى معنى الحديث القدسي: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فتقول الملائكة: نعم يا رب، فيسألهم الله وهو أعلم: وماذا قال عبدي؟ تقول الملائكة: حمدك واسترجع، أى لم يقل سوى الحمد لله إنا لله إنا إليه راجعون فيقول الله: ابنوا لعبدى بيتًا فى الجنة سموه بيت الحمد. فاثبت يا ممدوح ولا تقل سوى الحمد لله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، وهنيئًا لك ولأم جهاد ببيت الحمد، وإذا كانت العروس قد رحلت بجسدها فهى باقية بسيرتها العطرة فى قلوب كل الناس الذين يدعون لكِ ولممدوح ولخطيبها المستشار احمد الليثى الزينى بأن يربط الله على قلوبكم جميعا وعلى قلوب كل أفراد العائلة وقلوب كل أهل البياضية والأقصر والصعيد.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

[email protected]