رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

رغم أننى لست ممن يحبون الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، إلا أننى أتذكر جيدًا كلمته التى كان يصف بها دائمًا منافسه فى الانتخابات الرئاسية السابقة جو بايدن والذى فاز  بمقعد الرئاسة. كان ترامب يسخر من بايدن طيلة الحملة الانتخابية ويصفه بأنه «سليبى جو» أى جو النعسان والتى استمر ترامب فى استخدامها حتى بعد اعلان فوز بايدن بفترة طويلة ولم يتوقف عنها إلا عندما شعر  بالقلق من أن يتسبب هذا الوصف فى وضعه تحت طائلة قانون ازدراء الرئيس، وهو ما قد يساهم مع أسباب اخرى فى منعه من الترشح مجددًا.

منذ اندلاع الحرب بين الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق وتلك العصابة الصهيونية الغاشمة الجبانة، أثبت هذا الجو  أنه ليس فقط جو النعسان بل هو قائد قطيع العميان الذين لا يرون حتى الآن فيما ترتكبه تلك العصابة من مجازر  أى شيء يدعو لإدانة إسرائيل، بل ليته سكت ولم يعلق لكنه يخرج علينا كل فترة بتصريح غريب مثل أن إدارته لا ترى أن إسرائيل ترتكب أى جرائم فى غزة. لم يسمع بايدن لشاهد من أهلها ألا وهو البروفيسور اليهودى نورمان فينكستين وهو يقول إنه إذا كنت تريد تدمير حماس بسبب ما فعلته فى ٧ اكتوبر، فبهذا المنطق يجب تفكيك الحكومة الاسرائيلية، حيث إنها قامت بعمليات الرصاص المصبوب وعمود السحاب والجرف الصاعد.

هذا الجو النعسان قائد قطيع العميان يتجه بالسياسة الأمريكية إلى القاع، بتأييده المطلق لإسرائيل فى الوقت الذى يشاهد العالم كله تلك المجازر التى ترتكبها ضد أشقائنا فى غزة، فيخرج بايدن مؤكدًا أنه ليس هناك ثمة مذابح وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل وأنها لن تتوقف عن مدها بالسلاح.

منذ أيام عقد العديد من أعضاء الجاليات العربية والإسلامية العديد من اللقاءات فى عدة مدن أمريكية أعلنوا فيها استياءهم الشديد من الموقف الرسمى للولايات المتحدة تجاه حرب غزة، وفى خطوة إيجابية جدًا أعلنوا أنهم لن يدعموا بايدن إذا ما فكر فى خوض انتخابات الرئاسة لفترة جديدة. تخيل فى نيويورك وحدها أكثر من مليون مسلم أمريكى ٩٠٪، منهم له حق التصويت. وحتى لو كانت الأرقام لن تؤثر فى النتيجة النهائية لكنها رسالة بالغة الدلالة سواء لهذا الجو النعسان أو لغيره ممن يسعون لرئاسة أمريكا. الرسالة تقول بوضوح إن العرب والمسلمين ولأول مرة قد انتبهوا لما فى أيديهم من وسائل قادرة على اتخاذ موقف عملى قوى، وليس فقط احتجاجات كلامية غير مؤثرة فى صناعة القرار.

ورغم أنى لا أعول كثيرًا على شخص الرئيس الذى يعتلى البيت الأبيض لأن كلا منهم يؤدى دوره المرسوم فى تمكين إسرائيل ودعهما، إلا أنى على يقين أن بايدن لن يكون هو الرئيس القادم لأمريكا نهاية العام القادم، وجميع قياسات الرأى تشير إلى ذلك، وأتوقع أن عقلاء الحزب الديمقراطى سيقفون له بالمرصاد لمنعه من إعادة الترشح، حتى لا يدفع الحزب ثمنًا باهظًا بسبب الانحياز الأعمى لإسرائيل، حتى دون موازنات سياسية من هذا الجو النعسان قائد قطيع العميان أعمى البصر والبصيرة.

[email protected]