رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

احتفلنا منذ أيام بيوم الطفل العالمى، وهى مناسبة تم التوافق عليها فى عام 1954 لتكون مناسبة عالمية فى 20 نوفمبر من كل عام وذلك لتعزيز الترابط الدولى وإذكاء الوعى بين أطفال العالم.

وفى هذه الذكرى التى تهدف إلى الترابط الدولى بين الأطفال كما جاء فى بيان المنظمات الدولية شاهدنا أطفال إسرائيل وهم يغنون من أجل إبادة غزة.. الأغنية بثتها هيئة الإذاعة الإسرائيلية، وتقول كلماتها: سنبيد غزة خلال عام وسنعود إلى الغلاف- أى مستوطنات غلاف غزة- نحصد ونزرع.. ورغم أن الإذاعة الإسرائيلية تراجعت وحذفت الأغنية، إلا أن صداها لن يغيب ورسالتها ستظل عالقة فى أذهاننا.

هذه هى رسالة الإسرائيليين لأطفالهم.. إبادة غزة وإزالتها من الوجود.. هذه هى قضية أطفالهم التى يعبرون عنها بالغناء.. فخورون بعشقهم للدماء والخراب والمحارق..

هذا ما تربى عليه أطفالهم.. وهذه هى عقيدتهم.. وعلى هذا المبدأ ستأتى إلينا الأجيال الجديدة التى تؤمن بالاستيطان والاستيلاء على الأرض وإبادة الفلسطينيين.. فماذا نحن فاعلون مع أطفالنا؟

هنا يأتى دورنا بعد أن تتوقف رحى الحرب.. هنا علينا أن ننظر إلى المستقبل.. إلى الأجيال القادمة التى ستحمل الراية وتقود الكفاح.. من هنا علينا أن نعلم أطفالنا أن إسرائيل داء لا دواء له.. سنقول لأطفالنا لا تصدقوا من يحدثكم عن الشرعية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة.. وأن الطريق لاسترداد الأرض سيكون بالمفاوضات والدعم الدولى.. سنقول لأطفالنا لا تنخدعوا بمن يحدثونكم عن ذلك.. فقد ظل آباؤكم وأجدادكم ينتظرون تنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية عشرات السنين.. والنتيجة مزيد من الدمار والقصف والمجازر.. عشرات السنين والعدو الصهيونى المحتل يصادر الأرض ويستوطن فيها ويستولى على خيراتها ويطرد أهلها فى نكبة تلو الأخرى بمباركة القوى الكبرى ووسط صمت المجتمع الدولى نفسه..

سنقول لأطفالنا لا تصدقوا عدوكم أبدا فقد اعتاد الكذب والخداع والغش والتدليس، وما حدث فى جريمة ضرب مستشفيات غزة سيظل عالقًا فى الأذهان أبد الدهر.. لأنها جرائم موثقة تكشف مدى الوحشية التى وصل إليها العدو وتؤكد أيضاً كذبهم وخداعهم باعتراف موثق أمام العالم أجمع.

سنعلم أطفالنا أن المعركة مع العدو الصهيونى هى معركة وجود وليست معركة حدود.. وأنها معركة العرب والمسلمين وكل أحرار العالم من كل الديانات.. وليست معركة غزة وحدها.

سنعلم أطفالنا الصبر وعدم اليأس واليقين بأن النصر لهم وأنهم سيعودون يومًا إلى ديارهم منتصرين على عدوهم.. وأن هذه المحنة سيعقبها منحة، وأن الأيام علمتنا أن النصر مع الصبر وأن الظلم لا يدوم أبدا ولابد له من نهاية حتى يسود العدل أرجاء الأرض.