عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صحتك فى أمان

أى إنسان لا بد أن يجزم ولا بد أن يقر أن الطب عند القدماء كان متقدمًا ليس لكثرة المخطوطات والبرديات المعروضة فقط ولكن لأن هذه الدولة كانت عظيمة فى البناء وعظيمة فى التشييد وفى كافة العلوم فلابد أنها أيضاً كانت عظيمة فى الطب وفى كل شئ.

الطب فى مصر القديمة أو ما بعدها لم يتغير إنما هى الوسائل والأدوات التى تناسب كل عصر هى التى اختلفت فما زلنا نرى المشرط الجراحى الذى استخدمه القدماء كما هو والعمليات البسيطة التى اشتملت على الجراحات الصغرى وإصلاح كسور العظام وتركيب العديد من الأدوية والتى كانت موجودة عند القدماء المصريين وما زالت كما هى الآن وإن اختلفت فى شكلها.

وغير الأدوات فقد بدا لنا أن مهنة الطب عند قدماء المصريين كانت «غير» لأن الذين أضافوا قدسية إلى مهنة العمل «أى عمل» على الاطلاق جديرين بأن يحافظوا على آدابها والأصول والأعراف وغير ذلك وأكاد أجزم أن الأطباء وقتها كانوا نسبيًا أطيب وأفضل حالًا منا الآن من حيث طريقة التعليم والممارسة الطبية ولكان الطبيب المصرى هو ال «نمبر وان» فى العالم بمقاييس اليوم.

لو خرج واحد من قدماء المصريين إلى العالم اليوم لحدثّنا أن الطب يحتاج إلى تعليم واخلاص ومساعدة من الدولة ولحذّرنا أن الطب أيضاً ينهار أمام المحسوبية والرشوة والمجاملات، فضلًا عن أولاد المحظوظين من السادة الفراعنة ولن تغنى عنا الـ7000 سنة من الحضارة التى قدنا فيها العالم أكثر من مرة وحتى 1000 عام سابقة كان التاريخ يتحدث عن الانتصارات الحربية لسيف الدين قطز وصلاح الدين الأيوبى وحتى 200 عام سابقة كان العالم يتحدث عن إنجازات السلطان محمد على فى شتئ المجالات الزراعية والصناعية فلن تغنى عنا هذه السبعة آلاف سنة أن ننحدر إذا لم نحافظ على ما سبق ونتفنن فى إبداع ما بين أيدينا الآن ونحاول أن نسبق الزمن فى سبعة آلاف سنة القادمة باذن الله.

والفهلوة التى أصبحت تسيطر على مهنة الطب اليوم يوم أن أنشأنا جامعات علّمت الطلاب أن الواسطة قانون والاستثناءات مباحة للأهواء فلا تسأل ولا تعترض وإياك أن «تفتح بقك» وإلا لن تخرج من الكلية أبدًا فلا قانون للنجاح ولا أسباب للارتقاء الا بتقبيل الأيادى وبطبيعة الحال استمرار هذا الفساد لعقود طويلة أيقن للناس أنه لا يوجد غيره والرفض لذلك أصبح هو النشاز عن القاعدة حتى أننا فى المائة عام الأخيرة لم نر جامعة واحدة أنجحت طالبًا نابغًا إلا قليلًا وقد لا يكون على هوى الأساتذة ولكن الشهادة لا بد ألا تكون لها علاقة بالأهواء.

التاريخ لم يذكر لنا من قديم أو بعيد كيف كانت الجامعات أيام الفراعنة، وهل شهدت «الكوسة» التى دمرت أجيالًا عدة كانوا كفيلين بنهضة هذه الأمة والارتقاء بالعالم الشرقى وهل كان «الواسطة الفرعونية» قاصرة على أولاد «الكهنة» أو من غيرهم وهل الامتحان كان يأتى من «البرديات المقررة» أم حسب الأهواء ومن خارج المخطوطة أو البردية.

بطبيعة الحال لو اطّلع أجدادنا الفراعنة على هذه الخزعبلات التى قتلت مهنة الطب ولا مقارنة لمصر (فى مهنة الطب) بأى من الدول العربية أو الأفريقية لأننا لو كنا نسير بما يرضى الله لكنا فى مصاف الدول الكبرى المتقدمة فى مهنة الطب لأن هذه السبعة آلاف سنة التى مارسنا فيها الطب منذ القدماء المصريين سبقنا العالم كله بلا منازع وعالج القدماء المصريون الأوبئة والحمى والأمراض الجراحية والباطنية ثم تقدم الطب فى مناحى مصر كافة مرورًا بعصر الرومان والبطالمة انتهاءً بالعصر الإسلامى الذى شهد تألّق الطب ورعاية الدولة للأطباء فحدث فيها ولا حرج ودار الحكمة التى أنشأتها الدولة الفاطمية لرعاية الأطباء والتكفل «بمصاريفهم وأجرتهم» شاهدة على ذلك والذين أصبحوا بعدها أعلامًا وتراثًا نفتخر به إلى آخر الزمان.

ويقول العارفون بالفراعنة إنهم الأجداد الذين صنعوا لنا الأمجاد التى توارثها الأحفاد حتى ضل العباد فأضاعوا مجدًا قد ساد إلى أن وصل هذا العهد الذى باد ويقول العارفون بالطب عن الفراعنة إنهم لم يبرعوا فى الطب والهندسة والعلوم فقط، بل برعوا فى حياتهم الأسرية والاجتماعية، ومن ذلك كانت قوة هذه الدولة وللحديث بقية إن شاء الله.

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]