رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام فى الهوا

ليس كل مكسب يعنى الانتصار ولا كل خسارة تعنى الهزيمة، هذه حقيقة تناولتها الشرائع بشكل ظاهر ومحدد، إذ جاء القرآن الكريم «قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» الزمر (15) وذلك هو الخسران المبين، وفى إنجيل مرقس نُسب إلى السيد المسيح سلام الله عليه أنه قال «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه» (8 : 36) والمقصود هنا كما جاء فى القرآن والإنجيل هو خسارة النفس، فإذا خسر الإنسان نفسه سقط تحت وطأة الفشل، من ثم تكون الخسارة هى انحلال وتأكل الشخص لنفسه ولقضيته التى يحارب عدوه بسببها؛ لذلك أنت تنتصر مادمت تُحافظ على ثقتك فى نفسك وفى قضيتك. وفى هذه الحالة تكون صادقًا، والصمود يصون كرامة الشخص والجماعة والقضية، لأن شروط انتصار عدوك متوقفة على انحلال وتأكل ذاتك والقضاء على قضيتك حتى لو تركك على قيد الحياة، فالعدو يُحاول أن يُخرجك من التاريخ، واعلم أن كل ما تفعله وما سوف تفعله هو استمرارك فى التاريخ ليعلم العالم بقضيتك، إياك أيها المقاوم أن تستبدل عدوك؛ لأن الذى لا يساعدك الآن وهو من هو، سيحين وقت آخر لمواجهته. والخلاصة أن من أسوأ ما حصل لنا فى نصف القرن الماضى هو امتلاك فلسطين واستمرار المذابح والقتل والهزائم إلا أن الانتصار أتى من غير ريب ولو كره الكارهين.

لم نقصد أحدًا!