دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام يوم بدر
لما نزل المسلمون أرض المعركة قاموا بتوزيع الجنود في الأماكن المناسبة، واختاروا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكاناً في آخر الجيش ليشرف على المعركة، وتطوع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ليكون الحارس الشخصي للنبي.
وبعد أن استقر النبي -صلى الله عليه وسلم- في العريش أخذ يناجي ربه -عز وجل- ويدعوه، وكان من دعائه: ما رواه مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي). في ذات الحديث أيضا أنه دعا -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (اللَّهُمَّ إنْ تُهْلِكْ هذِه العِصَابَةَ مِن أَهْلِ الإسْلَامِ لا تُعْبَدْ في الأرْضِ).
وظل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويبتهل لله -عز وجل- حتى كان يسقط رداؤه عن كتفه، فيرده عليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وكان يشفق عليه لكثرة ما دعا ويقول له حتى يخفف عنه: "يا رسول الله! أبشر فو الذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك"، وهو يقف خلفه. بعد هذا الدعاء الخاشع والابتهال المتصل يأمر الله -عز وجل- ملائكته بقوله: (أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبوا فَوقَ الأَعناقِ وَاضرِبوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ)، وأوحى إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- يبشره بقوله: (أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ).
ولما أتت البشائر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، استبشر وبشر أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- فقال له: (أبشِر يا أبا بكرٍ أتاكَ نصرُ اللَّهِ؛ هذا جِبريلُ آخذٌ بعَنانِ فرسِهِ يقودُهُ علَى ثَنايا النَّقعِ) .