رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى تعقيب للمتمرد د. طه حسين على خطبة العرش عام 1947، كانت كلماته الحادة والموجعة والمباشرة نقدًا ساخرًا وقراءة لواقع زمانه من وجهة نظره بشجاعة من جانب قارئ وطنى للأحداث بوعى وقدرة على الشغب المقلق لأهل السلطة.. قال: «كانت رائعة بارعة خطبة العرش التى ألقاها رئيس الوزراء فى البرلمان، صورت لنا الحياة المصرية كأحسن ما تكون حياة الأمم: حكومة جادة لا تنام ولا تنيم، وشعب عامل لا يريح ولا يستريح، وقد رضيت الحكومة عن نفسها فأثنت على نفسها، ورضى البرلمان عن الحكومة فصفق للحكومة، وسمع الشعب للحكومة تقول والبرلمان يصفق، فهز الأكتاف وهز الرءوس، وترك الخلق للخالق، وأقبل المترفون على ترفهم ينعمون بغير حساب، وأقبل المحرومون على حرمانهم يألمون بغير حساب».. هكذا كان حال العميد فى بعض مواجهاته المشهود لها..

ولعل ما تميزت به شخصية العميد طه حسين (ونحن نحتفى بذكرى رحيله منذ نصف قرن) بين أقرانه من رواد النهضة فى مصر وعيه الكبير بقيمة التنوع عبر كل مراحل الحضارات العظيمة، واحترام وتقدير حالة التعدد المنتشرة فى معظم المجتمعات، وما يتلاحظ بردود فعل وأثر تلك المفاهيم بوضوح فى رؤيته لمستقبل الثقافة المصرية، وهذا ما كان يبدو مؤكدًا فى كتابه «مستقبل الثقافة فى مصر» حينما قال: «عناصر ثلاثة تكوّن منها الروح الأدبى المصرى منذ استعربت مصر، أولها العنصر المصرى الخالص الذى ورثناه عن المصريين القدماء، والعنصر الثانى هو العنصر العربى الذى يأتينا من اللغة ومن الدين ومن الحضارة، أما العنصر الثالث، فهو العنصر الأجنبى الذى أثر فى الحياة المصرية دائمًا، والذى يأتيها من اتصالها بالأمم المتحضرة.. وعليه، فإنى أحب أن يقوم التعليم المصرى على شيء واضح من الملاءمة بين العناصر الثلاثة..».

فى مشهد بديع ملهم عاشه رواد «مقهى ريش» ــ باعتباره بيتا من بيوت أهل الفكر والكتابة والإبداع المصرية ــ فى الأيام السابقة لاندلاع ثورة 30 يونية المجيدة، عندما طالعوا صورة فوتوغرافية لعميد الأدب العربى «طه حسين» وهو جالس إلى مكتبه مُبتسمًا وهو يُشهد الحضور أنه قد وقع على استمارة «تمرد» الشهيرة التى أبدع فكرتها وصممها شباب الثورة، وإلى جانبه جلس العظيم «رفاعة الطهطاوى» ممسكًا بنسخة من الاستمارة ذاتها.. هكذا قالت اللوحات المعلقة على أشهر مقاهى المثقفين فى وسط القاهرة..

ويقترب الحضور من الراحل المثقف الوطنى الجميل «مجدى عبدالملاك» مدير المقهى، وهو يؤكد أن زبائن المكان هم أصحاب فكرة تعليق لافتات وصور للمشاهير بعد تعديلها بالفوتوشوب لتُظهرهم وهم راضون عن حملة « الشباب الطاهر» على حد وصفه، موقعين على استمارة «تمرد».. 

وفى رد العميد على بعض أهل التشدد فى الجامعة، قال: إن المسألة التى أثيرت أخيراً والتى تتصل باختلاط الجنسين فى الجامعة مسألة سخيفة لا أكثر ولا أقل، فقد قلت ومازلت أقول إنى لا أعرف فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله نصًا يحرم على الفتيات والفتيان أن يجتمعوا فى حلقة من حلقات الدرس حول أستاذ يعلمهم العلم والأدب والفن..