رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(نحو المستقبل)

لقد تكشفت فى الأيام القليلة الماضية أبعاد المؤامرة التى تحاك بليل منذ فترة فى دوائر الصهيونية العالمية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية التى بدا بوضوح أنها تمثل الذراع الطولى لها! حيث استغلت أحداث الحرب الدائرة الآن فى غزة لتعيد وتؤكد الحديث الذى لا يملون من تكراره عن إمكانية توطين الفلسطينيين فى سيناء! إنها المؤامرة الخبيثة التى تستهدف ضرب عصفورين بحجر واحد؛ أولاً: تصفية القضية الفلسطينية لأنه إذا فرغت الأرض من سكانها، فستصبح تلقائياً ملكاً لإسرائيل الكبرى ولم يعد ممكناً الحديث عن فلسطين أصلاً! وثانياً: تصدير كل مشكلات الفصائل الفلسطينية المتنازعة إلى مصر وتحويلها إلى مادة لصراع مصرى إسرائيلى جديد! 

والحقيقة أن آل صهيون سواء كانوا فى أمريكا أو فى إنجلترا أو الدول الأوروبية الأخرى أو فى إسرائيل لا يصدقون حتى الآن أن سيناء أرض مصرية وأنها عادت إلى حضن الوطن، ويريدون أن تظل منطقة قلقة غير مستقرة، ويستفزهم وجود هذا الكم الهائل من المشروعات التنموية والعمرانية على أرضها! إنهم لا يملون من محاولة زعزعة استقرار مصر وشعبها باعتبارها صمام أمن العروبة والمنطقة ككل! وأعجب حقاً من هذه الهبة الأمريكية غير المبررة بأساطيلها ورئيسها ووزرائها للوجود الفورى فى المنطقة بحجة الوقوف إلى جانب إسرائيل ودعمها! والسؤال هو دعمها ضد من؟!

إن المقاومة الفلسطينية مهما بلغت قوتها لن تستطيع أن تفعل إلا ما فعلت أو أكثر مما فعلت! فلقد أفرغت ما فى جعبتها من صواريخ فى وجه احتلال غاشم وحصار دائم، وكانت – فيما يبدو- تتصور خطأ أن العالم الحر سيتفهم لماذا فعلوا ذلك؛ فهى مجرد صرخة مظلوم وإعلان للعالم وللمحتل الغاشم بأن فلسطين وشعبها لا يزالون أحياء ولهم حقوق ينبغى أن يلتفت إليها المستعمر وداعموه! لكن بدا واضحاً بالفعل أن ذلك العالم كان قد استسلم وسلم بالمزاعم والأساطير الإسرائيلية! ولذلك أتى التأييد والدعم الغربى غير المسبوق من هذه الدول- التى تدعى أنها داعمة الحريات وحقوق الإنسان- التى أباحت لإسرائيل أن تفعل ما تشاء فى هذا الشعب الأعزل المقهور، ومن ثم بدأ تنفيذ المؤامرة المتفق عليها بالتخلص من هذا الشعب الصابر على محنته منذ خمسة وسبعين عاماً بالقصف المتواصل والقضاء على كل مقومات الحياة وبالتهجير وبالتصفية العرقية الكاملة، إنها مؤامرة إبادة الشعب والاستيلاء على كامل أرضه وإلى الأبد فى ذات الوقت!!

وكم كان مهماً ورائعاً أن تتنبه القيادة المصرية وتستشعر المؤامرة بحجمها الحقيقى ظاهرها وباطنها، وكم كان مهما أن يعبر الرئيس السيسى بهذ القدر من الوضوح الساخر وخاصة فى مؤتمره الصحفى مع المستشار الألمانى عن أن مصر لن تقبل تلك التصفية المتعمدة للقضية الفلسطينية ولا الإبادة الكاملة للشعب الفلسطينى والاستيلاء على أرضه!!

ولعل المطلوب الآن من الشعب الفلسطينى بفصائله المختلفة هو المزيد من الصمود والتمسك بأرضه مهما كانت التضحيات، فهم يتعاملون مع أفظع وأخبث مستعمر غاصب فى التاريخ الإنسانى، كما أن المطلوب من كل الدول العربية استشعار خطر اللحظة التاريخية التى تمر بها الأمة وأن يتوحدوا خلف الموقف المصرى معلنين موقفهم هذا فى قمة عربية طارئة ينتظرها الشعب العربى من المحيط إلى الخليج حتى يدرك العالم أن الجسد العربى لا يزال قوياً ومتماسكاً، وأن القضية الفلسطينية وتحرير القدس لا يزال هو قضية العرب الأولى، وأنه لا تهاون فيها! وليعلنوا صراحة أن آلة الحرب على شعب فلسطين الأعزل ينبغى أن تتوقف وأن أى تصعيد من جانب إسرائيل سيقابله الرد العربى الموحد. وكم من أوراق عقابية وتصعيدية يملكها العرب يمكن استخدامها ضد إسرائيل وداعميها آن أوان الاستعداد لتفعيلها إذا لزم الأمر دون خوف أو تأخير. يحيا الشعب الفلسطينى البطل وتحيا مصر، وأيقظ الله العرب والعروبة من سباتهما العميق الذى طال حتى كدنا ننساهما!!

[email protected]