رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية لـ«الوفد»: لن نقبل بانتهاك حرمة «الأقصى»

بوابة الوفد الإلكترونية

القضية الفلسطينية حاضرة بقوة خلال فعاليات المؤتمر العالمى الثامن للإفتاء

مصر لها مكانة ريادية بين الدول المهتمة بالشأن الفلسطينى

البشرية تواجه تحديات خطيرة.. والشريعة تحث على التمسك بالقيم والأخلاق

بذلنا جهوداً غير مسبوقة لتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة والمغلوطة

تزييف الوعى وتضليل العقل أخطر على أبنائنا من المخدرات

«الإسلاموفوبيا» ظاهرة مَرضيِّة أسس لها خطاب التنظيمات المتطرفة

مواقع التواصل الاجتماعى عامل رئيسى فى خلل الأسرة وزيادة نسبة الطلاق

 

أكد مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، أن دار الإفتاء المصرية تستعد لعقد مؤتمرها العالمى الثامن للإفتاء الذى تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم سنوياً فى الفترة من 18 إلى 19 أكتوبر الجارى فى القاهرة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من ٩٠ دولة حول العالم لمناقشة موضوع «الفتوى وتحديات الألفية الثالثة».

وقال «علام» إن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة، فهى قضية كل عربى ومسلم فى ربوع الأرض، يحملون أمانتها أينما كانوا، ولا تسقط بالتقادم، لكنها تحيا فى نفوسنا، ويزداد تمسكنا بالحق الفلسطينى والعربى لما للقدس من مكانة دينية وحضارية على مر التاريخ.

أضاف مفتى الجمهورية، لا نقبل أن تنتهك حرمة المسجد الأقصى أو تغير هويته أو يزال تاريخه؛ فهو يشغل مكانة خاصة فى قلوب المسلمين، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، ويحمل هذا المسجد رمزية دينية عظيمة، وقد كان ولا يزال يحظى بتقدير واحترام كبير من المسلمين فى جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى أن لمصر مكانة ريادية بين الدول المهتمة بالقضية الفلسطينية. ولن تنجح أى محاولات لطمس هذه القضية العادلة والمشروعة.

وتحدث مفتى الجمهورية فى عدة قضايا كالزيادة السكانية ودور مؤسسة الإفتاء فى القضاء على الفتاوى المتطرفة.. وكيف يتم حماية الشباب من الوقوع فريسة لتلك الفتاوى المسمومة.. وإلى نص الحوار:

< ما هو رأى فضيلتكم فيما يحدث الآن فى فلسطين.. وماذا عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى خلال فعاليات المؤتمر العالمى المقبل للأمانة العامة والمقرر انعقاده يومى 18، 19 أكتوبر الجارى؟

<< القضية الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة خلال فعاليات المؤتمر، فهى قضية كل عربى ومسلم فى ربوع الأرض يحملون أمانتها أينما كانوا، ولا تسقط بالتقادم، لكنها تحيا فى نفوسنا، ويزداد تمسكنا بالحق الفلسطينى والعربى لما للقدس من مكانة دينية وحضارية على مر التاريخ، ولا نقبل بأن تنتهك حرمة المسجد الأقصى أو تغير هويته أو يزال تاريخه؛ فهو يشغل مكانة خاصة فى قلوب المسلمين وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ويحمل هذا المسجد رمزية دينية عظيمة، وقد كان ولا يزال يحظى بتقدير واحترام كبير من المسلمين فى جميع أنحاء العالم وقلوب المسلمين ترتبط به منذ القدم وحتى اليوم وستستمر إلى قيام الساعة، فضلا عن أن مشاعرنا تجاه المسجد الأقصى لا توصف بالكلمات، فهو جزء من عقيدتنا وديننا وثقافتنا، ولا يجوز الاعتداء على أى مصلًى أو دور عبادة لأى دين، حتى فى زمن الحروب التى تحظى بأحكام استثنائية محظور فيها إيذاء دور العبادة لغير المسلمين.

< هل تمت دعوة بعض الرموز والشخصيات العامة الممثلة للشعب الفلسطينى فى المؤتمر؟

<< يحضر ضمن ضيوف المؤتمر سماحة الشيخ محمد حسين مفتى القدس والديار الفلسطينية، والدكتور محمود صدقى الهباش قاضى قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، فضلاً عن مشاركة عالية المستوى من المنظمات الأممية والعالمية.

< ما الرسالة التى يقدمها المؤتمر العالمى المقبل؟

<< المؤتمر معنى بإبراز دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية فى مواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها البشرية فى الألفية الثالثة، ومن المنتظر مناقشة أهم التحديات التى تواجهها البشرية فى الألفية الثالثة وكيف ستتعامل معها الفتوى من خلال مجموعة من خلال لا محاور رئيسية، إضافة إلى عقد ورش عمل خلال المؤتمر تناقش مكافحة خطاب الكراهية، وتحليل خطاب الجماعات المتطرفة فى الألفية الثالثة، وكذلك صياغة البوصلة الأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعى دينياً وإفتائياً، ويحدونا الأمل أن نحقق النتائج المرجوة دون سطحية ولا تخوف.

< عنوان المؤتمر «الفتوى وتحديات الألفية الثالثة» كيف تواجه الفتوى والمؤسسات الإفـــتائــية التحديات الفكرية والأخلاقية والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكترونى؟

<< نعمل خلال فعاليات المؤتمر على بيان المنظومة الأخلاقية فى الإسلام، وبحث أثر هذه المنظومة فى استقامة المجتمعات، وكيف حاربت هذه المنظومة الجرائم المتعلقة بالتأثير على الفطرة الإنسانية الصحيحة كجريمة الشذوذ الجنسى ونحوها من نماذج السيولة الأخلاقية، ودور الفتوى فى ذلك.

كما يبحث المشاركون ظاهرة السيولة الفكرية فى الألفية الثالثة؛ والتى تظهر فى شيوع ظاهرة الإلحاد فى القرن الحادى والعشرين ودوافع ذلك وطرق معالجته ودور الفتوى فى ذلك، وكذلك شيوع خطاب الكراهية وآثاره ودور الفتوى المنضبطة فى مواجهته.

كما يناقش المشاركون الأمن الفكرى وكيفية تحقيقه عبر الفتوى والإفتاء، وبخاصة تأمين الشباب من أفكار التشدد والتطرف، ثم ينطلق التدارس والتشاور حول التحديات الأخلاقية والفكرية والاقتصادية وتحديا الفضاء الإلكترونى أيضا وذلك من أجل وضع طرائق المواجهه.

< ما أهداف المؤتمر، وماذا عن محاور المؤتمر التى تشمل كل التحديات التى تواجه الحاضر والمستقبل وعلاقتها بالفتوى؟

<< نهدف خلال المؤتمر إلى إبراز دور الفتوى فى القضايا الإنسانية المحورية، وتحديد أخطر التحديات التى تواجهها البشرية فى الألفية الثالثة، ودعم التوجهات العالمية لمواجهة التحديات الصحية والاقتصادية وغيرها، إضافة إلى التأكيد على ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة، ومواجهة السيولة الأخلاقية والفكرية ومحاولات طمس الفطرة السليمة التى خلق الله الناس عليها.

كذلك نسعى إلى التأكيد على دور الدين فى حياة الأفراد والمجتمعات، والتحذير من الانسياق نحو المادية وحدها، دون اعتبار للدين والقيم الإنسانية، والحث على مواكبة التقدم التكنولوجى والإفادة من معطياته بما يخدم البشرية ويحقق تطلعاتها، إلى جانب تحديد الضوابط اللازمة للتقدم التكنولوجى بما يكفل الحفاظ على الإنسان والبيئة والكون، وتطوير الأداء الإفتائى من خلال أدوات الفضاء الإلكترونى، وكذا مواجهة سلبيات الفضاء الإلكترونى، وأخيرا نهدف إلى الخروج بمبادرات إفتائية لمواجهة تحديات الألفية الثالثة.

أما عن محاور المؤتمر فيرتكز المحور الأول حول تحديات الألفية الثالثة «تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة»، أما المحور الثانى فيأتى تحت عنوان: الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية، بينما نناقش فى المحور الثالث تحدى آخر بعنوان: الفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكترونى.

فمنذ أن دخلت البشرية فى الألفية الثالثة وهى تواجه تحديات خطيرة، ربما لم تواجه مثلها من قبل، ومن هنا كانت فكرة المؤتمر العالمى الثامن للإفتاء الذى تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.

< حدثنا عن أزمة الزيادة السكانية وتنظيم النسل من المنظور الدينى؟

<< إباحة الشرع الشريف تنظيم النسل على المستوى الفردى، يتوافق مع الجهود التى تبذلها الدولة ومؤسساتها المعنية واتساق تشريعاتها مع الشرع الشريف ومقاصده العليا فى سبيل الحيلولة من حدوث انفجار سكانى نتيجة زيادة المواليد وكثرة الإنجاب على المستوى الجماعى، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما، لأن تنظيم النسل هو إجراء من جملة إجراءات تتخذها الدولة المصرية لمعالجة كل التحديات والمخاطر ما قد يعرقل مسيرة التنمية والعمران التى تتبناها القيادة المصرية التى من شأنها رفع شأن الأمة المصرية وتقويتها.

والمراد بـ«تنظيم النسل»، أوما يعرف بـ«تنظيم الأسرة» كما تعرفه منظمة الصحة العالمية، أن يتخذ الزوجان باختيارهما واقتناعهما الوسائل التى يريانها كفيلة بتباعد فترات الحمل، أو بإيقافه مدة معينة من الزمن يتفقان عليها فيما بينهما لتقليل عدد الأسرة بصورة تجعل الأبوين يستطيعان القيام على رعاية الأبناء رعاية متكاملة من غير خللٍ. ذلك لإن واقع العصر الحالى يدل على أن سبب شح الموارد هى الزيادة السكانية، ولا سبيل لحل هذه المشكلة إلا بتنظيم النسل لإحداث التوازن بين موارد الأرض وعدد السكان، فالهدف ليس الحفاظ على المجتمع من ضعف اقتصاده فحسب، بل يقصد به كذلك المحافظة على صحة الأم والطفل، ورفع المستوى المادى والأدبى لأفراد الأسرة، وهذا المعنى المراد من تنظيم الأسرة أمر جائز لا تأباه نصوص الشرع، ما دام هناك أسباب معتبرة شرعاً تدعو إلى تأخير الإنجاب مؤقتاً، وبشرط موافقة الزوجين عليه؛ وذلك بالقياس على جواز «العزل»، وفتوى دار الإفتاء مستقرة على مشروعية تنظيم الأسرة والمسألة أصبحت فى نطاق الواجب واللازم، لأن ذلك يحقق توازناً بين العدد السكانى ومقدرات الدولة.

< فى تصريح سابق لفضيلتكم قلتم إن هناك دراسة أجرتها دار الإفتاء حول 5500 فتوى تحرض على نبذ الآخر، وترفض التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.. من وجهة نظر فضيلتكم ماذا يعنى هذا العدد الكبير من الفتاوى من قبل الجماعات الإرهابية.. وكيف يتم التعامل معها؟

<< الدراسة كانت عبارة عن دراسة وصفية قامت برصد وتحليل أهم الفتاوى التى صدرت حول أحكام التعامل مع المسيحيين ودور عبادتهم، انطلاقاً من رسالة دار الإفتاء برصد كل الفتاوى الشاذة والآراء المتشددة، التى تحتاج إلى دراسة وبيان، ناقشت فتاوى تعامل المسلمين مع المسيحيين، وهو ملف شائك، تتخذ فتاواه المتطرفة من الطائفية سلاحاً لتفتيت الأوطان، وإيماناً من رسالة مرصد دار الإفتاء فى تفنيد مثل هذه الفتاوى المتشددة، قمنا بإعداد هذه الدراسة والوقوف على كل الفتاوى التى صدرت فى هذا الشأن، وتحليل الأحكام الشرعية التى حملتها الفتاوى محل الدراسة.

وهذه الدراسة رصدت مجموعة كبيرة من الفتاوى، تم اختيار 5500 فتوى منها كعينة للدراسة، نظراً لأن العديد منها يحمل الموضوع نفسه كالسؤال عن حكم تهنئة المسيحيين بعيدهم، أوحكم بناء الكنائس، حيث صنفت الدراسة هذه الفتاوى إلى موضوعات عامة تضم تحتها موضوعات خاصة مرتبطة بالموضوع أو مرتبطة بالحكم الشرعى.

وبدورنا أوضحنا الأحكام الخاصة بهذه الفتاوى، وهذه الدراسة وإن كانت تدل على عقلية متشددة ومتطرفة؛ ففى الوقت نفسه تتنافى تماماً مع ما جاءت به نصوص الشريعة الإسلامية الصريحة والصحيحة من الحث على حسن المعاملة والعيش المشترك والتعامل معهم بالبر والقسط؛ انطلاقاً من المبدأ القرآنى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين».

< ما دور مؤسسة الإفتاء فى القضاء عليها.. وكيف تتم حماية الشباب من الوقوع فريسة لتلك الفتاوى المسمومة؟

<< الشباب هم العمود الذى تقوم عليه المجتمعات، لأنها مرحلة العطاء، التى تمثل القوة، فالكثير من المجتمعات الضعيفة تجد فيها شبابا ضعيفا، والرسول «صلى الله عليه وسلم» حث الشباب على أن يكونوا أقوياء فى العقيدة، أقوياء فى البنيان، أقوياء فى العمل، وأول طريق الحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعى لديهم؛ لأن تزييف الوعى وتضليل العقل أخطر على الشباب من جميع مغيبات العقل ومذهبات الفهم كالمخدرات وغيرها، فغياب الوعى من أكبر الأخطار المهددة لهم؛ وهذا هو ما يعلمه أعداء الأمة وأعداء البشرية من حماة التطرف والإرهاب فيستخدمونهم باباً لتسريب أفكارهم ومعولاً لهدم أساس الأمة وبنائها.

والشباب يحظى باهتمام كبير من قبل دار الإفتاء المصرية، حيث بذلنا الكثير من الجهود من أجل تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة والمغلوطة وتنمية الوعى لديهم، فعقدت الدار المجالس الإفتائية بالتعاون مع وزارة الشباب، وقد عقدت فى العديد من مراكز الشباب بجميع محافظات مصر، كما استغلت الدار التحول الرقمى بها بأن سخرت كل الوسائل التكنولوجية للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه.

< يعمل أعداء الإسلام على تشويه صورة المسلمين فى الخارج.. ما الوسائل التى تقوم بها دار الإفتاء للدفاع عن الدين وإظهار الحقائق أمام الرأى العام فى الخارج؟

<< «الإسلاموفوبيا» أو العداء ضد الإسلام والمسلمين فى الغرب هى ظاهرة مرضية أسس لها خطاب التنظيمات المتطرفة المحسوب ظلماً على الإسلام يدعمه خطاب اليمين المتطرف فى الغرب، ومع احتدام المعركة بين الخطابين يتحول العداء إلى تطرف عنيف يسدد فاتورته المسلمون فى الغرب من دمائهم وأرواحهم، وقد أخذنا على عاتقنا نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام، التى نأمل أن تمنح العالم فهماً أفضل عن الإسلام، هذا الفهم بدوره يساعدنا جميعاً على أن نحيا معاً فى سلام واستقرار وتعاون متبادل»، ولذا نحن نسافر إلى بلاد عدة من أجل الشرح والتوضيح والإجابة عن التساؤلات، ولدينا تجربة فريدة فى تصحيح صورة الإسلام من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى، ولدينا إدارة للفتوى الإلكترونية والهاتفية، بالإضافة إلى إطلاق تطبيق فتوى برو الذى يخدم المسلمين فى الغرب مع مراعاة السياق المجتمعى لبلادهم.

< متى تم إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم وما الدور الذى تقوم به؟

<< أنشأنا الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم عام 2015، ومقرها بمصر، وتضم فى عضويتها أكثر من 80 دولة، وتقوم الأمانة العامة بالتنسيق بين دور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة فى مجال الإفتاء فى أنحاء العالم، بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائى لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائى علمى رصين، وزيادة فاعليتها فى مجتمعاتها حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية.

ويكمن الهدف الرئيسى من أول تجمع عالمى لدور الإفتاء هو محاربة الإرهاب والتصدى للتطرف الذى يستند لأقاويل واهية لا سند، ولا دليل شرعى عليها فى الدين الإسلامى وهذا التجمع الإفتائى يهدف إلى ترسيخ منهج الوسطية فى الفتوى، وتبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء الأعضاء، وتقديم الاستشارات العلمية والعملية لدور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائى، وتقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمى بصوره المختلفة.

ومن ضمن آليات هذا الكيان عقد مؤتمر علمى سنوى لمناقشة القضايا المستجدة، وإنشاء أكاديمية للتدريب على صناعة الفتوى، وإرسال قوافل إفتائية للخارج، لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وإنشاء موقع إلكترونى بعشر لغات لنشر رسالة هذا الكيان إلى العالم أجمع.

< أكدت فضيلتكم أن هناك دراسة لدار الإفتاء كشفت أن مواقع التواصل الاجتماعى عامل رئيسى فى خلل الأسرة وزيادة نسبة الطلاق.. كيف تتم معالجة هذا الخلل.. وبما تنصح رواد مواقع التواصل؟

<< تعاونا مع مركز البحوث الجنائية والاجتماعية لمعرفة الأسباب التى تؤدى إلى الخلل فى الأسرة فوجدنا مؤثرات مختلفة من بينها كثرة من الشكاوى فى أول 5 سنوات من الطلاق وهذا ما اضطرنا لبحث هذه الحالة، والدراسة كشفت جملة من الأسباب بدون ترتيب منها مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا عامل رئيسى فى خلل فى أسرة مستقرة، وكذلك تدخل الأهل دون ترك الأبناء يخوضون التجربة بنفسهم، فالأهل يتدخلون بتعصب لصالح الطرف الذى يتبعهم، فى ظل غياب الحكمة، وهناك عاملا آخر، وهو غياب الوعى عن العلاقة الزوجية، ومن أجل ذلك أنشأنا وحدة الإرشاد الأسرى بدار الإفتاء المصرية والتى حققت أهدافها المنوطة بها، وما زالت بفضل الله؛ لأنها تعتمد على مجموعة من الخبرات والكفاءات المختلفة التى تشمل الجانب الشرعى، والنفسى، والاجتماعى، والمهارى؛ لتستوعب بذلك التنوع كافة جوانب العلاقة الأسرية وما يحيط بها من مشكلات تحتاج إلى تحليل علمى دقيق لفهم الأسباب والدوافع والوصول إلى العلاج المناسب.

كما تحدث مفتى الجمهورية عن الإسلاموفوبيا أو العداء ضد الإسلام والمسلمين فى الغرب قائلاً هى ظاهرة مرضية أسس لها خطاب التنظيمات المتطرفة المحسوب ظلماً على الإسلام يدعمه خطاب اليمين المتطرف فى الغرب.

وأشار فضيلة المفتى إلى أن واقع العصر الحالى يدل على أن سبب شح الموارد هى الزيادة السكانية، ولا سبيل لحل هذه المشكلة إلا بتنظيم النسل لإحداث التوازن بين موارد الأرض وعدد السكان، فالهدف ليس الحفاظ على المجتمع من ضعف اقتصاده فحسب، بل يقصد به كذلك المحافظة على صحة الأم والطفل، ورفع المستوى المادى والأدبى لأفراد الأسرة، وهذا المعنى المراد من تنظيم الأسرة أمر جائز لا تأباه نصوص الشرع.

وأضاف المفتى أن أول طريق الحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعى لديهم؛ لأن تزييف الوعى وتضليل العقل أخطر على الشباب من جميع مغيبات العقل ومذهبات الفهم كالمخدرات وغيرها، مشيراً إلى أن غياب الوعى من أكبر الأخطار المهددة لهم وهذا هو ما يعلمه أعداء الأمة وأعداء البشرية من حماة التطرف والإرهاب فيستخدمونهم باباً لتسريب أفكارهم ومعولاً لهدم أساس الأمة وبنائها.