رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

جاء إلىَّ وهو هادئ الطباع وصاحب الصوت الخفيض محاولا إخفاء دموعه ليشكو لى ما فاجأته به زوجته وأم أبنائه، جلس ليحكى لى واصفا ما طلبته الزوجة منه بأنه نزل على أذنيه كطلقة رصاص ظنها طائشة لكنها هدت كيانه وأصابته فى مقتل، فطلبت منه أن يلملم أعصابه ثم يتحدث معى خاصة وأنه لم يعتد على مجالسة أحد ليشكو له، وبالفعل جلس أمامى وأخذ يبتلع ريقه الذى جف من انفعاله الداخلى فقد وصف اضطرابه وانفعاله الداخلى بأنه بركان، ثم وجه لى سؤالا استنكاريا: هل سمعت من قبل عن زوجة وأم لابنه صاحبة حالة مرضية رغم أنها مازالت فى المرحلة الابتدائية وولد صغير، أن تفاجئ هذه الزوجة زوجها بعد عشرة السنين هذه وتطلب منه أن يطلقها، وأن يكون راضيا بذلك، وأن يكون طلاقا رسميا، ثم قال لى شعرت وقتها بأن قلبى كاد أن يتوقف من سرعة نبضاته التى كانت سريعة بسرعة البرق وأنا أوجه لزوجتى سيلا من الأسئلة هل أخفقت فى خدمتكم أو احتجتم لأى شىء ذات يوم وكل طلباتكم مجابة قالت: أبدا هل وهل؟ فدارت رأسى وكأننى فى ساقية ملاهى ورفعت رأسها بيدى وهنا قالت أبدا لم أخن ولم أعرف غيرك أحدا وكدت أرتاب فى أمرها خاصة وأنا عندما أنتهى من عملى هنا أذهب لعمل آخر وأخرج منه فى ساعة متأخرة وأظل أبحث عن مواصلات حتى أصل الى بيتى فأكون قد وصلت لمرحلة إرهاق متوحشة ثم أنام ساعات قليلة لأستيقظ رغما عنى. لتدور الكرة العملية اليومية، وهنا لعب الفكر القذر فى رأسى ربما تعرفت على أى أحد وأنا فى دوامة العمل اليومية لكنها بادرتنى وحلفت أنها لا تعرف أحدا وأنها الست المصونة فخففت كلماتها هذه من وطأة فزعى وصدمتى، فقلت لها إذن ماذا حدث؟ قالت سأظل فى عصمتك ولكن بعقد «عرفى» يا للهول ماذا تقولين أصابك نوع من الجنون فالنساء يحاربن الرجال ويرفضن الزواج العرفى وكل منكن تريد أن تتزوج رسميا وأمام المأذون. فسألتها هل لو والدك موجود كان يوافق على هذا قالت بالطبع لا ولا أنا فقلت لها كلامك متضارب، فقالت كل هذا لأحصل على معاش والدى الكبير فرفضته وقلت لها أنا لا أستحل مالا عاما طالما أعمل وأجتهد وأنا الآن فى ريعان الشباب فألحت على ورفضته تظاهرت بالاقتناع  فهل أنا مخطئ. فأجبته بلا فكلامك صحيح تماما فتهللت أساريره وقبل أن ينصرف سألنى خائفا هل ممكن أن يتم الطلاق دون أن أشعر لا قدر الله رغم أننى أعلم أنها أقتنعت. فأجبته خيرا لا تقلب على رأسك المواجع. ثم انصرف ليأتى بعد عدة أيام ليقول إن عادتها تغيرت معى تماما فقلت له اسألها عن أحوالها ربما هناك ما حدث من هموم الحياة وأثر فى نفسيتها خاصة وأنت تعلم أنها فقدت والدها منذ فترة قريبة فعاد بعد عدة أيام ليخبرنى أنه فشل فى الحصول منها على إجابة تطمئنه عما حدث لها، فطلبت منه أن يعيد المحاولة ولا يظهر لها مخاوفه لكن محاولته كانت تقابلها زوجته بالصدود والهدوء المصطنع الذى يثير الشك والريبة فى نفس الزوج المسكين المفروم فى دوامة الحياة العملية، ثم بدأت الأحداث تتلاحق فقال لى إنه أبلغ إدارته من حضر ليعرف مفردات راتبه وكافة تعاملاته المادية، فقلت له ربما عليك ديون أو مشاكل أخرى، فقال لا وظل يبحث حتى نصحه البعض بأن يذهب ويبحث فى رولات المحكمة المخصصة لنظر تلك القضايا ويسأل هناك هل أقيم ضده أية قضايا ليقطع الشك باليقين، ليفاجأ بأن مخاوفه حدثت بالفعل، وذهب إلى بيته ليختبرها وقال لها إلى متى تظلين تصديننى فأنا زوجك وأنتِ من أحبتنى، وأبذل من أجلك وأجل أولادنا الكثير لإسعادكم، فأجابته بأنها أصبحت حاضنة الآن، وسألها كيف؟ فقالت له نم الآن حتى تستطيع الذهاب لعملك غدا وسوف تعلم بكل شىء، فأصر الزوج وواجهها برقم قضايا أقامتها عليه وأنها حصلت على الطلاق وهنا كاد الزوج المخدوع يبكى إلى هذا الحد أعيش فى بيتى دون أن أدرى ماذا يحدث وأصبح مخلوعا ليفاجأ الزوج بإقامتها عدة قضايا أخرى مثل النفقة وغير ذلك، وآثر السلامة وترك لها المسكن وخرج بحقيبة ملابسه يجرجر قدميه وتقطعه آلامه وأحزانه على بيت خربته زوجته الطامعة فى معاش والدها وذهب ليقيم مع والدته الست المسنة ليلعب القدر لعبته وتعلم الزوجة أن شقيقتها سبقتها فى خلع زوجها للحصول على ذلك المعاش وأصبحتا تتقاسمان المعاش الذى لم يكف كل واحدة وقال لى لقد انتقمت لى السماء الآن حقا {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} وأعوذ بالله ممن يكفرن العشير.