رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما هو تعريف الخلل البيئى؟ تعرف البيئة على أنها: كل ما يحيط بنا من إنسان وحيوان ونبات وجماد. وهذه العناصر متحدة معًا بعلاقات مختلفة ومتبادلة تشكل البيئة. ولابد من التوازن فى هذه البيئة، وإلا سيحدث خلل بيئى إثر نقص أحد العناصر أو تغيرها. إن أحد مسببات الخلل البيئى هو: التلوث بجميع أشكاله؛ وقد يكون هذا التلوث هوائيًا أو مائيًا أو تلوث التربة؛ مما يسبب خللًا يهدد الحياة على سطح الأرض، والذى يكون سببه الإنسان وأنشطته بشكل رئيس؛ فإلقاء عوادم المصانع والنواتج الكيميائية ذات السمية العالية فى البحار، ومجارى المياه يؤدى لتسمم المياه وتلوثها، ومن ثم تلوث التربة المجاورة لها، والهواء المحيط بها، وكذلك استخدامه المبيدات الحشرية بشكل مفرط، واستخدام الأشعة بأنواعها، وإنشاء المصانع بالقرب من الأحياء السكنية، وعوادم السيارات، والمواد الكيميائية المستهلكة يوميًا، كلها تؤدى إلى تلوث البيئة وضررها. إننا اليوم نبتعد بشدة عن الحياة الصحية السليمة التى كان أجدادنا يعيشون فى أطرها، وذلك بسبب التقدم التكنولوجى، وانفتاح باب الاختراعات الفتاكة على مصراعيه؛ فالكيماويات باتت تجرى فى دمائنا مجرى الدم؛ لشدة تعلق الإنسان بها واستخدامها؛ لزيادة المردود المالى، والإنتاج الضخم، وغيرها من الأهداف الأخرى. لقد وصل الأمر إلى إحداث مشاكل بيئية عالمية، تؤرّق المنظمات العالمية والباحثين فى مجال الصحة والسلامة العامة؛ فالدخان والغازات السامة التى تتصاعد يوميًا فى طبقات الجو العليا سببت ثقب الأوزون، وإدخال كميات كبيرة من الأشعة الضارة، وبذلك ظهرت أمراض جديدة، وتعقدت تلك البسيطة، فلا ريب أنك تسمع عن تزايد أعداد المصابين بأمراض السرطان بأنواعه، وأمراض الأجهزة التنفسية، والاضطرابات العصبية. لكن أخطر من ذلك كله آفة هذا العصر؛ وهو التلوث بالإشعاعات الذرية والنووية، نتيجة لاستخدام المفاعلات عسكريًا وصناعيًا. ونتيجة لتلوث الهواء؛ فإن المياه النقية المنهدرة من السماء تتلوث، وقد ظهر-أيضًا بسبب ذلك- ما يسمى بالمطر الحمضى، الذى يضر بالغطاء النباتى، والتربة والحيوان، وحتى الجمادات، كل ذلك أدى لقتل أعداد هائلة من الكائنات البحرية، ناهيك عن التلوث المائى الناتج عن ناقلات النفط ومشتقاته، والأملاح شديدة السمية؛ كالزرنيخ والزئبق، وأملاح المعادن الثقيلة؛ كالرصاص، وكذلك استخدام الأسمدة الصناعية والكيميائية بكثرة. ومن متطلبات عصر التكنولوجيا استخدام الأجهزة الإلكترونية، وقد أنتجت هذه الأجهزة نوعًا جديدًا من التلوث؛ بسبب ما يصدر عنها من أشعة ضارة.

إن أشد ما يثير الغرابة؛ أن المسبب الرئيس لهذه السلسلة الطويلة من التلوثات هو الإنسان، وهو أول من ينال عواقب التلوث الوخيمة أيضًا؛ فهى دائرة لا تنتهى من المؤثرات والمتأثرات ضمن إطار البيئة التى نحياها على سطح الأرض.