رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

لا أعرف منذ متى توصل الإنسان إلى أن التصفيق هو أكثر الأفعال البشرية حاليًا تعبيرًا عن الإعجاب: إعجاب بكلمة... بفعل... برد فعل... بحركة. وكلما زاد الإعجاب طالت مدة التصفيق واشتعلت حرارته.
بنظرة بسيطة نكتشف بيسر أن الذين نالوا أكبر نصيب من التصفيق ينحصرون تقريبًا فى الزعماء السياسيين والفنانين ولاعبى الكرة ونجوم السيرك. لأنهم يعرضون (مهاراتهم) على الحشود، فينتزعون منها مقدار ما يستحقونه من تصفيق.
فى تاريخ مصر المعاصر يمكن لنا أن نقول بيقين كبير إنه ما من رجل أو امرأة حصد أو حصدت أكبر قدر من التصفيق مثل السيدة أم كلثوم، وسأوضح توًا لماذا أميل إلى منح صاحبة (رق الحبيب) النصيب الأكبر من الأيادى الملتهبة.
بالنسبة إلى الزعماء السياسيين، فلا ريب فى أن الجماهير غمرت الزعيم سعد زغلول بتصفيق حاد كلما سمعوا خطبه أو شاهدوا موكبه، وقد عرفنا ذلك من كتب المؤرخين ومن روايات نجيب محفوظ، لكن الحظ لم يسعدنا برؤية الرجل وعشاقه وأياديهم الملتهبة رأى العين، فقد رحل عام 1927، قبل أن تنطق السينما وقبل أن نعرف التليفزيون.
كذلك حظى الزعيم مصطفى النحاس باشا بقدر كبير من التصفيق الحيوى النابع من قلوب المصريين، والأمر نفسه تكرر مع مكرم عبيد باشا، وقد ذكر لى المرحوم الوالد عبدالفتاح عراق أنه حضر له أكثر من خطبة، وأنه كان خطيبًا مفوهًا أبهج الناس بحنجرته المدوية.
من حسن الطالع أننا شاهدنا تسجيلات كثيرة للزعيم جمال عبدالناصر، وقد رأيته بنفسى وأنا صبى حين مرّ موكبه أمام بيتنا بمنطقة المؤسسة بشبرا الخيمة، والكل يعرف كيف تلقى الرجل التصفيق الأصيل من قبل الملايين فى مصر وخارجها.
أما نجوم المسرح والسينما، فقد تابعنا كيف تلقى كل من فؤاد المهندس وسميحة أيوب وسناء جميل وعبدالله غيث وشويكار وعادل إمام وغيرهم آيات الإعجاب من قبل جماهير المسرح، كذلك لاحظنا الحفاوة التى كان يستقبل بها الناس عبدالحليم حافظ وشادية وفايزة ونجاة ووردة ومحمد رشدى وغيرهم، والأمر تكرر مع لاعبى الكرة أمثال صالح سليم ومحمود الخطيب وحسن شحاتة وحسام حسن ومحمد صلاح وغيرهم.
لكن نصيب كل هؤلاء من التصفيق فى كفة، ونصيب السيدة أم كلثوم فى كفة أخرى، فصاحبة (الأطلال) ظلت تغنى بانتظام أمام الناس منذ عام 1923 حتى 1972، أى نصف قرن إلا قليلا، وهو ما لم يحدث مع أى زعيم سياسى أو ممثل أو لاعب كرة أو مطرب. كما أنها فى العام الواحد كانت تقدم العديد من الحفلات، وفى كل حفلة تشدو بثلاث أغنيات على الأقل (بعد 1967 اقتصرت الحفلة الواحدة على تقديم أغنيتين فقط).
تخيل معى كم التصفيق الحاد الذى كانت تتلقاه فى الأغنية الواحدة فيسعدها، ومن حسن الحظ أن اليوتويب يحتفظ بعشرات الأغنيات لصاحبة أنصع سمعة فى تاريخ الغناء العربى.
رجاء... عندما تنصت إلى أم كلثوم... انتبه إلى حجم التصفيق الملازم لها.