عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

يعتقد كثيرون أن الجلوس على كرسى حكم أية دولة أمر سهل، وأن الرئيس يملك عصا موسى وقوة فرعون، والحقيقة غير ذلك تمامًا، حتى ولو كانت هذه الدولة مجرد نقطة صغيرة على خارطة العالم، فما بالك بدولة فى حجم مصر، ووطن يضرب بجذوره فى أعماق الأرض، وشعب ذكى يعرف عدوه من صديقه، ومن يريد تقدمه، ومن يتمنى زواله من على وجه الأرض.

إن ما تواجهه مصر منذ أحداث ثورة 25 يناير، يصعب على أى رئيس أن يتحمله إذا كان لديه مشروع كبير لاسترداد دولة اختطفت بفعل فاعل، وانهارت كل مؤسساتها فى أيام معدودات، وتجرع شعبها مرارة الفقر.

وإذا ما عدنا إلى الوضع قبل تسع أو عشر سنوات، سندرك إلى أى مدى كنا منحدرين نحو القاع، عجز شديد فى الموازنة، تفشى رهيب فى البطالة، انهيار فى التعليم والصحة والزراعة والتجارة والصناعة، والنقل والمواصلات، رغم عدم وجود مشروعات قومية ضخمة كالتى نراها الآن فى جميع المحافظات.

لا أقول إننا اليوم، صنعنا معجزات، ولكن على الأقل أصبحنا فى وضع أفضل مما كان بمشروعات عملاقة تكلفت آلاف المليارات من الدولارات، تمثل قيمة مضافة قوية لأصول الدولة والبنية التحتية وحصن أمان لأبنائنا وأحفادنا فى المستقبل، ولولا هذه المشروعات ما تمكنا من الصمود فى وجه أزمات عالمية هزت دولًا كبرى ومتقدمة.

ورغم نجاح ثورة 30 يونيو فى تحقيق بعض أهدافها، ومن أهمها الاستقلال الوطنى بعيدًا عن السطوة الدينية، وتأسيس دولة مدنية حديثة، إلا أن الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية لم تمكن الرئيس السيسى وحكومته من إنجاز بقية الأهداف، والطموحات فى الوقت المنشود.

فلم يكن الطريق ورديًا، بل كانت وما زالت هناك تحديات تنوء بتحملها الجبال، ناهيك عن كورونا ومتحوراته، والحرب الأوكرانية الروسية، وانخفاض إمدادات الطاقة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وجميع المواد الخام، ومع طول أمد انتظار جنى ثمار التحمل وشد الحزام، بدأ الياس يتسلل إلى قلوب بعض المصريين، الذين يرون الصورة على غير حقيقتها، مشوهة ومنقوصة من وسائل ومصادر وجماعات تحاول تحقيق مصالحها الشخصية والإيديولوجية خلف عباءة الانتخابات الرئاسية.

ولذا يجب علينا أن نتخذ كل الحيطة والحذر مما يحاك لنا سرًا وجهرًا، ليس فقط من الأشرار والأعداء بل من بعض الأصدقاء والجيران، الذين يساومون مصر باستغلال لحظات ضعفها وانهيار عملتها لتحقيق ما يحلمون به من صعود وسيطرة على كتفها وجسدها وكرامة شعبها.

أيها المصريون.. خوضوا معركة الوعى بالحكمة واليقظة، لا تتركوا الدولة وهى الأرض والشعب فريسة لحملات ممنهجة ومغرضة تستهدف إسقاطها وضرب مشروع الاستقلال الوطنى الذى تواجه به مصر مشروع الشرق الأوسط الكبير وما يحمله من تفتيت وإذلال لكل شعوب المنطقة.

سيقول البعض إننى أطبل للنظام، كلا والله، فأى نظام زائل ومصر هى الباقية،  وكثيرًا ما اختلف مع الحكومة فى بعض قرارتها وخطواتها، ولكننى ضد أى محاولة تستهدف الاستقرار السياسى والأمنى وتقويض الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لدولة تتعرض لمؤامرة كبرى من دول بعينها تريد تركيع رئيس مصر الذى تجاوز الخطوط الحمراء للصهيو أمريكية وحلفائها ببنائه جيشًا قويًا أصبح خطرًا على مشاريع إسرائيل العسكرية والاستراتيجية، ونجاحه فى بسط نفوذ سياسى مكنه من السيطرة على كل ملفات المنطقة إقليميًا ودوليًا.

اختلفوا فى الرأى، اخرجوا إلى صناديق الاقتراع، واختاروا من تشاءون رئيسًا، تجاوزوا العقبات وانتقدوا الممارسات غير المسئولة، ولكن لا تحرقوا مصر ولا تهدموا الوطن، حافظوا على المكتسبات التى تحققت والمليارات التى أنفقت، فإن سقطت مصر هذه المرة لن تقوم بعدها، وسندفع جميعًا الثمن غاليًا.
المقال القادم.. الخطوط الحمراء ومؤامرة إسقاط مصر