عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمنى المفصل للانتخابات الرئاسية؛ المصريون بدءوا فى التوافد على مكاتب الشهر العقارى فى جميع المحافظات، وسواء كان هذا الحشد ذاتيا أو عبر تحالف الأحزاب المصرية فهو حشد محمود ومشاركة مطلوبة، حزب الوفد أعلن حصول الدكتور عبد السند يمامة على تأييد 24 نائباً لاستيفاء متطلبات الترشح الدستورية والقانونية. الحركة المدنية هى الأخرى أعلنت عن ترشيح كل من جميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور، وفريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وأعلن حزب العدل تأييد ترشيح زهران. فى حراك ومظهر ديمقراطى تعددى يليق بانتخابات رئاسة مصر.

لكن بالقطع ذلك الحراك لا يعجب البعض؛ على رأس هؤلاء فلول المحظورة وقطعانها الالكترونية، وأبواقها الإعلامية المأجورة من الخارج، وقبل ذلك كله مرشحها المحتمل الذى أعلن بقايا قيادات الجماعة الهاربة دعمهم وتأييدهم الصريح له فى مسعى حثيث، ومحاولات مستميتة لعودة عقارب الساعة للوراء، لكن هل تعود؟؟

تعاقب الانتخابات والاستحقاقات التى يشارك فيها الشعب بالاختيار هى أحد أهم المؤشرات للديمقراطية على المستوى العام، غير أن من أبرز محددات نزاهة وشفافية الانتخابات ـــــ ليس فقط ما يتعلق بإدارة العملية الانتخابية ـــــ لكن ما يتصل بشكل مباشر بشفافية ونزاهة المرشحين وعدم خداع جمهور الناخبين، وهى من القضايا ذات الحساسية الكبيرة فى الانتخابات الأمريكية على سبيل المثال. غير أن مرشح الجماعة المحتمل، والذى دائماً ما يستدعى مصطلحات الديمقراطية والنزاهة والشفافية فى أحاديثه المطولة سواء فى لقاءات مباشرة فى مختلف المحافظات أو عبر صفحته الرسمية، وبين قوسين يتحدث فيها بحرية تامة. لم يرد علينا حتى الان بمنتهى النزاهة والشفافية حول حقيقة دعم الجماعة المحظورة له فى الانتخابات القادمة.

قولاً واحداً؛ لا عودة للوراء. ولن تكون الانتخابات القادمة جسرا تعبر عليه الجماعة مرة أخرى للحياة السياسية فى مصر. وهل ننسى؟؟

هل ننسى الدماء التى أريقت، والكنائس التى حرقت، وحتى مساجد لم تسلم منهم، ولنا فى حادث مسجد الروضة بشمال سيناء ـــ الذى مثل واحدة من أكثر حوادث الإرهاب دموية فى تاريخ مصر ـــ عبرة وعظة.

هل ننسى أن ولاء الجماعة وأعضاءها أولاً وأخيراً طالما كان وسيظل للجماعة وللتنظيم الدولى، وليس مصر الوطن. فى تصريح مثبت لمرشدهم السابق. قال بالحرف «طز فى مصر». فى تصريح آخر أيضاً مثبت وموثق. قال: لا يهم أن يحكم مصر مواطن مصرى . فليكن ماليزى أو نيجيرى، لذلك أعضاء هذه الجماعة ولاؤهم لمكتب الإرشاد أكبر من ولائهم لمصر.

الدروس الأبرز من مسار الجماعة المحظورة منذ يناير 2011، جميعها دروس سوداء كتبت بالدم والدمار؛ الدرس الأول؛ أن مكانة مصر فى تفكيرهم ليست كمكانتها فى قلوبنا، تربينا جميعا على أن مصر تستحق أن نبذل الجهد فوق الجهد من أجلها بالنسبة للجماعة؛ مصر مجرد إمارة فى مشروع عالمى ضخم مش مهم مصلحة الإمارة، المهم المشروع الأكبر، لم نر حماسة لدى نواب الجماعة فى البرلمانات حتى 2013 أكثر من حماستهم فى الدفاع عن مصالح لا تريد بالضرورة الخير لمصر.

درس ثان تعلمناه؛ أن أعضاء الجماعة يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، يزعمون أنهم أهل الفضيلة، مع ذلك عرفنا أن أفضل أساليبهم الانتخابية إطلاق الشائعات على الدولة وتشويه المنجزات، يزعمون أنهم أهل الحق، يزعمون أنهم لا يفرقون بين المسلم والقبطى، أفعالهم، على النقيض تؤكد أنهم يفرقون بين المسلم والمسلم، المسلم الإخوانى والمسلم غير الإخوانى. رسالة مكتب الإرشاد لأعضاء الجماعة، الانتخابات صراع بين أهل الحق وأهل الباطل مصر بالنسبة لمكتب الإرشاد. أصبحت مقسمة إلى فئتين، المسلم الإخوانى من أهل الحق. المسلم غير الإخوانى اللهم اغفر له، فما بالك بالمصرى القبطي!!

درس ثالث تعلمناه؛ أن الجماعة المحظورة لا تمارس السياسة بصورة أكثر فضيلة، لتحقيق أهدافهم، قد يخادعون، قد يتظاهرون، قد يدافعون عن الشيء ونقيضه فى الوقت نفسه، لا يعترفون بدور دار الإفتاء أو مشيخة الأزهر ويطلقون أحكاماً دينية على مواطنين. يتحالفون مع الشيطان لتحقيق أهدافهم، وكل التحركات مباحة مادام هدف العودة للحكم باقياً. المشكلة أن من يتحالفون معهم لا يتعلمون الدرس.

الديمقراطية تأتى مع فوائد، لكن لها تكاليف ومثالب أيضاً، من أبرز مثالب ومساوئ الديمقراطية؛ استغلالها، التلاعب بها وعليها، والابتزاز السياسى بها. هذا ما يحدث الآن؛ استدعاء الجماعة مرة أخرى استغلالا للحدث الانتخابى المهم، ومغازلة أعضائها والتستر تحت مظلة الديمقراطية التى تحتوى وتتسع للجميع، وهو عبث انتخابى، وتحايل سياسى من أجل استجداء أصوات المحظورة الانتخابية، واستغلال حالة الثأر والرفض بين الشعب والجماعة التى أصبحت ملفوظة من عموم المصريين، وهو ما لم ولن يكون على حساب الوطن.