نيرة أشرف جديدة.. تحليل نفسي لشخصية الشرير في قصة فتاة مدينة نصر
يُتابع المصريون باهتمامٍ بالغ تفاصيل جريمة إنهاء حياة شابة في عُمر الزهور على يد خطيبها السابق في مدينة نصر، وكيف لا وهي تُذكرهم بقصة الشابة نيرة أشرف التي لم تجف دموع أحبتها بعد.
اقرأ أيضاً: علة المرض النفسي والجرائم البشعة.. حينما يكون الجنون قشة الغريق الأخيرة
وبالتأكيد سيكون المُجتمع حريصاً على القصاص لروح الشابة التي غدر بها خطيبها السابق ليتحقق مبدأ الردع الذي يضمن الحفاظ على حياة المزيد من الفتيات.
شرير جديد يسير على خُطى محمد عادل..الوعي هو الحل
أزهق الشاب وهو في نهاية عقده الرابع روح خطيبته السابقة بعد أن رفض استيعاب الانفصال بينهما، واختار الجاني الحل الشيطاني فوضع عقله جانباً، وانتزع قلبه وحل مكانه صخرة قاسية، وسلم زمام نفسه بطيب خاطر لإبليس الشر الذي قاده إلى الجحيم بخطواتٍ خضبت السبيل إلى النار بقطرات حمراء.
وسيكون من المُفيد معرفة رأي الطب النفسي في تحليل شخصية الجاني، ولماذا أقدم على اتخاذ هذا القرار الذي سيُغير ماتبقى من عُمره للأبد، وسينتظره في يوم الحساب عقابُ غليظ فقد أسال دماً حرم الله إراقته:
ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريحاتٍ خاصة لبوابة الوفد :"ما حدث نتاج قلة الوعي والثقافة، نحن نعيش زمن مسخ ثقافي يقل فيه الوعي وتنهار فيه القيم وتتراجع فيه العلاقات المُجتمعية".
وحلل الدكتور فرويز دوافع الجريمة، وقال :"حينما شعر القائم بالجريمة بالضغط استحضر في عقله قصة محمد عادل (مُنهي حياة نيرة أشرف) الذي دافع عنه البعض واصفاً إياه بـ(البريء)، فظن أنه بهذا التصرف سيأخذ حقه كما لو كُنا قد عُدنا لزمن الغابة".
وأضاف مُجيباً على السؤال بشأن كيفية منع تكرار هذه الحوادث :"علينا أن نرفع الوعي، وهذا دور المسجد والكنيسة والمسئولين في وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم فضلاً عن الصحافة والإعلام".
وتابع :"هُناك حاجة لتضافر الجهود بشكلٍ مُتكامل بهدف تغيير الفكر ورفع الوعي، وإذا كانت الدولة تقوم ببناء المُنشآت الحديثة فعلينا أيضاً أن نحرص على الارتقاء بفكر البشر".
ووجه الدكتور جمال فرويز بأصابع الاتهام للتغطية الصحفية لواقعة الراحلة نيرة أشرف، ذاكراً أنها كانت سبباً في وضع هالة حول شخصية الجاني تدفع الآخرين للسير على خُطاه.
وأوضح :"بعض التغطيات الصحفية دافعت عن محمد عادل ووصفته بالبريء، بل قام البعض بترويج فكرة جمع الأموال لدفع الدية، والبعض ألقى باللوم على الضحية، وخرج تقرير بالبُنط العريض بعنوان محمد عادل بريء".
وتابع :"بعض مُتلقي الأنباء يكتفون بالعنوان ولا يقرأون التفاصيل"، وأشار الدكتور فرويز في هذا الصدد إلا أن اقصة نيرة ومحمد عادل جذبت بتفاصيلها الأضواء، في حين لم يتم تناول حُكم القصاص وتنفيذه إلا بالنذر اليسير من التغطية.
