عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

عز الدين نجيب الذى نودعه اليوم بعد حياة شديدة الثراء وسنوات من الكفاح والنضال _ هو أحد قادة الفكر الحقيقيين فى مصر والعالم العربى، له دور كبير جدا فى تأسيس أكثر من سبعة قصور ثقافة مثل قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية (١٩٦٣_١٩٦٤) وقصر ثقافة بورسعيد (١٩٦٤_١٩٦٦) وقصر ثقافة كفر الشيخ أسسه وصار مديرا له حتى عام ١٩٦٨.

ومن بين عشرات المراكز الثقافية والفنية والأدبية والفكرية التى أسسها مجمع الفنون بمدينة ١٥ مايو، عين مديرا له كما أدار مراكز الحرف التقليدية التشكيلية، وله فضل كبير فى تطوير مراسم الأقصر كما انتدب أستاذا غير متفرغ لتاريخ الفن والتذوق بكليات الفنون الجميلة والتربيه الفنية بالقاهرة حتى أحيل إلى المعاش فى عام ٢٠٠٠.

عز الدين نجيب من الصعب تلخيصه فى مقال ومن الصعب حصر ما قدمه خلال عمره المديد ٨٣ عاما (١٩٤٠_٢٠٢٣) ولكنى أركز فقط على جوانب تخفى عن البعض منها الجانب الأدبى وقد أصدر عز مجموعة مهمة من الروايات والمجموعات القصصية أولها مجموعة قصصية بعنوان المثلث الفيروزى عام١٩٦٨ ثم توالت أعماله، أغنية الدمية، وتم طبعها فى دمشق ١٩٧٥ ثم فى القاهرة ١٩٨٧. ثم مشهد من وراء السور ونقطة صغيرة قرب السماء، ومن أهم رواياته نداء الوجه والمسافر خانة ودبيب العقرب، إلى جانب اثنى وعشرين كتابا عن أزمات الثقافة المصرية.

عز الدين نجيب له ثلاثون معرضًا تشكيليا خاصًا تتميز ببعد عربى قومى، وكثير من لوحاته شارك بها فى معارض عالمية فى لندن وباريس وروما.

عز كان صديقا للمبدعين وودودا يسأل عنا دائما ويطمئن على إنتاجنا الأدبى والفنى وكان شديد التواضع، أذكر أننى كتبت عنه مقالا فى مجلة الإذاعة والتليفزيون بعنوان خليفة ثروت عكاشة، وفوجئت به يعاتبنى بهدوء ويقول: هذه مبالغات وأقوال أكبر من حجمى بكثير.

وفى إحدى ندوات أتيليه القاهرة عن ديوانى ( هذه الروح لى ) قال عنى كلاما استفدت منه كثيرا ولكنه نبهنى ألا أقلد أحد الشعراء الكبار مثل محمد عفيفى مطر. والحقيقة أننى اعتبرت هذا الكلام درسا بليغا لا يمكن أن أنساه أو أهمله. كانت توجيهاته لنا جميعا تصب فى خانة الضمير الحى الذى من شأنه أن يرشدنا بوعى وثقة نحو الأفضل.

عز الدين نجيب قاوم خلال مشوار حياته عشرات العراقيل ولم يستسلم أبدا لواحدة منها بل كان يقول دائما يا أهلا بالمعارك. ولكن كل معركة كان يخوضها وينتصر فيها كانت خريطة لنا نحن تلاميذه المخلصين الأوفياء لكلامه بل وتراثه الذى أتمنى من الدكتورة نيفين الكيلانى أن تنشئ للراحل الكريم عزالدين نجيب متحفًا خاصًا به يمتلئ بلوحاته وكتبه ويشتعل بندوات أدبية وفنيه ليعرف الجيل الجديد من هو عزالدين نجيب.  

[email protected]