عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل توجد لدينا إحصائيات سنوية بأسماء وأعداد المهرجانات الثقافية والفنية التى تتم إقامتها تحت رعاية وزارة الثقافة، خاصة أن تلك المهرجانات ليست جميعها رسمية تابعة للوزارة وإنما معظمها خاصة من مؤسسات عدة أو هيئات فرعية سواء فى مجال المسرح أو السينما أو الأغنية، والنتيجة تعدد الجوائز وكثرتها ومحلية المهرجان وبعده عن الدولية وأى مشاركة جادة وفعالة من قبل مؤسسات مهمة فى مجال المسرح والسينما على المستويين الإقليمى والعالمى ذلك لأن هذه المهرجانات أصبحت نوعًا من المظهرية الإعلانية والتسويقية للبعض، ومصدرًا للرزق واكتساب أموال وعقد علاقات ومصالح للآخر.

 توجد هيئة عليا للمهرجانات تابعة لوزارة الثقافة ولكن للأسف مازالت الصداقات والمصالح والتوازنات هى المعيار، فليس من المنطقى أن يتصحر الإنتاج المسرحى والسينمائى فى مصر المحروسة التى كانت مهدًا لفن المسرح منذ قرابة القرنين من الزمان مع فرقة «يعقوب صنوع» فى نهاية القرن التاسع عشر 1876 وبدايات القرن العشرين وظهور عمالقة المسرح المصرى الذين أثروا الحياة الفنية التى أبدعت فن المسرح مع الموسيقى والأوبريت فكان الشيخ «سلامة حجازي» وفنان الشعب العبقرى «سيد درويش» ومع ثورة يوليو كان للمسرح المصرى السبق والريادة لكُتاب مسرح أمثال «ميخائيل رومان» و«نعمان عاشور» و«بديع خيري» و«الفريد فرج» و«سعد الدين وهبة» و«توفيق الحكيم» و«عبد الرحيم الزرقاني» و«يوسف إدريس»، حتى «فاروق جويدة» اقتحم مجال المسرح الشعرى فى ثمانينيات القرن الماضي، ولا ننسى «لينين الرملى» بكل إبداعاته الساخرة الرمزية الاجتماعية.
وحين ظهرت موجة المسرح التجريبى مع نهاية القرن العشرين وبداية الألفية فى عام 1988 توسمنا انفراجة بعد الهبوط الذى أصاب المسرح المصرى مع المد الخليجى ودخول ما يسمى مسرح الكباريه السياسى على يد بعض الكتاب المتميزين أمثال «جلال الشرقاوي» و«نهاد صليحة».
ولكن سرعان ما اقتحم المجال ممثلون ومنتجون لمسرحيات المقاولات الصيفية لجذب السائحين العرب وحينها تحولت المسارح إلى مسارح للربح السريع والمتعة والسياسة والترفيه وانتهى دور المسرح، حتى مسارح الدولة أصبحت على الهامش، فميزانية الوزارة  تنفق على الموظفين والرواتب ولا يوجد تطوير فى المسرح وخشبته وآلياته وتقنياته، ما بالك بالنص والمحتوى، حتى الصناديق الخاصة داخل الوزارة يسيطر عليها أسماء بعينها على الرغم من أنها كانت بارقة أمل للكثير من المشتغلين والمهمومين بالفن المسرحى. أما السينما فدور الدولة صار هامشيًا، كما أن الإنتاج تمتلكه شركات خاصة وحتى الأفلام الجاذبة التى كانت تغرق الأسواق ودور العرض فى مواسم الأعياد والصيف تدهورت وغاب عنها النجوم والكتاب ولم تعد صناعة السينما تلقى ذات الاهتمام الفنى فى الكتابة والإبداع خاصة بعد اقتحام المنصات العربية والأجنبية لسوق الإنتاج الإلكترونى الجديد وبشراكة دولية وعربية تتحكم فى الأفلام والمسلسلات وفى صناعة السينما.