رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

ﻗﺮﻳﺒﺎً.. ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وأﻋﻴﺎد ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ اﻷﻗﺒﺎط

أسباب توزيع «الرمان والريحان» فى عيد الصليب المجيد بكنائس مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

ذكرى رحيل القديس برسوم العريان بديره فى المعصرة

 

 تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأربعاء المقبل الموافق 27 سبتمبر الجارى، بمناسبة عشية عيد الصلب المجيد، وتستمر الفعاليات فى كافة الإيبارشيات الموجودة فى ربوع مصر لمدة 3 أيام.

 

عيد الصليب فى الكنيسة القبطية

يُعد عيد الصليب أحد الأعياد المعروف كنسيًا بـ«السيدية الكبرى» ذلك بسبب تعلق المناسبة بالسيد المسيح، وتحتل هذه الذكرى مكانة خاصة لدى الأقباط بل لكافة أتباع المسيحية من مختلف الطوائف نظرًا لأهمية الصليب كرمز يعكس ماعاشة السيد المسيح من أجل خلاص الأمة. 

يأتى الاحتفال بالعيد بعد مرور 17 يومًا من رأس السنة القبطية وأحتفال النيروز، كما يتزامن مع ختام نهضة وعيد «القديس برسوم العريان بالمعصرة»، وتشهد الكنائس احتفالها بهذه المناسبة 3 مرات خلال العام، الأولى يوم الجمعة العظيمة الذى شهد صلب السيد المسيح فى أسبوع الآلام قبل عيد القيامة الذى يقام سنويًا فى شهر أبريل، أما المرة الثانية فعيد اكتشاف والعثور على الصليب بفضل القديسة هيلانة والد الملك قسطنطين، والثالث هو استعادة «خشبة الصليب» فى عصر الإمبراطور هرقل. 

 

وصف صليب السيد المسيح

توصل المؤرخون أن الصليب المصنوع من خشب الصنوبر، ويتكون من قائم يبلغ ارتفاعة (4.8) سم، العرض يتراوح طوله من (2.3-2.6) متر، حجمه حوالى 178 ألف متر مكعب ووزنة 90 كيلو جرام تقريبًا.

 

3 تواريخ تعيد ذكرى العثور على الصليب

 وهى هذه المناسبة تعيد الكنيسة ذكرى مهمة تحرص على إحيائها سنويًا لتخبر أجيالها المتعاقبة ما مر به السيد المسيح وتاريخ أتباعه على مر العصور، ويرجع الاحتفال بعيد الصليب هذه المرة بتاريخ «17 توت» إلى ذكرى عثور الملكة هيلانة، التى أحبت المسيح حبًا جمًا وحرصت لى تقديم الساعدة للمسيحية فى مختلف بقاع الأرض، تذكر الكتب التراثية أنه خصصت 3 آلاف جندى، من أجل العثور على موضع الصليب الذى صُلب عليه المسيح، وحين وجده ورفعه على جبل الجلجلة بالعاصمة الفلسطينية «القدس»، وكان حينها حسب ما ذكر فى المراجع أنها كانت أرض مطمورًا بالقمامة بفعل اليهود، وحين عثرت الملكة، على هذه الثروة أصدرت قرار ببناء «كنيسة القيامة» حوله فى هذه المنطقة تكريمًا لهذا الحدث الجليل. 

يرتبط هذا العيد بواقعة الصلب الشهيرة على جبل الجلجلة، وبعدها اختفى الصليب ولم توجد له أثار باقية رغم محاولات البحث من قبل الجماعات المسيحية هناك، ويرجح التاريخ أن تكون صعوبة العثور على الصليب كانت بسبب الرومان الذين طمروه بالرمال، وشيدوا معبدًا لهم، حتى جاء عام 326 ميلادى، وأحضرت القديسة هيلانة جنودها للبحث عن خشبة الصليب المقدسة، وعلمت أنه مدفون بعيدًا عن معبد «فينوس» الذى أقامه الأمبراطور أدريانوس، فأمرت بالعثور عليه فوجدت 3 صلبان واحتارت فى أمرها، وبحسب ما ذكرت الكتب المسيحية لجأت فيما بعد إلى البطريرك مكاريوس، فأرشدها بوضع واحد تلو الآخر على أحد المرضى، وتروى الكتب المسيحية انها حين تحققت المعجزة تم الإعلان ورفع الصليب الذى احتضن آلام السيد المسيح. 

 

توزيع «الرمان والريحان» فى عيد الصليب

لا عجب من ربط الأعياد والاحتفالات فى الكنيسة المصرية بالنباتات والتقاليد المتعلقة بالطبيعة، فهذا موروث فرعونى نما فى وجدان الحضارة القبطية التى يؤول إليها الفضل فى بقاء الكثير من الكلمات والتواريخ والعادات حتى وقتنا هذا، وكغيرها من الفعاليات احتاد الأقباط فى عيد الصليب على حمل وتوزيع ثمرتى «الرمان والريحان»، لما يحملان من رمزية كبيرة ومعان روحية جليلة. 

تعكس فاكهة «الرُمان» رمزية لوحدة المسيحيين والكنيسة، بشكلها الدائرى يأخذ وصف الكرة الأرضية وحبوبها الداخلية تمثل الدول والعوالم، ومدى قربها تعبر عن وحدة وحدود أتباع السيد المسيح، وأما عن الجزء المرتفع فى القشرة الخارجية فيمثل شكل «التاج» الذى كان على رأس المسيح، أما وضع الريحانة مع هذه الفاكهة، وتعبر هذه النبتة على الرائحة الطيبة للصليب، أما لونها الأخضر فهو رمزًا للحياة. 

 

اختلاف الطوائف فى الاحتفال بعيد الصليب المجيد

تحتفل الطوائف المسيحية خارج مصر بهذه المناسبة يوم 14 سبتمبر لأسباب خاصة بالعامل الجغرافى والذى يلعب دورًا كبيرًا فى فرق توقيت الاحتفالات فى كثير من المناسبات التى تتوحد عليها كافة الكنائس الشرقية والغربية.

 

تاريخ العثور على صليب المسيح

وتقيم الكنائس القبطية احتفالها فى هذه المناسبة، للمرة الثانية بعيد الصليب، يوم 10 برمهات الموافق شهر مارس، وفى المرة الثالثة التى تعيد ذكرى نجاح الإمبراطور الرومانى هرقل فى استعادة القاعدة التى وضعت فوقها «الصليب» بعدما أخذها «الفرس» أثناء فترة الحروب المتتالية بين الروم والفرس حين عادوا منهزمين من مصر إلى بلادهم أمام هرقل، ومروا إلى القدس فى طريقهم فدخل أحد جنود الفرس إلى الكنيسة التى شيدتها الملكة هيلانة، وتروى الكتب المسيحية أنه رأى نورًا ساطعًا يشع من القطعة الخشبية حاول أخذها ولكنه لم يستطع فاحتال على الشمامسة القائمين على حراسها آنذاك، وأخذها إلى بلده، وما لبث أن علم هرقل بذلك فأخذ جنوده وتوجه إلى بلاد الفرس وظل يطوف البلاد للبحث عنها، ولكنه لم يعثر عليها إلا حين وشت إليه ابنة أحد الآباء الكهنة.

 فأسرعت إلى هرقل وأخبرته ما رأت وأن القطعة الخشبية قد وضعت تحت الأرض داخل صندوق، فذهبوا إليها وأخرجوا القطعة المقدسة عام 628م بحسب ما ذكرت المراجع المسيحية، وأعادها الملك إلى مدينة القسطنطينية فى احتفال كبير وشعبى، لذا تحرص الكنيسة على إقامة احتفال فى هذا اليوم لإحياء هذه الذكرى التاريخية التى تعكس مدى ترابط وقوة المسيحية فى نفوس المسيحيين على مر العصور. 

ذكرى نياحة القديس برسوم العريان.. رمز النسك فى الكنيسة القبطية

ويتزامن احتفال عيد الصليب المقبل مع عيد القديس برسوم العريان فى ديره منطقة المعصرة، وتعكس هذه المناسبة أيضاً ثراء الكنيسة بشخصيات مؤثرة وعابرة للتاريخ بأفعالها الروحية والمعجزات التى جعلت منهم أسماء لا تنتهى مع مرور الأزمنة. 

ويعد القديس الأنبا برسوم أحد الشخصيات الشهيرة فى التراث القبطى، ولد عام 1257 ميلادية، وعاش فى كنف أسرة مؤمنة وتقية حسبما ذكرت المراجع المسيحية، وكان ذو شهرة واسعة بسبب اعتماد الملكة شجر الدر عليه ككاتب لأسرارها وهى وظيفة كان يشغلها الموثقون من مثقفى الشعب آنذاك، أبى هذا القديس أن يدخل فى صرعات مع أحد أقاربه، ترجح المصادر المسيحية أنه «خاله» الذى طمع فى ميراثه بعد رحيل والده، وظل يردد آيات مزمور «جا 2:1»، وتعامل مع هذا الجشع بحكمة.

وتروى الكتب المسيحية، أن حياة الرهبنة قد دقت أبواب فؤاده وتوجه إلى خارج الفسطاط ليعيش داخل مغارة وحيدًا بعيدًا عن الحياة وأمتاعها غير مبالٍ بما يخاطره فى الصحراء والعراء وحده، وظل هناك ما يقرب من 5 أعوام يتعب ويعيش فى نُسك وصلوات فقط، وعرف بلقبه «العريان» نسبة لما كان يرتديه من ثياب بسيطة من جلد الماعز فقط. 

توجة القديس برسوم فى بادئ الأمر حين أرشده الله إلى كنيسة الشهيد أبى سيفين فى مصر القديمة، عاش فى مغارة بجوار الباب البحرى هناك، ولا تزال موجودة حتى الآن يقصدها العديد من المسيحيين، وكان يعرف آنذاك بمعاون البسطاء الفقراء، ووشى به إلى الوالى بسبب إيمانه بالمسيح، وبعدما أفرج عنه ذهب إلى دير شهران فى منطقة المعصرة بحلوان حاليًا، وعاش هناك يتعبد واشتهر بصلواته وقدراته فى حل أزمات الكثير وفى عمر الـ60 تنيح إلى الأمجاد السماوية ورافق الصالحين.