ونستكمل اليوم حوارى مع والدى رحمه الله، الذى بدأناه الأسبوع الماضى، وسألته عن كيفية اختيار الكاتب فى الأعمال التليفزيونية، وقلت له: كيف تختار الكاتب؟ فأجابنى: اختيار الكاتب هو أهم عنصر من عناصر نجاح العمل قبل الإنتاج والتصوير والمونتاج لأن الكاتب هو الأساس الذى سيبنى عليه العمل؛ لذلك كنت أتعاون مع أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد جلال عبدالقوى ويسرى الجندى ومحمد صفاء عامر وغيرهم من كبار الكتَّاب؛ لأن لكل منهم طابعاً ولوناً ومذاقاً.. يا عمرو الأصل فى نجاح أى عمل درامى هو الورق، الأساس هو السيناريو والحوار والقصة.. قلت له إذن والإخراج مهم؟ قال لى: الإخراج هو تحويل هذا العمل الذى كتب على ورق إلى صوت وصورة من لحم ودم من أشخاص، وهنا كان يجب أولاً الاستعانة بكبار المخرجين فى ذلك الوقت، فكنت أستعين بيحيى العلمى ومحمد فاضل، وكنت أيضاً أدعم جيل الشباب مثل جمال عبدالحميد ومحمد صقر ومجدى أبوعميرة؛ لأن كل مخرج له لون وله مذاق، لكن يا عمرو الأساس هو الورق.
قلت له: لكننى كنت أراك أيضاً تنتج أعمالاً دينية، قال لى «لا بديل فى شاشة رمضان عن إنتاج المسلسل الدينى، ولذلك قدمت محمد رسول الله، وقدمت مسلسل القضاء فى الإسلام، حتى نبرز أن هناك قضاة وأن هناك قضاء فى الإسلام شامخاً وعادلاً، وكان هذا العمل من أهم الأعمال التى أنتجتها، وكان يجب أن يكتب بمراجعة تاريخية دقيقة لأنه إذا فقد العمل التاريخى جزءاً من مصداقيته، فقد العمل كله تأثيره لدى المتلقى، فالعمل التاريخى عمل تاريخى، والعمل التراثى عمل تراثى.. وللحديث بقية.