رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ظل عالم جديد ملئ بالمتغيرات والتحديات نجد أن الفضاء الرقمى الإلكترونى ووجود سماوات مفتوحة قطعت المسافات بين الثقافات وألغت الحدود السياسية والجغرافية، مما كون وشكل عالمًا جديدًا يفتقر إلى النموذج والقدوة، عالم يشبه ذلك العالم الذى هدم ناموس الأسرة وصورة الأب مع نظرية «سيجموند فرويد « عن عقدة «أوديب» وكراهية الابن لأبيه، وأيضًا نظرية «كارل ماركس» الاقتصادية التى قوضت أركان الملكية والامبراطوريات الأوروبية حين كتب عن رأس المال، ولم تكن نظرية «داروين» فى النشوء والارتقاء وأن أصل الإنسان قرد وليس بشرًا قد هدمت قدسية الكنيسة وشجعت التجرؤ على القساوسة والكهنة واهتزت صورة رجل الدين المسيحى فى أوروبا أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ومع ثورة التكنولوجيا والسماوات المفتوحة وشبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعى والذكاء الاصطناعى إذ بالبشرية تواجه مرحلة جديدة تسمى الديستوبيا أو ما بعد نهاية العالم الحالى، وهذه الديستوبيا إعادة لفكرة المدينة الفاضلة فيما بعد سقوط الحضارة والمدنية الحالية التى تعج بكل أنواع التشوه والفساد لغياب الروحانيات والدين وطغيان المادة والمنفعة على كل القيم الإنسانية، ومن هنا كان علينا فى الشرق أن نعيد النظر فى الصورة الذهنية لرجل الدين فى الفن والدراما التلفزيونية خاصة أن الفضاء الإلكترونى قد ألغى كل الحواجز بين الثقافات وحول الحياة إلى شاشة إلكترونية ومنصة رقمية يمتزج فيها الخيال مع الواقع فى إشكالية فرضية تثير العديد من القضايا والمشكلات الجدلية التى تهدد شبابنا وحياتنا. من خلال تلك الصور الذهنية المشوهة التى قدمت تحت ستار الدين والسياسة وأسهمت فى تكوين نماذج إرهابية متعصبة  لا تعبر عن الدين وتظهر رجال الدين كما المحرك الأساسى لكل المجريات الدموية. وقد غزت هذه الصور الأفلام والمسلسلات الأجنبية الإعلام، وكان لها دور فى هدم كل ما هو روحانى ودينى خاصة الدين الإسلامى.

وفى أحد أعمال «أسامة أنور عكاشة» الهامة «ومازال النيل يجرى « 1992 نجده يتعرض لأهم قضية اجتماعية اقتصادية حتى يومنا هذا ألا وهى قضية الزيادة السكانية وزواج القاصرات فى ريف مصر، وفى تناوله لتلك القضية كان الكاتب واعيًا ومستنيرًا للخطر ولأهمية دور الوعظ والخطاب الدينى فى تحديد أبعاد المشكلة، وحاول الكاتب درء الصدع وتقليص الفجوة الفكرية بين ما تنادى به الدولة والحكومة من ضرورة تنظيم الأسرة وعدد الأطفال الذين يثقلون كاهل الأسرة، وما يؤدى إليه الحمل المتكرر من مشاكل صحية للمرأة وللطفل وتعرض كليهما للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية خاصة إذا كان الحمل فى سن صغيرة لزواج البنات وموضوع التسنين  فى الوحدات الصحية.

«هاشم العدوي»، أو هشام سليم،  إمام وزارة الأوقاف

ويمثل بؤرة النور الذى تحتاجه القرية المصرية تلك البؤرة أو الطاقة النورانية لها مكانة كبرى لأنه يمثل السلطة الدينية المقدسة ذات القيمة الكبرى  فى كل قرية وفى الموروث الثقافى المصرى وأن يتم تقديم هذه الشخصية بهذا البعد التنويرى الإيجابى. هذا هو الخطاب الدينى الفعلى وليس النظرى حين يتلاحم رجل الدين وينزل من على المنبر ليكون جزءًا من نسيج الشارع والقرية، شاهدًا على الحق وداعيًا للخير بقوة الدين وقدسية المكانة لحامل كتاب الله ودارس علوم دينه ودنياه.. الدراما االتليفزيونية  والدينية خاصة ما هى إلا سلاح ذو حدين؛ لذا فإن دراسة المحتوى وتحليله هى خطوة للحد من مخاطر الفضاء الإلكترونى.