رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتطرق فى مقالى هذا لموضوع شائك فكريًا وعقائديًا وفلسفيًا ويرتبط بسياسات الدول ومعتقدات الشعوب المختلفة حول العالم ألا وهو (العلمانية والإسلاموفوبيا)، «فالعلمانية» تشير إلى عزل الدين عن الدولة وعن حياة المجتمع، وإبقائه حبيسا فى ضمير الإنسان بحيث لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين خالقه؛ فإذا تم السماح للإنسان بالتعبير عن ذاته فيكون ذلك فى إطار الشعائر التعبدية ومراسم الزواج والوفاة وما شابه ذلك، أما كره الإسلام أو كراهية الإسلام فتسمى «الإسلاموفوبيا» وتعنى التخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم، وينتج عن ذلك الاستفزاز والعداء والتعصب وجهًا لوجه أو من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة، ومن السطور التمهيدية السابقة أنتقل إلى إعلان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مؤخرًا عدم السماح لأى طالب فرنسى بدخول المدارس فى حال ارتدائهم ملابس طويلة «العباءة» معتبرًا ذلك انتهاكًا للعلمانية التى تعتبر مبدءًا أساسيًا فى فرنسا، وأكد ماكرون أن السلطات ستتعامل بحزم شديد مع جزئية تطبيق القانون الجديد عند استئناف الدراسة، مشيرا إلى أن القانون الجديد لا ينطبق على طلاب الجامعات.

    إنّ نموذج «العلمنة الفرنسية» قام على خلفيات إخفاق محاولات إخضاع الكنيسة والدين لمنظومة الدولة بعد فرض التنظيم المدنى عليها عام 1791إبان الثورة الفرنسية، وإن كانت العلمانية تكفل حريّة المعتقدات لكافة المواطنين فى فرنسا، إلا أنّه يعتبر الإسلام كجسم «غريب»، والمسلمين كـ»ضيوف مؤقتين»، حتى وإن كانوا أبناء الجيل الثالث والرابع من المهاجرين، حيث إنّ المهاجرين المسلمين يعانون فى بلادهم الأصلية من مشكلات الاستبداد والفقر، فى حين تمنحهم بلاد مثل فرنسا فرصًا وأمانًا اجتماعيًا، ومن هنا ترى الحكومة الفرنسية ضرورة وحتمية احترام قوانين المجتمع المضيف، وبشكل عام يرى بعض الناشطين أنّ الأنظمة الأوروبية العلمانية لم توفر الحماية اللازمة لشعوبها من جرائم الكراهية والعنصرية، ويرى آخرون أن فكرة الدولة العلمانية العادلة باتت أكثر أهمية اليوم أكثر من الماضى.

  وفى ذات السياق نتذكر هنا قرار تركيا (تحويل آيا صوفيا إلى مسجد)، فنتذكّر أنّ الكثير من الأتراك والمسلمين حول العالم قد رحبوا بهذه الخطوة استناذًا إلى تأكيد وتعزيز الهويّة التركية الأصلية المرتبطة جذريًا بالإسلام، والتى فشلت العلمنة فى طمسها على مدار فترات متعاقبة، وفى ختام مقالى هذا أتساءل هل تطبيق أى مشروع لقانون مدنى يحقق المساواة بين كافة المواطنين، سيفشل مع صعود الهويات الدينية والمشاعر القومية فى عالم اليوم؟، وللحديث بقية إن شاء الله.

دكتور جامعى وكاتب مصرى

 [email protected]