رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع التصريحات المتضاربة من قيادات الجماعة حول جمال مبارك ووضعيته فى الحياة السياسية المصرية، فصرح عاكف بأن الإخوان يرفضون التوريث نهائياً، لكن إنهم يوافقون على ترشيح جمال مبارك كمواطن لأن له الحق الدستورى فى ذلك، ولكن بعد أن يترك والده القصر الجمهورى، لنرى إذا كان الشعب سيختاره دون تأثير من نفوذ والده أم لا، وفى يناير ٢٠١٠ أى قبل الثورة بعام واحد فقط، كان محمد بديع يتحدث إلى قناة الجزيرة عبر مدير مكتبها فى القاهرة وقتها، ورد بديع: لا نعارض ترشيح الأستاذ جمال، مثله مثل أى مواطن شريطة ألا يتميز عن أى مواطن مصرى فى طريقة العرض على الشعب، وبآلية تسمح بالاختيار الحر النزيه دون ضغط أو قهر، ستقول عزيزى القارئ هنا إن كلامهم واضح، فهم يرفضون التوريث، لكنهم لا يريدون أن يصادروا على حق جمال مبارك فى الترشح للرئاسة، لأنه فى النهاية مواطن مصرى مثل أى مواطن آخر له نفس الحقوق والواجبات، هذا هو ظاهر القول، أما باطنه ففيه كلام كثير يمكن أن يقال، أولاً على مستوى التفسير، وهو ما تبناه كثيرون فيما يتعلق بتصريحات قيادات الإخوان عن جمال مبارك، فقد تلقت المجموعة المحيطة بجمال هذه التصريحات على أنها محاولة من الإخوان لمساندته حتى يصل إلى الحكم، وبعدها يمكن أن ينقلبوا عليه، لأنهم يعتقدون أنه سيكون أكثر ضعفاً من أبيه، وعليه يسهل افتراسه لتخلو لهم الساحة السياسية تماماً بعد ذلك، ولذلك زادت هذه التصريحات جمال مبارك نفوراً من الجماعة، وزادته تشككاً فى نواياهم تجاهه.

ثانياً على مستوى محاولة التواصل مع جمال مبارك والمجموعة المحيطة به، وهنا يمكن أن نعود قليلا إلى العام ٢٠٠٤، وهو العام الذى يمكن أن نقول إن الجماعة بدأت فيه التفكير فى فتح قنوات اتصال مع جمال مبارك، وكان لابد أولا أن تخترق الدائرة القريبة المحيطة به، ولم يكن هناك هدف أسهل من أمانة السياسات التى كان يرأسها جمال، فى هذا العام كان خيرت الشاطر هو النائب الثانى لجماعة الإخوان، بحث عن منفذ يعبر من خلاله إلى جمال مبارك، وكان أن عثر الشاطر على عادل عفيفى مسؤول اللجنة السياسية للإخوان فى محافظة الجيزة، كان لعادل شقيق داخل أمانة السياسات، رجل أعمال من رجال الحزب الوطنى ومقرب من جمال مبارك، وقد استطاع أن يمهد الطريق للإخوان المسلمين على الأقل من أجل أن يسمع جمال منهم بدلا من أن يسمع عنهم، استغرق إقناع جمال مبارك ما يقرب من عامين من أجل الجلوس مع جماعة الإخوان المسلمين، وتم بالفعل تحديد موعد معه العام ٢٠٠٦، لكنه لم يأت هذه المرة عن طريق عادل عفيفى، بل عن طريق أسامة فريد عبدالخالق ابن القيادى الإخوانى الراحل الكبير والذى كان من بين الرعيل الأول للجماعة الذين رافقوا حسن البنا وهو أيضا رجل أعمال وكانت تربطه علاقات صداقة وبيزنس مع رجال الحزب الوطنى.

تحددت أسماء من سيحضرون لقاء جمال مبارك من قبل الجماعة، وكانوا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان والدكتور محمد على بشر، وأغلب الظن أن هذا هو اللقاء الذى كان يشير له محمد حبيب، وهو ما يعنى من زاوية معينة أن حبيب لم يكن مطلعاً على كثير مما يحدث داخل الجماعة، وأن خبر اللقاء الذى أشيع بين أبوالفتوح وجمال مبارك، لم يكن إلا لقاء تم الاتفاق عليه بمعرفة قيادات الجماعة، وقفت الأقدار دون أن يتم هذا اللقاء، فقبل الموعد المحدد، قام طلاب الإخوان فى جامعة الأزهر بعرض رياضى استعرضوا فيه إمكانياتهم، وتم تصوير الأمر على أن الجماعة تستعرض ميليشياتها العسكرية لتخويف المجتمع والتأكيد على أنها جاهزة للمواجهة مع النظام فى أى وقت، فتم إلغاء الموعد، لتبدأ حرب علنية بين النظام والإخوان، دخل على إثرها خيرت الشاطر وأكثر من ٣٥ قياديًا إخوانيًا السجون على ذمة قضية غسل الأموال التى أدين فيها معظمهم.. وللحديث بقية.

[email protected]